..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

خلقنا للثورة لا للتباكي

أحمد أبازيد

٢٩ يوليو ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3968

خلقنا للثورة لا للتباكي
000 مظاهرة 000.jpg

شـــــارك المادة

ربما ثمة في واقعنا ما يستحق البكاء، ولكن تلك مهمة الآخرين، نحن خُلقنا للثورة لا للتباكي، حياتنا صراع دائم، وقدر الثورة الحرب الطويلة والأعداء الذين لا ينتهون، لا نهاية للتاريخ والخرائط ما دمت تحمل قضيتك وتحرس رفضك، قد تهزم حين تقتنع بذلك، حين تتجرع ماء الأعداء الملوث بدم أخيك وذلّك، وقد تبقى وحدك لتقاوم ساعات وسنين وإن حاصرتك جيوش الغزاة.

ربما لا تضمن ألا تسقط الأرض، ولكنك ستضمن أنك أنت لن تسقط وإن قُتلت، عليك أن تقف وتتعب حتى لا تكون ضحية يوزعون عليك الشفقة والرثاء.

أنت لم تعد الظهر المحني تحت السوط، منذ حملت السيف المغروز في عين الظالمين تخليت عن المجد الحزين للضعفاء الضحايا.

أنت لستَ مظلوماً ما دمت تقاوم، حكمتك الثورية قد يسمعها الأعداء قبل رفاق الحرب، وقد يخفت صوتك بين ضوضاء المواعظ السهلة وفتاوى الرعاع، ولكن ما يعنيك حقاً هو إيمانك في القلب، إيمانك بالله وبالثورة وبنفسك.

من قال إنك موعود أن ترى النصر العظيم أو مشانق الأعداء ورؤوسهم المعلقة على أسوار المدائن، ولكنك موعود أن تحترم وجهك في المرايا وعيون الشهداء، ومنذ متى نحترف القضايا الرابحة كتجار المكاتب؟

مهمتنا أن نحاول، نحن الذين أطلقنا بالغضب الواثق جنونَ العالم وأيقظنا رماد التاريخ وقلبنا عروش الممالك، بصرختين وثلاث بنادق كنا نفتح سجناً للطغاة، بشهيد واحد كنا نخرج مدناً للحرية، بكتفين شامخين أمام باب الأمن كنا نلهم الكرامة لجيش قادم، والآن وقد تداعت صروح وانقلبت خرائط وتهدمت مدن ودُفنت أجيال...

قد يتغير كثيرون، وقد يقبل حتى رفيق الأمس عار الغد، ولكننا ها نحن الآن وهنا، بلا أهل ولا حبيبات ولا طائرات ولا وعود، قد نفقد أخاً أو أرضاً أو قدماً أو بندقية، ولكننا كما كنا دوماً، ما زلنا ثواراً...

هذا وحده ما يستحق.

 

 

صفحة الكاتب على فيسبوك

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع