جهاد خيتي
تصدير المادة
المشاهدات : 4128
شـــــارك المادة
ينتشر في مثل هذه الأيام من كل عام ما يسمى بالأناشيد التي تبكي فراق رمضان! ويتداول الناس على وسائل التواصل الاجتماعي كلامًا مشابهًا يعزّون فيه بعضهم بفراق الشهر كما يعزون بالأموات !! ويزيد بعض الأئمة -هداهم الله- في إضلال الناس وغرس هذا المفهوم المغلوط في أذهانهم ببكائياتهم على رمضان في دعاء الوتر، حتى ليخيل إلى السامع أنهم بُشّروا بما يكرهون!!! فأين هذا كله من قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]، وقوله: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185]، والتكبير يكون عند الفرح لا الحزن. وقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ) رواه مسلم، و(عند فطره) تشمل فطره كل يوم من رمضان، وتشمل فطره يوم العيد؛ ولذلك سمي عيد الفطر. وسبب هذا الفرح: * التوفيق للطاعة، *واكتمالها، *ورجاء قبولها، *وانتظار الأجر العظيم عليها. قال صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ: الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) رواه مسلم. من كان باكيًا فليبك فيما بينه وبين الله على تقصيره وتفريطه إن كان قد فرّط، ولا يؤذي المسلمين بتعكير فرحتهم وتنغيصها عليهم. لقد كان من هدي النبي صلّى الله عليه وسلم: الفرح، ومن هدي أصحابه رضوان الله عليهم: دعاء الله ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان، وعلامة قبول الطاعة: الطاعةُ بعدها؛ فليس رمضان سوى موسم لتجديد العهد بالطاعة، والتقوّي عليها، وتنشيط الروح والبدن للاستزادة منها والاستمرار عليها.
سلمان العودة
خالد روشه
هشام خالد
علي الكيلاني
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة