..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


نجاح الثورة

أيام سوريا القادمة

موقع المسلم

٣١ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8832

أيام سوريا القادمة
111.jpg

شـــــارك المادة

كل العالم الإسلامي أضحى اليوم مع الشعب السوري قلباً وقالباً، بعد أن زالت كل غشاوة، وبطل السحر، واتضحت الأمور، وانكشفت أكذوبة الممانعة؛ فكما تفشل كل قرارات مجلس الأمن أن تصدر بحق الكيان الصهيوني، تخفق الدول الكبرى عن تعمد من الجميع أو إرادة من البعض حتى عن مجرد إدانة النظام الإجرامي الذي فاق أخيه الصهيوني في جرائمه..


اليوم، اقترب أبطال الثورة السورية من أن يغسلوا أيديهم تماماً من هؤلاء المتواطئين؛ فما يحققونه على الأرض يفوق بمراحل عديدة ما يشقق الساسة الدوليون من تفريعات وتهويمات تستخدم كمسكنات لكل حر ريثما يكمل الجزار ذبح فريسته.. اليوم، بل كل ساعة تمر يشنف الأشاوس آذاننا بأنباء تكشف بجلاء عن حجم المأزق الذي بات النظام السوري يكابده وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، لتخرج روحه الخبيثة بعد شهور من المجازر وعقود من الإجرام والطغيان.
والأنباء التي تصل من سوريا وتدعمها شواهد عديدة، وتهيمن على وسائل الإعلام الرصينة، تفيد بأن وضع الجيش السوري الحر أصبح عصياً على الكسر، وأن نفوذه يزداد يوماً بعد يوم، فكتائبه المنتشرة في طول البلاد وعرضها تحرز تقدماً ملموساً على الأرض، وبأسلوب الكر والفر تمكنت من زلزلة أركان نظام بشار الأسد وجيشه المهلهل، وهجماته الجيش الحر لم تعد تقتصر على مجرد قنص بعض الشبيحة وقوى الأمن مثلما كان يحصل سابقاً، بل صار يتعدى ذلك إلى حد قتل عشرات الجنود في كمائن منصوبة في مساحات واسعة من البلاد، والأنباء التي تتحدث عن تدمير دبابات ومدرعات لم تعد مجرد شائعات، بل صارت واقعاً ملموساً يشعر به من هم في الداخل والخارج على السواء، كما الأسر المتزايد لعناصر من الحرس الثوري الإيراني، وتمكن الجيش السوري من قتل قادة نوعيين في النظام السوري، ومنهم العقيد آسر المقدم البطل حسين هرموش، ورئيس قسم الهندسة بالحرس الجمهوري الذي تورط بدوره في الحرب بسبب إنهاك قوة الجيش الأسدي، والأخبار التي تصلنا من ريف دمشق وإدلب وسائر المناطق الحدودية تؤشر بوضوح على أن النظام قد فقد سيطرته الفعلية على كثير من تلك المناطق، للحد الذي جعل قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد يؤكد على أن السيطرة الفعلية للنظام على أرض سوريا لم يعد يتعدى 50% من أراضيها؛ فيما يكاد يسيطر الجيش الحر على ما تبقى من الأراضي، ولكن بأسلوب الكر والفر، أو بنمط تأمين التظاهرات التي لم تعد خاطفة كما كانت في السابق، بل صارت تجسد حالة تقترب من الحالة المصرية في نهاية ثورتها حينما أصبحت كل اعتصاماتها ومظاهراتها شبه آمنة.
وما نلمسه الآن من محاولات دؤوبة للملمة ما ينفرط من النظام السوري عبر حلول مجتزأة تقضي بالإبقاء على جزء من النظام الدموي، وتحميل الرئيس بشار كل جرائم النظام وحده، والبدء في زرع شخصيات موالية للغرب وليست بعيدة عن النظام الحالي، وصناعة "حلول وسط" تهدف إلى تغيير شكل النظام من دون تغيير بنيته وجوهره، إنما تشير إلى صعوبة الموقف الذي غير به الجيش الحر قواعد اللعبة، واقتضت انتصاراته الإسراع في محاولة إيجاد "حل سياسي سلمي" قبل أن يفرط عقد النظام فجأة وبدون ترتيب غربي.. هذا كله يجعلنا نلحظ التطور الذي بدا عليه الجيش الحر، بما جعل الغرب يتحرك من أجل ألا يفقد أوراقه في سوريا..

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع