..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

زمن الاستنفار الكبير

سلطان العميري

٢٨ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3405

زمن الاستنفار الكبير
sands-of-time.jpg

شـــــارك المادة

الحقيقة التي لا يستشعرها كثير من الشباب المسلم أن عصرنا الذي نعيش فيه هو زمن الاستنفار الكبير بلا شك ولا ريب..

فكل الثغور الإسلامية شاغرة لم يحقق فيها القدر المجزئ من التغطية، فما من مجال من مجالات الإسلام ولا ساحة من ساحاته ولا زاوية من زواياه إلا وهي تعاني من قلة العاملين ومن ضعف التغطية والإنجاز..

إن ذهبت إلى المجال المعرفي تجد مسائل وقضايا كثيرة تحتاج إلى بحث وتحرير ونشر، وإن أنت توجهت إلى المجال الدعوي تجد مساحات شاسعة فارغة من العاملين، وإن توجهت إلى ساحات الجهاد والقتال تجد القائمين هناك ينادون شباب المسلمين، وإن توجهت تلقاء المجال الإغاثي ترى المسلمين يستغيثون وينادون ..

إن الإيمان بهذه الحالة الاستثنائية وعمق الشعور بها يوجب على الشباب المسلم الصادق في خدمة دينه أن يكون في حالة من الاستنفار القصوى التي لا تدع مجالا للاشتغال بالملذات والشهوات والتحسينات .

أرأيتم لو أن حريقا كبيرا شب في مصنع من المصانع، كيف يكون حال رجال الإطفاء في الاستنفار والعمل الجاد؟
إن حالتهم تلك هي الحالة التي ينبغي أن يكون عليها الشباب المسلم في تغطية الثغور الشاغرة.

ولو أن رجال الإطفاء في تلك الحالة اشتغلوا بأمور جانبية، إما بتحسين سياراتهم وتغيير لونها أو بالبحث عن أثواب جديدة لهم، لعدهم العقلاء من الناس من المفرطين أو المجانين، إذ كيف يشتغلون بأمور جانبية لا أثر لها كبير في تحقيق مهمتهم الوقتية.

فكذلك الأمر في حال كثير من الشباب المسلم اليوم، ترى كثيرا منهم يشتغلون بأمور جانبية لا أثر لها كبير في حالة الاستنفار التي نعشيها اليوم.

المشكلة العميقة والمحزنة في الوقت نفسه أن العالم الإسلامي لا ينقصه عدد في الشباب ولا في الأوقات ولا في الرغبات والمقاصد الحسنة، وإنما الذي ينقصه قلة في الوعي وضعف شديد في صناعة البرامج والمشاريع الجادة التي تستوعب طاقات الشباب وتوجهها نحو الثغور المناسبة لهم.

ترى كثيرا من الشباب يعيش أيامه ولياليه في أمور يومية لا أثر لها في سد ثغور الإسلام، وهو مع ذلك لا ينقصه وقت ولا مال ولا قدرات، وإنما ينقصه الوعي واستشعار ما يتطلبه وقتنا الحاضر من حالة الاستنفار.
وكذلك ترى كثيرا من الشباب يشتغل في مجالات كثيرة لا تناسب حاله وقدراته، ثم ينقلب عنها بعد زمن، ولا ينقصه في ذلك الحرص ولا البذل ولا الجهد والاجتهاد، وإنما الذي ينقصه أنه لم يكتشف المشروع الذي يناسبه والثغر الذي يليق به.

 

 

نور سورية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع