مجاهد مأمون ديرانية
تصدير المادة
المشاهدات : 2741
شـــــارك المادة
يا أيها النائمون على سُرُر الراحة، إنّ في الشام شعباً لا ينام ولا عاد يعرف معنى النوم منذ ألف يوم.
يا أيها الحافّون بالموائد العامرات بالطيّبات، إن في الشام شعباً لا يكاد يجلس إلى مائدة مرةً كل أسابيع؛ لا يشبع فيه الكبارُ ولا يجدون الحليبَ للرضيع.
يا أيها الآمنون في الدور والقصور، إن في الشام شعباً لا يأمن خطرَ الليل إذا حلّ الليلُ ولا يأمن خطر النهار إذا طلع النهار.
يا أيها الدِّفاءُ المتدثرون بالصوف والفراء، إن في الشام شعباً لا يدفأ، ولا يجد كبارُه الغطاءَ لصغارٍ يكادون يَجمُدون في برد الشتاء... يا من تحيَون أطيبَ الحياة وأنْعَمَ الحياة وأرغَدَ الحياة، إن في الشام شعباً لم يَحْيَ منذ دهر حتى كاد ينسى معنى الحياة.
كيف تهنؤون بالمنام وكيف تَسوغون الطعامَ والنارُ تلفّ الشامَ وأهلَ الشام؟
ألا ترون البيوت المُهَدّمات والعائلات المشرّدات؟
ألا تبصرون المكلومين والمكلومات في الساحات والطرقات؟
ألا تسمعون أنّات الأمهات الثاكلات وآهات الجائعين والجائعات؟
ألا تشعرون بآلام إخوانكم وأخواتكم من المسلمين والمسلمات؟
اللهمّ مَن فرّجَ الهَمّ عن شعب سوريا الجريح المصابر ففرّج همّه، ومن وصل المقطوع منهم فصِلْه بفضلك ولا تقطعه من رحمتك.
اللهمّ من أنفق فيهم درهماً فعوّضه بألف درهم، ومن أنفق فيهم ديناراً فعوّضه بألف دينار. اللهمّ من أطعم الجوعان منهم فأطعمه من ثمر الجنة، ومن أدفأ البردان منهم فحرّم جلده على النار.
اللهم أجزل الثواب لكل ساعٍ عليهم بخير وأعظم له الجزاء يا سميع الدعاء.
صفحة الكاتب على فيسبوك
محمد العبدة
خالد روشه
مركز عزام للدراسات والأبحاث
صلاح الخالدي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير