الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3217
شـــــارك المادة
قالت مصادر إيرانية ومصرية، أمس، إن سفينتين حربيتين إيرانيتين مجهزتين بأجهزة تنصت ومراقبة عن بعد، عبرتا قناة السويس في طريقهما إلى السواحل السورية، على البحر المتوسط، لتقديم العون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ونقل احتمالات المواجهة بين إيران والدول الغربية إلى سوريا، بدلا من إيران. وأعلن قائد البحرية الإيرانية، الأميرال حبيب الله سياري، أن الأسطول الثامن عشر التابع للبحرية الإيرانية دخل، أمس، مياه البحر المتوسط، بعد عبوره لقناة السويس. ووفقا لوكالة أنباء «فارس» الإيرانية، قال سياري إن سفنا حربية إيرانية قامت، أمس، بعبور قناة السويس للمرة الثانية، منذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، وإن هذا الأسطول سينقل رسالة سلام وصداقة لدول المنطقة، وسيثبت للعالم قوة إيران.
وقال مصدر أمني مصري، وهو مسؤول سابق عن الملف الإيراني في إحدى المؤسسات الأمنية الاستراتيجية، إن الأسطول الذي عبر قناة السويس مزود بنظم للتنصت والمراقبة عن بعد، معربا عن اعتقاده في أن يكون هدف إيران من وراء ذلك هو «التنصت ومراقبة تحركات المعارضة السورية، خاصة الجيش السوري الحر، بالإضافة إلى التنصت والمراقبة للتحركات العسكرية الإسرائيلية بشأن هجوم محتمل على إيران». ويقول المراقبون إن تحرك الأسطول الحربي الإيراني في البحر المتوسط، يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين طهران والغرب توترا بسبب الاتهامات الموجهة إلى طهران بمحاولة تطوير أسلحة نووية تحت غطاء برنامجها النووي المدني، وكذا بسبب محاولة إيران تقديم العون للنظام السوري. وتقول طهران إن برنامجها النووي لأغراض سلمية، وتقر بمساندتها للنظام السوري.
وعن تفسيره لتحرك هذه السفن الإيرانية في هذا التوقيت، قال الخبير الاستراتيجي، جمال مظلوم، الأستاذ بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية: «نحن نعلم الظروف التي تمر بها سوريا حاليا، والتوتر الموجود، وقد يكون هذا دعما للنظام السوري في الأوضاع التي يمر بها، خاصة بعد قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة، يوم الخميس الماضي، بإدانة سوريا»، مشيرا إلى ضرورة الأخذ في الحسبان «الأوضاع المتوترة في سوريا، وسقوط المزيد من الضحايا، كل يوم»، وأضاف: «أتصور أن هاتين السفينتين تهدفان إلى دعم سوريا في ظل علاقة إيران مع سوريا وحزب الله».
ووفقا للمصادر الأمنية المصرية، فقد وصلت السفينتان الإيرانيتان بالفعل إلى ميناء طرطوس السوري، وهما سفينة الإمداد «خارك»، والمدمرة «الشهيد قندي»، بعد أن حصلتا على التراخيص اللازمة من السلطات المصرية لعبور قناة السويس، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تعبر فيها هاتان السفينتان قناة السويس إلى البحر المتوسط منذ تولي النظام الديني المتشدد في إيران نظام الحكم، أواخر السبعينات من القرن الماضي. وكانت السفينتان عبرتا القناة من قبل في مثل هذا الوقت من العام الماضي، في إطار ما تقول إيران وسوريا إنه «تعاون بين البلدين في مجال التدريب».
وعما أفادت به بعض المصادر من أن إيران تستغل سوريا لإبعاد الصراع عن أراضيها، ونقلها إلى البحر المتوسط، قال جمال مظلوم إن هذا احتمال موجود، ويمكن بهذه الطريقة أن تبعد إيران الأنظار بعيدا عن أراضيها، و«أود أن أضيف أنه كون إيران تبعث قطعتين بحريتين تعبران قناة السويس، والذهاب إلى سوريا، يعد بمثابة استعراض عضلات من الجانب الإيراني، تجاه التهديدات والتلميحات من الإدارة الأميركية وإسرائيل بصدد التخطيط للعدوان على إيران بسبب برنامجها النووي».
وأهم حليفين لطهران، بعد العراق، هما النظام السوري وحزب الله اللبناني، ويقول المراقبون إن إيران تشعر بمرور الأيام بوطأة العقوبات الاقتصادية على نظامها، وعلى نظام حليفيها بالمنطقة (الأسد، وحسن نصر الله)، إضافة إلى «زيادة وتيرة عمليات الجيش السوري الحر (المنشق) ضد نظام بشار الأسد، وهو أمر يقلق حكام طهران، كما يقلقها التصعيد الغربي تجاه برنامجها النووي».
ومن المقرر أن ينتهي توم دونيلون، مستشار الأمن القومي الأميركي، من إجراء محادثات في إسرائيل تستغرق يومين. وأشار مظلوم إلى هذه الزيارة بقوله إنها مخصصة لبحث الملف الإيراني والملف السوري، وأضاف: «أتصور أن ما قامت به إيران من إرسال للسفينتين الحربيتين للبحر المتوسط، ما هو إلا رد فعل تريد أن تقول من خلاله إنها موجودة وليست مختبئة، وإنها تتصرف كدولة ذات سيادة تريد أن تظهر قوتها أمام الرأي العام».
وحول ما يقال من أن تشديد الحصار حول سوريا هو بالأساس موجه إلى إيران، وأن إسقاط نظام بشار يعد ضربة قاصمة للنظام الإيراني، قال مظلوم: «إن هذا صحيح، وإن محاولة تغيير النظام في سوريا، هي خطوة للوصول إلى إيران.. سقوط النظام السوري الحالي المتعاون مع إيران يمثل ضربة صارمة لإيران في الأساس».
ومن جانبه، قال مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن الخارجية الأميركية «قلقة» على هذه التطورات. وتراها «تصعيدا» للوضع السوري، وذلك للاعتقاد بأن إيران وفنزويلا تتحالفان، ليس فقط في تأييد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، ولكن أيضا في تصعيد مواجهة عسكرية في المنطقة بسببه.
وقال المصدر: «كررت الوزيرة (هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية) أن الولايات المتحدة تضع كل الخيارات على الطاولة، فيما يخص تدهور العلاقات مع إيران، واستمرار إيران في إنتاج أسلحة نووية، وتهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز». وكررت الوزيرة أن تأييد إيران لنظام الأسد ليس فقط رهانا خاسرا، لأن الأسد ساقط عاجلا قبل أن يكون آجلا، ولكن، أيضا، لأن التأييد يثبت المطامع التوسعية لإيران في المنطقة، خاصة دعمها لسوريا ولحزب الله في لبنان».
وأضاف المصدر: «الآن، يبدو أن إيران تصعد المواجهة، وترسل سفنا حربية لتأييد الأسد. هذا أكثر من رهان خاسر، هذا تمهيد لمواجهات عسكرية»، وقال: «رأينا في إيران وفي نظام الأسد واضح ومكرر. الآن، الكرة في ملعب الدول العربية لتواجه هذا التصعيد العسكري من جانب إيران. الآن، يبدو أن الموضوع ليس إرسال مراقبين فقط، وأنه ربما بداية مواجهة عسكرية مع إيران، ليس بسبب مضيق هرمز، ولكن بسبب حماية نظام الأسد، وهو نظام يعرف كل العالم تقريبا أن أيامه صارت معدودة».
ورفض المصدر التعليق على ردود الفعل الإسرائيلية على دخول السفن العسكرية الإيرانية البحر الأبيض المتوسط. وقال إن الإسرائيليين يقدرون على التعليق على هذه التطور.
وأيضا، رفض المصدر تصور سيناريو لتنسيق بين السفن العسكرية الإيرانية والسفن العسكرية الروسية، في شرق البحر الأبيض المتوسط. ولاحتمال مواجهات مع الأسطول الأميركي في البحر الأبيض المتوسط. وقال إنه يأمل ألا تصل الأمور إلى هذا الحد.
وعن إرسال سفن من فنزويلا تحمل نفطا إلى سوريا، قال المصدر: «في السنة الماضية، ضمن قرارات مقاطعة نظام الأسد، وضعنا شركة النفط السورية في القائمة. وفعل الاتحاد الأوروبي نفس الشيء. وبالنسبة لفنزويلا، وضعنا شركتها البترولية الحكومية (بي دي في إس إيه)، في قائمة المقاطعة بسبب خرقها لقوانين مقاطعة إيران».
وكانت وكالة «رويترز»، نقلت أمس أن فنزويلا أخذت في الظهور كمورد نادر للنفط إلى سوريا. وأنها، بهذا، تقوض العقوبات الغربية على الحكومة السورية. كما أنها تصعد المواجهة العسكرية في سوريا لأن النفط لا بد أن يساعد قوات الأسد، وأن شحنة النفط الفنزويلية فيها ديزل يمكن استخدامه لدبابات قوات الأسد. ويتوقع أن يصل النفط الفنزويلي هذا الأسبوع إلى ميناء بانياس السوري، على ظهر السفينة الفنزويلية «نيغرا هيبوليتا». ويمكن أن تكون قيمة الشحنة 50 مليون دولار تقريبا.
وأشارت «رويترز» إلى أن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز مؤيد قوي للرئيس السوري بشار الأسد، وللرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، اللذين يواجهان ضغوطا ومجموعة كبيرة وقوية من العقوبات الغربية، وأن شافيز لا يزال يدافع عن العقيد الليبي المقتول، معمر القذافي.
وحول الشحنات النفطية إلى سوريا، وإذا كانت ستستخدم لأغراض عسكرية، قال شافيز إن فنزويلا لم تطلب من الولايات المتحدة تفسيرا لما فعلته بالنفط الذي تبيعه لها فنزويلا، وبالتالي لا يقدر أحد على أن يملي على فنزويلا ما تفعل بنفطها.وقال: «نحن أحرار. نحن بلد حر».
وفي سياق آخر، ضبطت السلطات السويسرية في 2010 و2011 معدات مراقبة للهواتف الجوالة، كانت مرسلة إلى سوريا وإيران، كما قال مسؤول في هيئة مراقبة التصدير.
وأوضح رئيس عمليات مراقبة تصدير المنتجات الصناعية داخل أمانة الدولة للاقتصاد، يورغن بولر، في إطار برنامج تلفزيوني ألماني مساء الجمعة، إن السلطات السويسرية أوقفت شحنتي معدات تجسس كانتا مرسلتين إلى هذين البلدين في 2010 و2011.
وقد حاول مزودون أوروبيون، لم يذكر البلد الذي ينتمون إليه، إرسال هاتين الشحنتين إلى سوريا وإيران عبر سويسرا، لكن الجمارك السويسرية ضبطتهما عند الحدود.
ولا تستطيع الشركات السويسرية بيع هذا النوع من المعدات من دون موافقة السلطات المكلفة مراقبة التصدير.
وحذرت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان من تصدير معدات تجسس إلى بلدان مثل إيران وسوريا حيث تستخدم، بحسب قولها، لمراقبة المعارضين وتتبع تنقلاتهم وقراءة بريدهم الإلكتروني ورسائلهم عبر الهواتف الجوالة.
أسرة التحرير
ناديا البلبيسي
وسيم عيناوي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة