مجاهد مأمون ديرانية
تصدير المادة
المشاهدات : 3000
شـــــارك المادة
ممكن ومستحيل. ليس هذا تناقضاً ولا هو أحجية معقدة أو لغز من الألغاز، فنحن اليوم كالمريض المُدْنف الذي أصيب بمرض مُميت، لو تلقى العلاج المناسب صَحّ ونجا، ولو لم يفعل فلا بد أن يموت. والثورات (ومثلها الدول والمنظمات) كيانات ديناميكية حية تُصاب بما يُصاب به الأفراد، فتنشَط وتفتُر وتقوَى وتضعُف، وهي تمرض فتحرص على العلاج فتَسْلم، أو تزهد فيه وتتركه فتموت.
ولكن مَن سيقرر العلاج في حالة المرض ومن سيفرضه في أي من تلك الكيانات؟ سيصنع ذلك رأسُ الكيان الذي يقوده ويرعاه. للدول حكومات وللمنظمات إدارات تقودها وترعاها وتعالج أزماتها ومشكلاتها فتُخرجها من المرض إلى العافية، فمن سيصنع ذلك في ثورتنا؟ من سيقرر ما مرضُها وما علاجها؟ ولو أن أفراداً نجحوا في تشخيص العلة ووصف العلاج أو صنعت ذلك هيئاتٌ ثورية ومراكزُ بحثيّة، فمَن سيطبق العلاج المقترَح ومن سيفرضه على مئات الكيانات المشتتة؟
تخيلوا مؤسسة تجارية لها عشرات المجالس الإدارية، هل هي قادرة على حل مشكلاتها ومعالجة أزماتها؟ هل هي قادرة على الصمود والبقاء في عالم مزدحم بالمنافسة والصراع؟
لأعدائنا قيادة واحدة تجمع كياناتهم المتناقضة والمتنافسة والمختلفة لساناً وديانةً وجنسية، قيادة تضع الخطط الموحدة الشاملة لضرب ثورتنا وتصفيتها على كافة المحاور العسكرية والسياسية، ونحن بألف كيان وألف رأس وألف رأي وألف قرار، فأنَّى تنتصر ثورةٌ هذه صفتُها على أعداء هذه صفتهم؟ لو كان لثورتنا رأس واحد لكانت قادرة على تشخيص المرض وتناول العلاج، ولكان إنقاذها ممكناً، بل لعلّه سيكون حتمياً بإمر الله، أمَا وهي بألف رأس فكيف سيكون التشخيص وكيف سيكون العلاج؟
لو بقي الحال هكذا فإنقاذ الثورة مستحيل، ولو أمكن إصلاح الحال فإنقاذها ممكن بإذن الله. ولكن هل يمكن إصلاح الحال؟ هذا هو السؤال.
من حساب الكاتب على فايس بوك
مهدي الحموي
محمد حسن العلي
محمود الدالاتي
السوري الثائر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة