..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اضاءات

بطانة السوء والحاكم المستبد

أسرة التحرير

٢٤ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2848

بطانة السوء والحاكم المستبد
03.jpg

شـــــارك المادة

{وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ}[ الأعراف: 127].
 إنه نموذج للدور الدنيء الذي تمارسه بطانة السوء مع الحاكم المستبد!!
فيعزُّ على بطانة السوء التي تحيط عادة بأمثال فرعون من الحكام المستبدين، يعزُّ على أفرادها أن يروا دعوة الإيمان والحق والحرية والعدل مستمرة، فهي خطر على مصالحهم ومناصبهم، وتهديد لمراتبهم وامتيازاتهم.
كما يصعب على الطغاة المستبدين أن يروا أحداً يخرج على طاعتهم، ويخالف أمرهم؛ لأنهم اعتادوا على استعباد الناس، فكلماتهم تشريع لهم، والويل لمن خالفهم، فالتهمة له جاهزة، فيرمى فوراً بالفساد والخيانة والتآمر والعمالة للأجنبي والتطرف والإرهاب.
لقد عرف المقربون من فرعون كيف يثيرون غضبه على موسى –عليه السلام- ومن معه من المؤمنين، إذ كانوا يعلمون مدى تأله فرعون وحرصه على الاستبداد والتسلط والطغيان، فاستغلوا ذلك ونجحوا في إثارة غضبه وطغيانه وظلمه وتكبره، فأصدر قراره الجائر: {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ}، ثم طمأن رجال حاشيته الخائفين على مصالحهم ومراتبهم من دعوة الحق، قائلاً: {وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ}.
وبذلك أصبحوا جميعا شركاء في الجريمة.. أميراً كان منهم أو مأموراً.. وزيراً كان أو موزوراً.. قائداً كان أو جندياً، جميعهم شركاء. {... إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [بالقصص: 8] ... {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} [بالقصص: 40].
فسبحان الله ما أشبه الليلة بالبارحة واليوم بالأمس. لكن اللبيب من اتعظ بغيره، لا من كان عبرة لغيره ... فتأمل!!
 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع