عبد المنعم زين الدين
تصدير المادة
المشاهدات : 3294
شـــــارك المادة
تحدياتٌ خطيرة تعصِف بالثورة، فمن ازدياد حدّة المؤامرات السياسية، إلى تغوّل المشاريع الهدّامة، إلى حالة الترهّل العسكري على جبهات العدوّ.
إضافة لاستمرار حالة الفُرقة والتشرذم بين مكوّنات الثورة العسكرية والسياسية، وغياب المشروع الثوري الوطنيّ الجامع، كل ذلك استفاد منه عدوّنا.
انعكس ذلك سلباً على معنويات الثوار وحاضنتهم، حيث تزامنت هذه التحديات مع حرب إعلامية نفسية قذرة، هدفها تدمير إرادة الصمود، وكسر المعنويات.
وفي هذا الإطار يأتي الحديث عن إعادة تأهيل عصابة ورقية منخورة هالكة، ذليلة أمام المحتل الذي يفاوض ويقاتل ويقرّر، دون السماح لها بأيّ تدخلٍ.
أقول: -وبكل ثقة- إن هذا لن يكون أبداً، فلا تلك العصابة الهالكة قابلة لضخ الحياة فيها من جديد، ولا الشعب الثائر بشبابه وأشباله قابل للموت.
لن تفيد الزوبعات الإعلامية، حول عودة شرذمة من المرتزقة إلى حضن سيدهم خامنئي، ممن زرعهم ذيل الكلب في صفوفنا، أو التحقوا طمعاً بالمناصب.
فالمهجّرون تفوق أعدادهم ١٠ ملايين سوري، منهم من غامر بركوب أمواج البحر، ومنهم من فضّل الخيام في العراء، فقط لينجو من ظلم عصابات ذيل الكلب.
ناهيك عن الملايين من الثائرين في المناطق المحررة، ممن لا يقبلون إلا بمحاكمة ذيل الكلب وزمرته، ويفضّلون الموت على العودة لحظيرة الاستعباد.
ولن تفيد خطابات اللصّ زميرة وذيل الكلب، -التي تكررت عشرات المرات منذ سنوات- عن النصر الكاذب الموهوم، وتوابيت شبيحتهم لا تكفي لنقل فطائسهم.
ولن تفيد اداعاءات إعادة الأمان، و"الشبيحة" أنفسهم يوثّقون انتهاكاتهم بحق المواطنين جهاراً نهاراً، فكيف لقاتل مجرم أن يمنح الأمن للناس!!
ولن تفيد ادعاءات السيطرة، ولا توجد محافظة إلا وفيها محرر، من دمشق وريفها، لدرعا والقنيطرة، لريف حماة والساحل وحمص وأرياف حلب ومدينة ادلب.
لن تستطيع الدول تأهيل عصابات ذيل الكلب مجدداً، فجرائمه الموثقة -من كيماوي وغيره- عبء على من يحميه، وأسياده موقنون بعجزه عن الحياة مجدداً.
وما يخرج من تصريحات وتلميحات عن إعادة تأهيله وبقائه، ما هي إلا فقاعات يُراد منها انتزاع أكبر قدر من التنازلات لصالح المحتل، وضمان مصالحه.
نعم هناك محاولة لإبقائه في الفترة الانتقالية، ضماناً للمحتل، وكي لايظهر خروجه انتصاراً للثورة، حتى لا تكرر الشعوب المقموعة مسيرة الثورات.
وعلينا ألا نسمح بذلك أبداً، فالقبول ببقائه -ولو لفترة محدودة- يعني بقاء دولته الأمنية القاتلة، بل يجب عدم التنازل عن محاكمته وزمرته.
وكل من يقبل ببقاء هذا المجرم في الحكم من شخصيات أو منصات تدّعي المعارضة فمكانهم عنده، فلم نقدّم مليون شهيد كي نقبل بالقاتل رئيساً للبلاد.
مناطق الهُدن المسماة ب"خفض التصعيد"، ليست في صالح الثورة إن لم تُستثمر التهدئة للإعداد والتدريب، وإعادة روح الثورة، وكسب الحاضنة الشعبية.
وإن كانت الهدنة ضرورة فتقدّر بقدرها، فهي ليست انتصاراً للثورة، لكنها أيضاً ليست انتصاراً للعدو، بل هي إقرارٌ بعجزهم عن القضاء على الثورة.
تعقد المشهد الدولي في سوريا يستدعي قراءة واقعية معمقة، تستفيد من تقاطع المصالح أو تضاربها وتنافس الدول، بعيداً عن شعارات التنطع والمزايدة.
من ذلك الإفادة من أي دعم دوليّ للثوار في البادية باتجاه دير الزور لقطع الطريق على الحشد الشيعي_الأسدي والانفصالي الذي يهدد وجود أهل السنة.
وأهم من ذلك كله: تجميع الفصائل في كل المحرر في جسم ثوري وطني، بقيادة سياسية منتقاة بعناية، وطرح المشروع الثوري كرقم يصعب تجازوه على الدول.
ومن المهم جداً: الخروج من حالة اليأس والقنوط والإحباط التي خيمت على الكثيرين، نتيجة المواقف الدولية المتآمرة على الثورة، والتعثر العسكري.
فعندما قامت الثورة لم نكن نمتلك أي قرية محررة، والآن على الرغم من تراجعنا فلا زلنا نمتلك مساحات محررة تفوق مساحة دُولٍ صغيرة الحجم بمرات.
وكانت كل الدول تعترف بعصابات ذيل الكلب وتؤيدها، بل استمر دعمهم لها بالسرّ وبالمواقف طوال الثوة، فلن يثنينا إعلان بعض الدول دعمهم العلني.
صحيح أن المساحة المحررة تراجعت عن ذي قبل، لكن الثورة أوسع من الجغرافيا المحررة، فقد كنا ثورة كاملة بالمظاهرات ونحن لا نمتلك أي حيّ محرر.
الثورة مستمرة بإذن الله، بعزيمة الثوار وإصرارهم، وصلابة أصحاب المبادئ، وثأر أبناء الشهداء، حتى تقتلع عصابات ذيل الكلب وأسياده المحتلين.
قد تنحني الثورة أمام العواصف، وقد تضعف الهمم، وقد تنحسر الجغرافيا المحررة، لكن الثورة لن تموت بل ستنتصر، لأنها ثورة شعب عظيم لا معارَضة.
من حساب الكاتب على تويتر
مجاهد مأمون ديرانية
عبد العظيم عرنوس
أبو عبد الله عثمان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة