..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اعلام وتراجم

زهران علوش: من سجن الأسد إلى قيادة ألوية الغوطة

عبد الرحمن محمد

٣٠ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7698

زهران علوش: من سجن الأسد إلى قيادة ألوية الغوطة
405_270_013805243645539.jpg

شـــــارك المادة

"شكل الدولة الذي نطمح إليه مبنية على نظرتنا لواقع الأمة، وفي هذا المجال لا بد لي أن أوجه كلمة لإخواني وأبناء بلدي الذين أحبهم وأنصح لهم وهذا واجبي الذي يأمرني به ديني، أنه منذ عقود طويلة نحن ندفع الثمن، وكان الثمن غالياً مراراً وتكراراً، لكننا نرى أنه على الأغلب في كثير من المرات يقطف الثمرة أناس لم يدفعوا الثمن.

 

 

يتسلقون على دماء الآخرين، أود ممن يدفع الثمن الآن من دمه وبيته وماله بل وحتى عرضه أن يكون صاحياً، وأن يكون يقظاً متنبهاً كي لا يقع فيما وقع فيه بعض أبائنا من تسليم الثمرة لمن لم يدفع ثمناً لقطفها، نحن ننشد دولة العدل ننشد دولة الحقوق التي يسود فيها العدل وترجع الحقوق فيها إلى أصحابهاً"..

بهذه الكلمات يصف زهران علوش قائد لواء الإسلام الذي تحول إلى جيش الإسلام بعد انضمام عشرات الكتائب والألوية المسلحة إليه، طبيعة الدولة التي ينشدها السوريون..
ويفسر بشكل لا لبس فيه، القطيعة مع معارضة "الفنادق" كما يصفها البعض، ومع الائتلاف الذي سحبت أهم القوى الثورية على الأرض اعترافها به، بعد الفشل السياسي الذي مني به على امتداد الفترة منذ انطلاقه، وصولاً إلى رئاسته الحالية..
ويتابع علوش: "نريد أناساً يمثلوننا في الخارج نابعون من الداخل نبعوا من قلب الحدث، نبعوا من الثورة، أما بالنسبة للحوار مع النظام فإني أقول بملء الفم: لا حوار مع النظام من قمته إلى قاعدته، النظام نظام مجرم والحوار معه مشاركة في الجريمة".

من سجون الأسد، خرج زهران علوش بعد انطلاق ثورة الحرية والكرامة، فقد شكلت المظاهرات في بدايتها ضغطاً على حكومة النظام جعلها تطلق سراح عددٍ من المعتقلين، وعند خروجه من السجن عمل علوش على تأسيس قوة عسكرية لمحاربة الأسد، أسماها في بدايتها سرية الإسلام، ثم تطورت إلى أن صارت لواء الإسلام والذي ضم ألوفاً من المقاتلين يتبعون لمجلس قيادة، و23 مكتباً إدارياً.. وأمس في 29 – 9 - 2013، أعلن لواء الإسلام تحوله إلى جيش الإسلام بعد أن انضم إليه معظم القوى المقاتلة في ريف دمشق وغوطتيها ومناطق أخرى من سوريا، في خطوة يراها الكثيرون بداية مرحلة جديدة في مواجهة الأسد والسعي للاطاحة به.

من الغوطة انطلق نشاط زهران علوش المسلح، وبعد أن استعاد الأسد السيطرة على دوما، قرر علوش وقادة الثوار القيام بعمليات عسكرية خاطفة ضد قوات النظام، دون ان يتيحو لهم فرصة حصرهم في مكان محدد كما حصل في دوما، وبالفعل تمكنوا باستراجيتهم هذه تحقيق مكاسب على الأرض تمثلت بتحرير القطع العسكرية واحدة تلو الأخرى، حتى باتت غوطة دمشق الشرقية محررة بشكل شبه كامل.

لقد بلغ الظلم والبطش والإرهاب عند النظام مبلغاً لا يحتمل قبل الثورة يقول زهران علوش ويضيف: "السجون امتلأت ممارسة الإرهاب الفكري لم تعد تخفى على القاصي ولا الداني، الطائفية التي لا يخفيها النظام تجاه أبناء الأكثرية وبالتحديد الأكثرية (السنية) صار حديث كل مجلس، الظلم والفساد والإقصاء وكل مظاهر الانحطاط موجودة في بلادنا بفعل هذا النظام القذر".
بعد كل هذا كان لا بد من الوقوف في وجه الأسد وطغيانه، طغيان بلغ أقسى درجات الاستخفاف بحياة البشر في سوريا، ولم يسلم منه لا الزرع ولا الحجر..

أسس زهران علوش والعاملين معه عدة مؤسسات أمنية تعتبر بمثابة شرطة تمارس صلاحيات الحفاظ على الأمن وحقوق الناس في البلدات المحررة، مستعيناً بخبرات بعض الضباط المنشقين من الذين درسوا في المجال الجنائي والأمني.
ولم يغفل الجانب المدني في المناطق المحررة، فتم تشكيل هيئات الإغاثة وأخرى مسؤولة عن تنظيم أمور ومتطلبات الناس اليومية، فكانت تجربة الغوطة الشرقية تجربة مميزة بالنسبة للظروف التعجيزية التي تعاني منها، والمتمثلة بالحصار الخانق الذي تفرضه قوات الأسد عليها منذ أكثر من 14 شهراً..
وكان هجوم قوات الأسد بالسلاح الكيماوي على غوطتي دمشق الشرقية والغربية نقطة تحول في الثورة السورية على الصعيد الداخلي والدولي، إذ انعكس ذلك في تغيير عقلية الكتائب والألوية المسلحة المقاتلة على الأرض والتي بدأت تعمل على توحيد جهودها تحت راية واحدة..
أما دولياً فكان لهجوم الأسد الكيماوي أن أظهر للسوريين مستوى التخاذل والتآمر الدولي على قضيتهم العادلة وثورتهم التاريخية..

محمد زهران بن عبد الله علوش "أبو عبد الله"، من مواليد دوما في ريف دمشق، ووالده هو الشيخ عبد الله علوش من مشايخ دوما العاملين والمعروفين بالتمسك بمنهج أهل السنة والجماعة والدعوة إليه.
قرأ الشيخ زهران القرآن الكريم على والده وعلى بعض كبار شيوخ بلده، والتحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق، ثم أكمل الدراسة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية، ثم درس الماجستير في كلية الشريعة بجامعة دمشق، وكان قبل الثورة يعمل في مجال المقاولات، حيث أسس شركة للخدمات المساندة للإعمار.

 

 

أورينت نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع