..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

التغلب الناعم

صالح الحموي (أس الصراع في الشام)

٢٠ ٢٠١٧ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3656

التغلب الناعم
Nasra-alSham.jpg

شـــــارك المادة

بعد انتهاء الموجة الأولى من التغلب الخشن بدأت موجات من التغلب الناعم ضد الفصائل إذ قيادة الهيئة متمثلة بشخص الجولاني وبالتوافق ‏مع حج توفيق الزنكي قرروا إبقاء الساحة في ثلاث فصائل فقط:
- الهيئة
- أحرار الشام
- فيلق الشام (كيس خرجية) وليكون واجهة لتلقي الدعم، ‏بدأ التغلب الناعم بإصباغ شرعية على الهيئة أنها الممثل الوحيد للاعتصام السني وعلى الجميع الالتحاق بها وإلا فهم آثمون ‏
ثم بدأت تُسيير الأرتال في ريف حماه وريف حلب الغربي لاستعراض العضلات والتلويح للفصائل إما البيعة أو تسليم السلاح فوراً.
وإذا عجزوا بالأولى والثانية طالبوهم بالخروج من المنطقة مع التضييق الشديد عليهم، الأداة الثانية للتغلب الناعم هي العمل على ‏شراء الولاءات لقادة الكتائب والألوية داخل الفصائل وإغرائهم بالمناصب والحماية إذا انشقوا بسلاحهم وبايعوا الهيئة وهذه جارية ‏على قدمٍ وساق في حماه والساحل وإدلب
الأداة الأخرى والخطيرة هي الخطف السري وسرقة السيارات وهذه كثيرة في الساحل وإدلب، الذي يحدث الآن هو انتشار عصابات سرية منظمة تقوم بسرقة السيارات والخطف ليلاً ثم مبايعة الهيئة إذ البيعة تجبّ ماقبلها عند القوم
هذه الإجراءات أدت لتطفيش خيرة المرابطين من أبناء المناطق فالرباط في سوريا مناطقي بالدرجة الأولى ويومياً يزورني ويكلمني عشرات ‏من قادة المجموعات الصغيرة وهم متذمرون يطلبون فتوى ببيع السلاح والهجرة إذ يقولون هذا إذلال وقهر ونحن نبيع السلاح ولا نسلمه لهم.
فتصوروا جيش الاسلام (فرع الشمال) هو عبارة عن محطة دعم لوجستي للغوطة وله طرق سرية لإيصال فتات من السلاح والذخائر إلى الغوطة أتت الهيئة واقتحمته في (كفر دريان) وباعته بالسوق السوداء(المحرر) وقطعت شريان عن المرابطين في الغوطة وقس على ذلك عشرات القصص.
تفريغ الشمال من الشباب المقاتل وإنهاء راية الجيش الحر هو مخطط خارجي دولي هدفه التمهيد للقضاء على ماتبقى من الثورة وقد قالها ‏أحد مستشاري بوتين سنترك إدلب سواد وفريق ترامب يتجهز لقصف هذا السواد والقوم يطبقون خطط الغرب بجهالة سمجة ويظنون أنهم يحسنون صنعا،‏ لكن ثورة الشام هي استثناء تاريخي والهيئة جسم غير متجانس قابل للتصدع والانشطار وأهل الشام عبر تاريخهم لم يستطع أحد فرض عليهم ‏شيء بالقوة لا إيديولوجيا ولا عسكرة فالشام لم تقبل بالسلفية الخشنة بل بالسلفية الناعمة من مدرسة جمال القاسمي وبهجت بيطار ‏وعلي الطنطاوي، وابن تيمية على عملقته لم يتقبلوا كل أطروحاته وكذلك العسكرة انتفضوا على التتر والمماليك وحتى الفرنسيين حكموا الشام بقوانين أهل البلد وتركوا المحاكم الشرعية قائمة فيا هيئة تحرير الشام الناس كرهتكم وتكره الأرض التي تمشون عليها وسيلفظونكم ‏قريباً إذا لم تصلحوا أنفسكم وتوقفوا البغي وتردوا المظالم وتكبحوا صبيانكم وتوقفوا تهديداتكم لنشطاء الثورة ومن ينتقدكم عبر تويتر وتطلقوا سراح المعتقلين القابعين في سجونكم من سنتين بلا محاكمات وظلماً وعدواناً واعتبروا بعقوبة الدماء المعصومة حتى لو كان دم ‏مسلم واحد فدم أبو عبد العزيز القطري أطاح بمعروف ودم أبو عيسى الطبقة أطاح بحزم ودم مازن قسوم أطاح بجند الأقصى ودم أسامة اليتيم ‏أطاح بحركة المثنى في درعا وأنتم لستم استثناءً على السنن فهي لا تحابي أحد.
( مازالت هناك فرصة للمراجعة وأسأل الله الهداية لكم ). 

 

 

حساب الكاتب على تويتر 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع