ممدوح جنيد
تصدير المادة
المشاهدات : 4604
شـــــارك المادة
ومنذ سبع وستين سنة تقريباً وأنا في الصف الثالث ابتدائي وبينما كنت ألعب في باحة المدرسة وقعت فانكسرت يدي، عدت إلى البيت سريعاً عرفت والدتي رحمها الله أنه يوجد كسر في الساعد، فأخذتني إلى امرأة في الحي تقوم (بتجبير عربي) للكسور ولوجه الله عز وجل وقامت بالواجب وأنا أتألم كثيراً، وعدت إلى البيت ومن شدة معاناتي نمت نوماً عميقاً. حضر والدي -رحمه الله تعالى- من المسجد بعد الظهر وليس عنده علم بالحادث، سأل عن ممدوح الذي تعود على حركته في البيت فأخبرته -رحمها الله- بقصة الكسر فجاء ووقف عند رأسي فوجدني نائماً ويدي (مجبرة) فبكى فسقطت دمعته على خدي فأيقظتني من سباتي وسمعته يقول وهو يبكي يا ممدوح: (هذه ذنوبي كانت سبباً في كسر يدك).
وإذا كانت تلك الدمعة قد أيقظتني يومها من النوم فهي اليوم توقظني من غفلة عظيمة لأقول -وبصدق- لكل مصاب من أمتي هذه ذنوبي كانت سبباً في ما نزل من المصائب على أهل بلدي. وإذا كانت دمعة عين والدي الباكية قد أيقظتني فماذا عساها تفعل تلك الأنهار من دموع السوريين الباكية على أنهار من دمائهم وجبال من أشلائهم ألا يجب أن توقظنا من غفلتنا؟؟ فلنسأل الله عز وجل التوبة ونحن صادقون معه وأن نصحح مسارنا ونتفقد علاقتنا معه سبحانه هل هي كما يحب ويرضى؟ وكذلك يجب أن نتفقد علاقتنا مع إخواننا وأهلينا هل هي كما ينبغي؟ خمس سنوات من المصائب الجسيمة وما زالت تتوالى. فهذا يعني أنه توجد فينا مشكلة وخلل، وحتى لا تكون نظرتي تشاؤمية فإنني أقول إنه ومع كل هذه المصائب فإنك مازلت ترى صمود الأمة الذي لا نظير له وقد تعدد عدوها وتنوع، وهذا الصمود مؤشر ومبشر على خير قادم بإذنه تعالى. قال عليه الصلاة والسلام:((واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا))
صفحة الكاتب على فيسبوك
ماجد الدرويش
مجاهد مأمون ديرانية
موفق مصطفى السباعي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة