..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ذكور المنهج وإناثه

ماجد الراشد

١٧ فبراير ٢٠١٧ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2891

ذكور المنهج وإناثه
1.jpg

شـــــارك المادة

مقدمة:
قال تعالى؛ وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ:
قال مقاتل: اعتزلوا اليوم من الصالحين، وقال أبو العالية: تميزوا، وقال السدي: كونوا على حدة، وقال الزجاج: انفردوا عن المؤمنين، وقال قتادة: عزلوا عن كل خير، وقال الضحاك: يمتاز المجرمون بعضهم من بعض. وقال داود بن الجراح: فيمتاز المسلمون من المجرمين، إلا أصحاب الأهواء فيكونون مع المجرمين.
قال أبو سياف؛ لفظ المجرمين عام يشمل الكفار كلهم ويشمل الأشرار الطالحين من أهل الأهواء من أهل القبلة، كما هو ظاهر من كلام السلف، ومن علامات أهل الأهواء أنهم يبحثون عن ما يميزهم عن المسلمين في الدنيا فكان عقابهم التميز عنهم في اﻵخرة، وغالباً ما يكون هذا التميز بابتداع بدعة، وهكذا ظهرت بدعة المنهج بين شباب التيار الجهادي في العراق للتميز عن بقية المسلمين، فكفروا بسببه المسلمين واستباحوا دماءهم وأموالهم وقتلوا خيرة المجاهدين بالعراق ولا حول ولا قوة الا بالله.

1) التجارب الدموية:
قبل ثلاثين عاماً كان هناك عمليات من قبل التيار الجهادي المصري استهدفت رجال الأمن، وامتدت هذه العمليات حوالي 20 عاماً، فلما ضاق عليها الخناق استهدفوا السياح، ومع مراجعات قيادات هذه الجماعات وتراجعهم عن دعمها إلا أنها استمرت بسبب الغلو والتكفير،
ثم جاءت تجربة الجزائر ليتم القضاء على جبهة الإنقاذ وسائر الفصائل بخنجر الغلاة في الجماعة الإسلامية المسلحة، وكانت أفغانستان مكاناً خصباً انتشر فيه الغلو بحجة إعادة الخلافة والقضاء على الطواغيت، وللمزايدات أثرها في انتشار الغلو، وسأتحدث عنها في موضوع مستقل، ومع ظهور عبثية العمليات ضد الأنظمة الطاغوتية المتمكنة إلا أن الشباب المتحمس لا يستفيد من تجارب السابقين ويكرر نفس الأخطاء، وهاهم مشايخ الساحة يحذرون منها وآخرهم الشيخ أبو حفص الموريتاني الذي أمضى في ساحات الجهاد أكثر من 25 عاماً.
2) المدرسة العراقية:
أخذت المدرسة العراقية التجربة المصرية والجزائرية مع كتب المقدسي لتخرج للساحات الجهادية جيلاً يمارس المنهج بحذافيره بلا تدليس ولا تلبيس وهؤلاء هم ذكور المنهج الذين سموا فيما بعد بالدواعش، فكانوا يسألون الشاب القادم للجهاد ؛ هل تكفر ابن باز؟ فإن قال؛ نعم ، قربوه وأكرموه وأعطوه منصباً، وإن قال ؛ لا ، قالوا؛ ليس لك إلا عملية بسيارة مفخخة، ثم أرسلوه فيها وهم يقولون؛ أهلكوا الظالمين بالظالمين!
ثم استباحوا دم كل من لم يبايعهم، فقتلوا المجاهدين وهم سجود في الصلاة، ومارسوا جرائم الاغتيال في حق أهل السنة وعلمائهم مع وجود العدو الرافضي مما جعل الناس يفضلون جحيم الرافضة على جنة الدواعش فيما عرف بالصحوات، وسيطر الروافض على العراق،
ثم ظهرت الثورة السورية وانقسم المناهجة فكانوا يسمونهم؛ إخوة المنهج.
ذكور المنهج تعلموا الولاء والبراء على داعش التي تحمل المنهج فقاتلوا كل من خالفهم، بل يدرسون أتباعهم أن قتال الصحوات- المجاهدين - أولى من قتال بشار، وقتال النصرة أولى من قتال النصيرية! وهكذا يفعلون الآن في القلمون ومخيم اليرموك وكل الشام، والحقيقة أنهم عملوا بالمنهج بحذافيره فلم يستخدموا التقية ولا التورية، وأما إناث المنهج فاستخدموا التورية والتقية، وتخلوا عن الوضوح بالمنهج، وهم درجات فيه، إناث المنهج كثيراً ما غازلوا ذكور المنهج ولكن لم يجيبوهم، بل سموهم صحوات ومرتدين، مما جعل إناث المنهج يصفونهم بالخوارج ليبقى المنهج صافياً لهم.
وأقول؛ إذا كان الدواعش لهم تأويل في تكفير المجاهدين فكذلك لهم تأويل في تكفير إناث المنهج ، ولا يجوز تسميتهم خوارج لأنهم فقط كفروا إخوة المنهج، والحمد لله أن المقدسي لم يصفهم بأنهم خوارج، بل قال أنهم أقرب إلى الحق منا، وعلى هذا فهم لا زالوا إخوة منهج؛ هؤلاء ذكور المنهج وهؤلاء إناثه.
3) الفرق بين ذكور المنهج وإناثه:
-أولاً؛ سياسة التغلب وسفك الدماء للوصول للحكم:
المناهجة يريدون إقامة الخلافة وهذا مقصد شرعي حسن ولكن المشكلة في وسيلتهم لها، فقد اختاروا سنة المجوس والكفار على سنة المسلمين، وأول من عمل بالتغلب من المسلمين هو مروان بن الحكم فلماذا يأخذون بسنة المشركين ويتركون سنة الخلفاء الراشدين؟ ثم إن الخلافة الموعودة في آخر الزمان على منهاج النبوة وليست خلافة راشدة ولا ملكاً،ومنهاج النبوة هو الشورى بل والنزول لرغبة الناس في الأمور المباحة، والشواهد كثيرة، أما ذكور المنهج فقد أقاموا دولتهم على جماجم آلاف من المجاهدين وخاصة بدير الزور، أما إناث المنهج فيطالبون الجولاني بالتغلب، ويريدونه أن يكرر تجربة إخوة المنهج الفاشلة!
يقول الشيخ أبو قتادة في سلسلة بين منهجين الحلقة 66 : والوصول إلى التمكين من خلال شوكة النكاية المتكررة لن يجعل همنا أرضاء الناس بتأمين السكن والخبز والعمل لهم ولسنا محتاجين إلى أخذ رضاهم فيمن يحكم أو بما يحكم؟ سيحكمهم أميرنا شاؤوا أم أبوا ، وسنحكمهم بالإسلام ومن رفع رأسه قطعناه!. انتهى
ويقول الشيخ أبو قتادة ؛ أحرار الشام هم العدو الأول لجبهة النصرة . !!!! وإذا نفى هذا الكلام فليستعد للمباهلة ،هل عرفتم من هم الذين سيقطع رؤوسهم؟ أنهم جميع المعارضين للمناهجة، وإذا كان الشعب السوري 20 مليوناً فالمناهجة لا يزيدون عن عشرة آلاف مع المبالغة،
وسياسة التغلب تعني سفك الدماء الكثيرة لأجل أن تصل قلة قليلة للحكم ولن تصل،
- ثانياً؛ القتل والذبح والاغتيالات لكل مخالف؛
المناهجة يشتركون في استباحة الدماء للمصلحة ، وقتل المصلحة ، وقتل .....الخ . ولكن ذكور المنهج فيهم صراحة ووضوح التكفير وفتاوى القتل والاغتيالات، أما إناث المنهج ففتاواهم سرية وخاصة، ثم يدافعون عن المجرم كما فعلوا مع أبي جليبيب، يقول الشيخ أبو قتادة في تبرير جريمة ذبح الشيخين عبد الرزاق رجام ومحمد السعيد؛ يجوز للأمير السني السلفي أن يقتل المبتدعة إذا حاولوا الوصول إلى القيادة وتغيير منهجها لأن حالهم حينئذ أشد من حالة الداعي إلى بدعته، فالمبتدعة هنا دعاة وزيادة، انتهى مجلة الأنصار العدد 132 ، ص 10 ، تاريخ 27 شعبان 1416 هجرية.
والشيخان رجام والسعيد من كبار قيادات جبهة الإنقاذ، وما هي البدع التي فعلوها؟ إن كان لأنهم أشاعرة كما يقال - ولا أدري عن صحة النقل- فالشام أغلبها أشاعرة، وإن كان لترشحهم للانتخابات فهذه مصيبة أخرى، وأبو ماريا صاحب عقيدة فاسدة عند المقدسي وأبي قتادة أفيجوز قتله لذلك ؟
- ثالثاً: التعصب الأعمى:
المناهجة متعصبون، والمتعصب أعمى ، ولذلك يكثر الكذب فيهم ؛ أما الدواعش فهم يتنفسون الكذب، وأما إناث المنهج فيكذبون لمصلحة المنهج، والذب عن الممنهج، وأنا أقول لاخوتي المناهجة؛ إذا أثبتم كذبة واحدة كذبتها فسأغلق حسابي بالتويتر وأتوقف عن المقالات ،
هل أعطيتكم سلاحاً لقتلي؟ نعم ولكن توقفوا عن إجرامكم.
- رابعاً: الانتقائية في الأحكام ، والهوى في وصف الواقع:
فمثلاً ؛ عندما يسأل أحد الشيخ أبا قتادة عن حكم الدواعش الذين يتعاونون مع النصريرية ضد المجاهدين في الحصار والقتال هل هم كفار؟ يقول؛ لا بد أن نعرف هوى قلوبهم، أما فصائل الجيش الحر فهي مرتدة بالظن والوهم وهو أنهم يريدون حكومة كافرة!! والتواصل مع المخابرات عمالة وردة بلا تفصيل اذا حدث من غير المناهجة، أما إذا كان المتواصل مع المخابرات من المناهجة فهو جائز كما قرر المقدسي وأبو قتادة ذلك في جلسة شرعية خاصة بتواصل أحد المقربين منهم مع المخابرات الأردنية، المطالبة بفك الارتباط هو مطلب الكفر العالمي وداعش والسرورية والاخونجية كما يقول حمار المناهجة، ثم إذا فعل الجولاني ذلك فهي حكمة وسياسة وتقديم لمصلحة الأمة!
- خامساً؛ رفض المحاكم المستقلة:
المناهجة جميعاً يتهربون من المحاكم المستقلة، وإذا اضطروا لقبول محكمة معينة فهو لأنهم يخشون أن يقول الناس ؛ المناهجة يرفضون الشريعة ، صاحب المبادئ لا يرفض المحاكم المستقلة، ولا يتحايل عليها ، الطغاة والغلاة يستخدمون المحاكم الشرعية، ويتهمون غيرهم بمخالفة الشريعة! ولا يمكن أن يخضع الطغاة أو الغلاة لمحكمة مستقلة، والزمن يكشف لكم المزيد.
- سادساً : إسقاط العلماء:
أفضل وسيلة لإسقاط العلماء عند المناهجة أن يقولوا ؛ علماء السلطان وفقهاء البلاط ليتخذ الناس رؤوساً جهالاً فيضلون ويضلون ،
والدواعش استخدموا هذا السلاح ضد من علمهم الإسقاط عند المخالفة ، فهم بحق أفضل تطبيقاً للمنهج من بقية المناهجة، وكل عالم أو شيخ أو داعية يوافقهم فهو ؛ خيرنا وابن خيرنا، وكل عالم أو شيخ أو داعية يخالفهم فهو ؛ شرنا وابن شرنا، كما قالت اليهود عن ابن سلام.

- سابعاً ؛ التكفير أهم دافع للجهاد!
كسر المناهجة باب التكفير وحفزوا الشباب على التكفير ليشرعن جرائم القتل وسفك الدماء، بينما نص أهل العلم أن التكفير خاص بالراسخين في العلم، ولذلك تورع كثير من العلماء فيه فتورع العلماء في التكفير فضيلة، وممارسة التكفير من غيرهم رذيلة ،
والمقدسي في شرح أرجوزة له نص على أن التكفير أهم دافع للجهاد فخالف الإجماع .
والمصيبة أنهم يكفرون فصائل الجيش الحر التي أصدرت بياناً تدافع فيه عن جميع الفصائل والمجاهدين بما فيهم المناهجة ضد أمريكا وروسيا! أهؤلاء لا يعرفون التوحيد؟؟
4) كيف عالجت الشريعة الانحراف ؟
الانحراف ثلاثة أقسام ؛
الأول؛ انحراف أعمال القلوب كحب المناصب وعالجته الشريعة بالإيمان بالآخرة:بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ.
الثاني؛ انحراف العقول والأفكار، وعالجته الشريعة بالحجة والمجادلة الحسنة ولو كان كافراً: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ. وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا: أي القرآن.
الثالث؛ انحراف السلوكيات كاستباحة الدماء وعالجته الشريعة بالاستئصال كقتل عاد، ولتنزيل هذا التأصيل على الواقع أقول؛
من تلطخت يده في سفك دم فيقتص منه ، أما تنزيل الإصدارات بالذبح وقطع الرؤوس فهو من تشويه الإسلام ، وتنفير للناس منه، ونشر للإلحاد والعلمنة والتغريب في بلادنا، ومن استباح الدماء من أي فصيل كان فهو مفسد في الأرض وعلاجه بالحجج والبراهين، ومن تبرأ من استباحة الدماء فهو أخونا من أي فصيل كان، والعبرة بقوله لا بمنهج فصيله، والساكت من أتباع الفصائل فحكمه حكم الفصيل ، وأضرب بمثال واحد؛
بعد مقتل أبي هاجر الحمصي ركب بعض الفضلاء الموجة للتعزية به، وصدقوا في وصفه ولكنهم أهملوا جانباً آخر لأنه قائد جيش الفتح،
وأقول ؛ لو لم تتلطخ يده في الدماء لأصبح رمزاً في الثورة السورية المباركة، ولكن هل تعلمون أنه القائد العسكري العام لجبهة النصرة حين ابتلعت 15 فصيلاً؟ دماء هؤلاء برقبة من ؟ حقوق العباد لا تسقط بالقتل في سبيل الله ، وهو قائد المناهجة في العدوان على معرة النعمان ، وأظنكم تذكرون تفاصيلها، وهو الذي هرب قتلة مازن قسوم من سجن جبهة النصرة، بشهادة د.حذيفة عزام، وبعض الفضلاء طعن في شهادة د.حذيفة لأن أبا هاجر قتل على يد الصليبيين! حسناً؛ سنطعن في شهادتكم في العدناني لأنه قتل على يد الصليب ، يا قومنا ؛ العبرة ليست بمن قتله ولكن العبرة بالعمل الصالح والفاسد، هل فهمتموني؟
أسأل الله أن يعامل الشهداء بفضله لا بعدله، قولوا ؛ آمين.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع