عبد الوهاب بدرخان
تصدير المادة
المشاهدات : 3154
شـــــارك المادة
اغتيال القيادي في "حزب الله"، مصطفى بدر الدين، مثل اغتيال قائده السابق عماد مغنية، عمليتان استخباريتان مسرحهما دمشق، معقل النظام السوري حليف ايران و"الحزب".
العملية الأولى في 2008، كانت على غموضها أكثر وضوحا؛ إذ لا يُتصوَّر قتل مغنية ببساطة من دون أن يكون هناك تواطؤ مع جهة محلية نافذة، لكن ظروف قتل بدر الدين اختلفت جذريا؛ بسبب وجود إيراني كثيف ومهيمن حتى على الأجهزة السورية، والاختراقات المحتملة في صفوفها.
هذه المرّة استشعر "حزب الله" أنه هو المستهدف، وليس أحد قادته المطلوبين دوليا فحسب، وتكمن الصعوبة في أنه بات الآن يشك بالجميع، القريبين والبعيدين. لعل الأصعب أن يتهم "التكفيريين" في إعلان لم يقنع أحدا، ولا حتى كاتبيه، فضلا عن اتهام "المشروع الأمريكي - الصهيوني - التكفيري" كصيغة مطاطة تساعده فقط على تبرير هشّ؛ لاستمراره في حرب تمعن في استنزافه.
صحيح أن "حزب الله" يدين بوجوده لإيران وللنظام السوري، وأنه برهن قدراته التنظيمية والقتالية، لكن الترسانة المعنوية التي راكمها من قتاله ضد إسرائيل تآكلت، وانهارت في سلوكه داخل لبنان، ثم داخل سوريا وسواها.
وإذا كان مقتل قادته في ساحة الحرب يشحذ إصراره على عدم التراجع، فإن مقتل بدر الدين شكّل له جرس إنذار ليس مؤكدا أنه سيوقظه من التهوّر الذي انزلق إليه، فخياراته محدودة في سوريا في إطار ما يرسمه "المرشد".
أما خياراته اللبنانية فيراها، دائما متاحة ومفتوحة طالما أنه يمارس الاغتيال والترهيب، وطالما أن لديه حلفاء مستعدّين لتغطيته.
ثمة قصر نظر في اقتناع كهذا، والأخطر أنه يدفعه إلى الاعتقاد بأنه عندما تحين عودته من سوريا سيكون الوضع الإقليمي للبنان قد تغير على نحو يناسبه، أو أنه في أسوأ الأحوال سيعود ليقولب البلد بما ينسجم مع أهدافه. أي أنه موقن بأن "جمهوره" سيبقى قطيعا مطيعا، ما يمكّنه من مواصلة عدم الاعتراف بالجمهور الآخر الذي عارضه ويعارضه سلميا في السياسة، كما في الحرب القذرة التي ذهب إليها.
من خيارات "القولبة" المبكرة أن يرفع "حزب الله" صوته ضد الحكومة والمصرف المركزي وأصحاب المصارف؛ بسبب الإجراءات المالية الأمريكية التي بدأ تطبيقها ضدّه، وهي جرس إنذار آخر. فما الذي يأمل به، أن تتمرّد المؤسسات على تلك الإجراءات فتعطّل اقتصاد البلد المشلول أصلا، أو أن يصبح لبنان مثل ايران دولة غير قادرة على إصدار "شيك" من خارج النظام المالي والمصرفي، أو أن يحذو لبنان -وهو لا ينتج نفطا- حذو ايران في التفافاتها على العقوبات لبيع نفطها؟
استهان "الحزب" بتلك الإجراءات، رغم أن إقرارها استغرق وقتا طويلا، ولعله اعتقد أن مصادرته للدولة، و"فائض القوة" الذي يُظهره، وإمكاناته الترهيبية، قد تردع الأمريكيين أنفسهم. الواقع أن التضييق المصرفي عليه وعلى جمهوره قد يدفعه إلى أسوأ السيناريوات التخريبية.
النهار اللبنانية
لقمان الحكيم
عباس عواد موسى
فيصل القاسم
أنور البني
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة