..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اضاءات

ابتسامة الشهداء في سوريا..

خالد روشه

١٤ فبراير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3760

ابتسامة الشهداء في سوريا..
111.jpg

شـــــارك المادة

بينما الطغاة يسفكون الدماء، ويوقعون أدنى قرابين العبودية للبشر، وينتهكون الأخلاق والمواثيق والأعراف، وينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، ترتسم على شفة الشهيد تلك البسمة العذبة النقية الشفافة، أن لا تحسبوا الله غافلاً عما يعمل الظالمون..


الحقيقة التي لا يماري فيها الناس كلهم حتى الآن هي حقيقة الموت، فالجميع يوقن بالمصير إليه، لكن شقوة الأشقياء تغفلهم وتنسيهم المآل، فتفاجئهم لحظة النهاية، تقضي على ما اكتسبوه ظلماً وزوراً، وتمحو ما ضحوا لأجله طوال سني حياتهم، فينتهي النعيم الكاذب، ويذهب الصولجان الموهوم، وينفض الجند المحيطون، ويصير الكرسي الذي سفكوا لأجله دماء الطيبين لا يصلح إلا أن يكون نعشاً لهم يسلمهم للحظة القبر الرهيبة، حيث لا مناص من لقاء الحقيقة، ولا سبيل إلى الهروب من المصير الأسود..
على الجانب الآخر من الصورة رمقة بديعة لا يستطيع رسام أن يقلدها، ولا يمكن لشاعر أن يصفها، ولا تملك الكلمات والمعاني إحاطة بها، قادمة من صورة ذلك الشهيد المسجى في ثيابه الملونة بلون الدم، وقد أضاء وجهه نوراً لا يعلم أحد من أين استمده بينما شفاهه تبتسم وكأنها تراسلنا برسائل علوية سرمدية لا نهائية..
الجزارون اغتالوا حياته، ورب العالمين يبشره بأروع حياة، والظالمون سرقوا لحظته، وفي السماء تعد له أسارير الفرحة والسعادة الأبدية..
فأي الاختيارين ينتقي إن هو خير بين الدنيا والآخرة، وأي المصيرين يرجو أن يلقى لو أمكن أن يسأل، إنه الرفيق الأعلى والمستقر الأسمى والملكوت الأبدي الخالد.
إن دورة الحياة أيام معدودات، يجهد فيها المرء كل يوم ويكد، يتألم ويعاني، يبتلى بالسراء تارة وبالضراء تارة، وهو في كل مختبر ممتحن، تعد عليه أعماله وأقواله، وتراقبه القدرة الإلهية العظمى، فيا فلاحه إن هو اجتاز الاختبار وأنهى الامتحان بنجاح، ويا ويله إن هو ظن أن لن يحور وظل في أهله غافلا مسروراً..
لكأن بسمة الشهيد تستغرب فعل السفهاء الحاقدين، والأغبياء السافلين، الذين لم يرعوا ذمة ولا رحماً، ولم تأخذهم مكرمة ولا فضيلة، فغطى الطمع أعينهم، ولفهم الظلم الغموس، وحفتهم الشياطين، فعاثوا في الأرض فساداً وهبوا يستبيحون كل حرمة لا يبالون بلحظة الحساب..  ولكأنها تنادي اللاحقين بها من بعدها ألا تخافوا، فلا ألم وجدت، ولا معاناة لاقيت، بل حباً وصفاء وبشرى ورحابة، وسروراً وحبوراً؛ {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين}.
ولكأنها تبث الثبات في جوانب الناس من حولها، أن موعودكم حاصل، ومرتجاكم كائن، ولو كره الكافرون.

المصدر: موقع المسلم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع