..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اضاءات

المناطق المحررة... الدعوة أولا

أبو أمجد

٧ يوليو ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6853

المناطق المحررة... الدعوة أولا
هذه سبيلي0000.jpg

شـــــارك المادة

في المناطق المحررة والتي يسيطر عليها المجاهدون أقيمت محاكم تحكم بالشريعة الإسلامية وهذا أمر طيب يتمناه كل مسلم.
وقد شاهدت مقاطعا لمحاكمات أفراد قاموا ببعض الجنايات من سرقة وغيرها. وكان القضاة يوقعون بحقهم أحكاما مخففة، مراعاة للوضع المأساوي الذي يعيشه الناس.

 


وهذا أيضا يعد من روح الشريعة الاسلامية، بل تسقط بعض الحدود كحد السرقة في أوضاع كهذه... كما وقع في عام الرمادة وكان الخليفة آن ذاك الفاروق عمر، والمعروف بشدته في الحق. فهذا من درأ الحدود بالشبهات. 
المتأمل لحياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بداية دعوته إلى نهايتها يجد فرقا شاسعا بين طريقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجهاد والدعوة، وبين ما يقوم به إخواننا المجاهدون في المناطق السورية المحررة، وهناك غيرها في دول أخرى كالصومال.
في مقطع آخر وصور أخرى رأيت أناسا يرجمون أحدهم حتى الموت في الصومال (ولا أستطيع إثبات حقيقة الصور لأنها لم تصدر من جهة معروفة)، لا أدري كيف أثبتوا حادثة الزنا، ومن حكم ومن قضى بالرجم وأسئلة كثيرة....
لكني أخشى من التساهل في إثبات مثل هذه الحوادث، بحيث تكون مخالفة للأحكام الشرعية ويكون لها مردود عكسي مضاد، ينفر الناس عن الشريعة الاسلامية.
وحد جريمة الزنا من الحدود التي لا يستطيع القضاء إقامتها إلا إذا أصر مرتكب الجريمة على أن يقام عليه الحد وأثبت بالبينة على نفسه بارتكاب هذه الجريمة، أو توفر أربعة شهود عدول يشهدون بارتكاب الشخص لجريمة الزنا ولا يختلفون في التفاصيل، وإلا أصبحوا قاذفين، يقام ضدهم حد القذف.

النبي -عليه الصلاة والسلام- بدأ بدعوة الناس إلى دين الله عز وجل وإقامة التوحيد في قلوب الناس ونبذ الشرك بجميع أشكاله واستمرت هذه المهمة عشر سنوات، ثم بدأت الأحكام والحدود تنزل تدريجيا قال تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين (108))
لذا يتوجب على المجاهدين تكثيف العمل الدعوي إلى جانب العمل الجهادي والاستعانة بالدعاة المستفيدين والعارفين بأمور دينهم والمؤثرين لتعليم الناس أمور دينهم بالحكمة والموعظة الحسنة، فهم بحاجة ماسة  لذلك، فالنظام السابق قام بإبعاد الناس عن دين الإسلام بشتى الوسائل والأساليب، فجهل الناس كل أمور دينهم، ولا أرى من الحكمة مبادرتهم بتحريم ومنع كل شيء قد تعودوا عليه بصورة صادمة وبدون توعية وإرشاد ودعوة. كالملبس وبعض العادات والتعاملات. ولنتذكر كيف رد النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك الشاب الذي جاء يستأذنه بالزنا.
عن أبى أمامة -رضى الله عنه- قال: إن فتىً شاباً أتى النبى -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله ائذن لى فى الزنا ، فأقبل القوم فزجروه ، وقالوا: مه مه(*)!
فقال له: "ادنه" – أى اقترب منى – ، فدنا منه قريبا ،
قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلنى الله فداءك.
قال: "ولا الناس يحبونه لأمهاتهم".
قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: "لا والله يا رسول الله ، جعلنى الله فداءك".
قال:"ولا الناس يحبونه لبناتهم".
قال: أفتحبه لأختك؟ قال: "لا والله ، جعلنى الله فداءك".
قال:"ولا الناس يحبونه لأخواتهم".
قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: "لا والله ، جعلنى الله فداءك".
قال:"ولا الناس يحبونه لعماتهم".
قال: أفتحبه لخالتك؟ قال: "لا والله ، جعلنى الله فداءك".
قال: "ولا الناس يحبونه لخالاتهم".
قال – رواى الحديث – فوضع يده عليه ، وقال: "اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه ، وحصن فرجه" فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شىء (رواه الإمام أحمد).
وهذا الموقف الحكيم العظيم مما يؤكد على الدعاة إلى الله – عز وجل – أن يعتنوا بالرفق والإحسان إلى الناس، ولاسيما من يرغب فى استئلافهم – من الألفة – ليدخلوا فى الإسلام، ويثبتوا على إسلامهم.
ما ألاحظه كذلك (وأرجو أن أكون مخطئا) أن المجاهدين لا يصحبهم علماء يعلمون الناس الدين وشريعة الإسلام وأخلاقه وآدابه لييفقهوا الناس في المناطق المحررة وأعتقد أن هذا لا يتفق مع قوله تعالى: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (122)) ففي الآية علل عدم ذهاب بعضهم للجهاد هو البقاء لتعليم الناس الدين. فلا بأس أن يذهب البعض للقتال ويبقى البعض في المناطق التي حررت لتفقيه الناس أمور دينهم.
وهذه نقطة مهمة فالدعوة والجهاد لا غنى لأحدهما عن الآخر، لذلك يجب على الدعاة الانتشار في المناطق المحررة والقيام بواجب الدعوة الفردية والجماعية وتوزيع الكتيبات والمطويات والمحاضرات إضافة إلى زيارة الدعاة والعلماء لأهالي المناطق المحررةالدعوية ودعوة نصارى الشام إلى الاسلام بالطريقة السمحة، والتوضيح بخطورة البدع وخاصة بدعة الرافضة والنصيرية والبعثية. والجلوس مع الشباب العلماني والمطالب بدولة مدنية علمانية وتفنيد شبهاتهم والايضاح لهم بأن شريعة الاسلام تعالج كل مشاكل الناس الاجتماعية والسياسية وغيرها. 
الدعوة أولا لأنها سبب انتشار الاسلام في شرق آسيا وغرب أوروبا. تعريف الناس بخالقهم وبأسمائه وصفاته وعظمته وحبه لخلقه ... هو ما يجعل الناس يدخلون في دين الله أفواجا.

اقرأ ايضاً

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع