مزمجر الشام
تصدير المادة
المشاهدات : 8509
شـــــارك المادة
1-تعود جذور #أحرار_الشام إلى سنوات الغزو الأمريكي الأولى للعراق ، فقد نشط مجموعة من الشبان السوريين في الدعم اللوجستي للجهاد العراقي 2- الشبان الذين فُتنوا في أدبيات القاعدة ومفكريها نشطوا في مجال التسويق الإعلامي وتسهيل عبور المجاهدين ، وعلاج جرحاهم ، وتأمين احتياجاتهم 3- في عام 2007 شنت أجهزة الأمن في سوريا حملة اعتقالات واسعة طالت المئات من الشبان من مختلف المحافظات ، والذين تم تحويلهم الى سجن صيدنايا 4- في سجن صيدنايا تشكلت النواة الأولى لأحرار الشام ، عبر التقاء حسان عبود ورفاقه - رحمهم الله - مع عدد من السجناء من مختلف التيارات الإسلامية 5- وفّر سجن صيدنايا فرصة لأولئك الشباب بالتعرف على فكر القاعدة عن قرب ، و الاحتكاك ببعض قياداتها ممن كانوا في السجن في تلك الفترة 6- الاحتكاك بقادة من تنظيم القاعدة والتعرف على أدبياتها عن قرب شكل صدمة لأولئك الشباب ، فتعاهدوا على ألأ يكونوا جزءا من القاعدة تحت أي ظرف 7- في نيسان من عام 2011 وبعد انطلاق الثورة ، أفرج النظام عن مئات المعتقلين الإسلاميين من صيدنايا ، وهو ما شكل أول نقطة تحول في مسار الثورة 8- إذ إن معظم أولئك المُفرج عنهم شكلوا فيما بعد فصائل "إسلامية" ، ميّزت نفسها عن سواد الشعب السوري المؤيد والمنخرط في #الجيش_الحر 9- في أواخر عام 2011 ومع اشتداد قمع النظام للمظاهرات السلمية ، أسس أبو عبدالله الحموي كتائب أحرار الشام ، وكان مهدها محافظة حماة
10- وسرعان ما انتشرت أحرار الشام في بقية المحافظات السورية ، مستفيدا -أبو عبدالله الحموي- من علاقاته مع بعض سجناء صيدنايا المُفرج عنهم 11- الصراعات الفكرية في صيدنايا وإن كانت أبعدت أحرار الشام عن القاعدة كتنظيم ،إلا أن الأحرار ظلت تدور في فلك السلفية الجهادية وأدبيات القاعدة 12- فقد عُرفت #أحرار_الشام أنها أول جماعة أُفرزت أيدلوجيا ، فميزت نفسها عن #الجيش_الحر ، ورفضت تبني علم الثورة ، وأبعدت المنشقين عن النظام 13- كما أن أحرار الشام أول جماعة احتضنت " المهاجرين" واستقبلتهم ، وأول من وضع شروطاً سلوكية ودينية على الشباب الراغبين بالانضمام إليها 14- ولازلت أذكر نصائح المهاجر "صقر الجهاد" لأبي عبد الله بعدم السماح للمهاجرين بتشكيل فصائل ، ثم ما لبث صقر أن انشق عن الأحرار وأسس صقور العز ! 15- مع ظهور داعش الإجرامية ، ولقاءات أبو عبد الله الحموي بعلماء من سوريا والسعودية ومصر ، دخل قادة الأحرار بمراجعات فكرية شاملة لمنهج الأحرار 16- تكللت بجهرهم بالابتعاد عن منهج " السلفية الجهادية" ، وتوقيع ميثاق الشرف الثوري مع فصائل الجيش الحر ، ودخولهم في مجلس قيادة الثورة 17- التحول الكبير في منهج الحركة لم يرض جميع قادتها ، فقرر قسم منهم تعليق عضويتهم فيها كأبي جميل قطب والطحان ، ولم تفلح محاولات إرجاعهم 18- بعد حادثة رام حمدان الشهيرة والتي أسفرت عن استشهاد جلّ قادة الحركة ، وما صاحب تلك الحادثة من طمس للأدلة والشواهد وإعاقة للتحقيقات 19- دعي من تبقى من قادة الحركة لاختيار أمير جديد لها ، وكانت معظم الترشيحات تتجه لصالح أبي أنس ، إلا أنه تنازل عن ترشحه لصالح أبي جابر الشيخ
20- مع وصول أبو جابر لقيادة الحركة عادت الشخصيات التي كانت على خلاف فكري مع القادة الشهداء، لتتسلم مفاصل الحركة ، وهو ما أعادها للمربع الأول
21- فعادت أحرار الشام إلى رماديتها ، وبدل التصدي لمشروع القاعدة التخريبي في الثورة ، شكلت القيادة الجديدة ما يشبه غرفة عمليات مع الجولاني ! 22- مما أفقد الحركة علاقتها الطيبة مع معظم حلفائها وأصدقائها ، وأفرز مشكلات كبيرة على الصعيد الداخلي والخارجي ، أثقلت كاهل الحركة وحجمت دورها 23- لا شك أن انهيار الأحرار أمام #هتش -وإن بدا مفاجئا للكثير - فقد كان متوقعا لمن يعلم ماعايشته الحركة مؤخرا . ومن أهم أسباب ذلك الانهيار : 24- قيادة بين الضعف والتواطؤ : فالحركة التي يزيد عدد أفرادها عن 40 ألفا - حسب آخر إحصائية - أصبحت بلا أية فاعلية نتيجة تعاقب قادة ضعفاء 25- حالوا دون حسم مواقف الحركة سواء بما يتعلق بالبيت الداخلي أو على مستوى الساحة ككل ، وضعف القيادة أدى أيضا الى تأجيج الصراعات الداخلية 26- ولك أن تعلم أن قطاعات كاملة في الحركة رفض قادتها قتال الجولاني وحيدوا أنفسهم ، جبنا و خورا ، ثم راحوا يتشدقون ويحرضون غيرهم في تويتر ! 27- بل إن نائب أمير الحركة مع أمير قطاع البادية أول من تخاذلوا عن الدفاع عنها ، فسارعوا إلى توقيع اتفاقية مع الجولاني يحيدون أنفسهم فيها ! 28- وأن الجناح العسكري في الحركة - الذي لا يعلم معظم أفراده اسم ورسم قائدهم - لم يصمدوا نصف ساعة في القتال الأخير ، فسلموا مواقعهم ! 29- فجنود #أحرار_الشام وإن كانوا أصحاب بأس وشجاعة ، إلا أنهم غدوا بلا فاعلية تذكر مع وجود قيادات خائرة ضعيفة لاتحسن التدبير ، أو متواطئة !
30- غياب المشروع : فقيادة الحركة الجديدة لم تستطع إخراجها من المنطقة الرمادية الضبابية ، فغدت الحركة تائهة وغدا جنديها ضائعا مشتتا
31- وفي الوقت الذي كانت فيه الأحرار تدرس جنودها أن القاعدة إخوة عقيدة و شريك في الساحة ، كانت القاعدة تلقن عناصرها أن الأحرار مشروع صحوات ! 32- فعند القتال تورع عنصر الأحرار وأحجم ، وتجرأ عنصر #هتش وأقدم . وأي قتال بين فصيلين إسلاميين -لايحملان مشروعاً -سينتهي بانتصار الأكثر تطرفا ! 33- بل إن الأحرار فتحت مضافاتها ومقراتها لثعالب الجولاني ليبثوا سمومهم بين جنود الحركة ، ووصلت الحماقة للسماح للقحطاني بحضور اجتماعات الحركة 34- والاضطلاع حتى على مناقشات الشورى ! ، فاستطاع ثعلب الجولاني الماكر اختراق الحركة والتأثير فيها وتحييد قسم كبير منها في القتال الاخير ! 35- القحطاني وبعد خروجه من دير الزور إلى درعا إثر القتال المر مع داعش ، أظهر تراجعه عن الغلو وخلافه مع الجولاني وقادة القاعدة في الشمال 36- فاتهم الجولاني بخذلانه و باتباع طريق الغلو ، كما اتهم أبو جليبيب والعريدي بتبني فكر الخوارج ومحاولة قتله ، واغتيال قادة الجيش الحر بدرعا 37- بينما اتهم الجولاني القحطاني بالانحراف، كما أن الجولاني صرح لعدد من قادته في إحدى الجلسات- بينهم أبو يوسف- أن القحطاني لربما وقع في الردة ! 38- وبعد وصول القحطاني برفقة قادة القاعدة إلى الشمال ، التقى القحطاني بقادة الأحرار ، وأخبرهم بنيته الانشقاق عن القاعدة والانضمام للحركة 39- وإنه على خلاف منهجي مع الجولاني وأمراء القاعدة ، وإنه يحاول إقناع قطاع الشرقية بالكامل الانشقاق عن جبهة النصرة ، ليتبين لاحقا كذب دعاويه
40- فمازال يماطل الأحرار ويلقى الدعم منهم حتى رضي الجولاني بلقائه ، ومع جلسة عتاب قصيرة انتهت "بتبويس الشوارب" عاد القحطاني إلى بيت الطاعة 41- وبمجرد منحه الجولاني منصباً سقطت عن الجولاني تهم الغلو والخذلان ! ، وبمجرد تقديم القحطاني ولاءه "للرفيق الجولاني" سقطت عنه تهم الردة ! 42- وأثناء القتال الأخير بين جيش الإسلام وميليشيات الجولاني في الغوطة ، عاد القحطاني لسيرة دعشنته الأولى ، فاتهم جيش الإسلام بالعمالة والضلال 43- وهذا ديدن الخوارج المارقين في الحكم على الخصوم ، فجعلوا قتال أي جماعة لعصابتهم مناط ردة و دليل عمالة ، بوصفهم جماعة المسلمين دون سواهم ! 44- لكن المفارقة أن يتهم القحطاني جيش الإسلام بالعمالة ! ، فقد اعتدنا سابقا على سماع تلك التهم من "جعارة " وبقية الجوقة في لندن وكندا وعمان 45- لكن العجب أن يصدر الاتهام من القحطاني الذي خرج برفقة قادة القاعدة من درعا مرورا بوسط دمشق ، وبحراسة مشددة من قوات النظام حتى وصل الشمال ! 46- ومن حقنا أن نسأل : كيف ولماذا سمح النظام "لرتل ضخم" يحوي أبرز قادة القاعدة أن يمر بالقرب من قصر الأسد ومن المزة بدمشق ويحرسه حتى إدلب ؟! 47- ولن يجيب على هذا السؤال سوى من عاش في سجون النظام أو خدم في فروع مخابراته ، وأدرك العلاقة الوطيدة بين النظام والقاعدة على مر 20 عاما! 48- بالعودة للشمال .. فقد استجاب الجولاني لدعوات القحطاني وغيره لمحاكمة أبو جليبيب على جرائمه في درعا بأن عيّنه أميرا على قطاع الساحل ! 49- كما فعل سابقاً مع المجرم أبي أحمد الشامي الذي تسبب بمقتل أكثر من 150 مدنيا في تفجير القزاز بدمشق ، بأن عينه أميراً على الحسكة !
50- وهذه هي طريقة البعث في المحاكمات ، ولعل من يطالب بمحاكمة أبو اليقظان اليوم على فتواه الإجرامية يريد بطريقة غير مباشرة ترقيته لمنصب أرفع ! 51- إلا أن أبو جليبيب وبعد ترقيته على جرائمه في درعا حاول منازعة الجولاني "ملك إدلب" بدعوته لمبايعته أميرا على القاعدة ، فجن جنون الجولاني ! 52- فارسل جنوده في القرى حاشرين ليأتوه بأبي جليبيب ، حتى تمكنوا من أسر زوجته بالبادية وابتزازه بها - على الطريقة البعثية - ليسلم نفسه ! 53- بالعودة للقحطاني .. وأثناء هجوم الجولاني على الأحرار أشاع القحطاني أنه رافض لهذا البغي ، ومطارد من قبل الجولاني لأجل موقفه هذا 54- بينما كان يطوف على قطاعات الحركة ليثنيهم عن القتال ، ثم ذهب للزنكي ليحاول إقناعهم بالرجوع إلى الهيئة ، ويحول دون محاولتهم فض الاشتباك ! 55- أما المحيسني - عراب الاندماجات عند الجولاني - وأثناء بغي الجولاني على فصائل حلب ذهب لقادة الأحرار وأبلغهم بنيته بث شهادة ضد الجولاني 56- مشابهة لشهادته ضد داعش ، وإنه ذاهب لمقابلة الجولاني ليأمره بكف البغي وينهاه . ذهب المحيسني لمقابلة الجولاني وانقطع الاتصال معه لساعات 57- حتى أن بعض القادة طلبوا مني التغريد عن اختفاء المحيسني ، وأنه لربما قد أصابه مكروه عند الجولاني ، ثم اتفقنا أن نتريث حتى المساء 58- في المساء كانت المفاجأة بمبايعة المحيسني للجولاني !! ، فأطل علينا المحيسني بدين جديد يأمر بمبايعة الباغي بدل الوقوف في وجهه وقتاله ! 59- وتذرع بأن خطوته تلك تهدف الى إصلاح الهيئة من الداخل ، وأنه مع بقية المجلس الشرعي سيساهمون في ضبط سلوك الجولاني ، وسيستقيل إن تعذر ذلك
60- استمرت الهيئة في بغيها وإجرامها ، فلا يكاد يمر يوم دون تسجيل حالة تعدي أو سرقة من قبل جنود الهيئة ، وسط صمت المحيسني والمجلس الشرعي! 61- حتى نشب القتال الأخير إثر بغي الجولاني على الأحرار ، فأنكر المحيسني أن المجلس الشرعي أصدر فتوى بقتال الأحرار ، وصرح أنه ضد الاقتتال 62- ثم أشاع المحيسني أنه مطارد من قبل الجولاني ، كي يخفف الضغوطات عنه ، وبعد أن سيطر الجولاني على مواقع الحركة خرج ليبارك الاتفاق ! 63- وأما أبو الحارث المصري - الذي بلغ من العمر عتيا - فقد كان في ليلة هجوم الجولاني على المعبر يدخل على زوجته السورية الثالثة أو الرابعة ! 64- الانهزام النفسي : فمعظم الثوار من شتى الفصائل يرون أنفسهم مجاهدين من "درجة ثانية" ، ودون العنصر القاعدي الذي يتفوق عليهم ديناً وشجاعة 65- وهذا ماجعل معظم الفصائل - وفي مقدمتها الأحرار - ترضخ لمزاودات القاعديين ، وتضعف أمام ابتزاز الجولاني لها ، فتنهزم أمامه بالسلم قبل الحرب 66- ففي الوقت الذي كان فيه الجولاني يستجدي بعض الأطراف الدولية ويحاول إرسال الوسطاء سراً ، كان يضغط على الثوار لقطع علاقتهم بتركيا ! 67- بل إن ميليشيات الجولاني ممثلة بمسؤولها الأمني في حلب ، حاولت سابقا فتح قناة تواصل مع الأمريكان عبر إحدى المنظمات العاملة في تركيا ! 68- وفي الوقت الذي كان فيه الجولاني يرعى اتفاق كفريا والفوعة ويؤمن خروجهم ، كانت أبواقه الإعلامية تخون ثوار المناطق المهادنة في حلب والغوطتين 69- ولا شك أن مزاودات التيار القاعدي في الثورة ورضوخ الفصائل - وفي مقدمتهم الأحرار - لتلك المزاودات كان له تأثير واضح في أمد ومسار الثورة . من حساب الكاتب على تويتر
عبد الغني محمد المصري
غازي دحمان
معن طلَّاع
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة