..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

تحية لمن حاولوا..

أحمد أبازيد

١٠ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3784

تحية لمن حاولوا..
ابازيد 00.jpg

شـــــارك المادة

لا شجاعة فوق التجربة، هي إثباتنا الوحيد لوجودنا في التاريخ، وأننا نستحق الكلمات التي قلناها، بينما الاكتفاء بتأمل النماذج المثالية النظرية ونقد الجميع طوبى سهلة.

لقد انشغل كثيرون بنقد فصائل الجيش الحر وإسقاط قادته وتسفيه سلوكيات مقاتليه، بينما قليلون من شعروا بواجبهم تجاه التجربة، وأنهم يتحملون مسؤوليتهم داخلها وليسوا بريئين بمجرد نقد ما يرونه خطأ.

مع مرور الوقت والشهداء، ينخفض معدل الأعمار والتعليم بين مقاتلي الجيش الحر، هذا طبيعي، مع توجه أغلب ذوي الكفاءة أو الجامعيين إلى خيارات أبعد -جغرافياً ونشاطاً- عن الانخراط ضمن صفوفه أو دعمه بما يحسنون.

وأمام صحراء الواقع التي تركها من يزعمون أن الغصون الخضر بأيديهم، يقف قادة الجيش الحر على أرض رخوة، بعدما تركتها الكوادر والكفاءات والتخصصات إلى خيارات أقل تكلفة، مادياً وأخلاقياً، رغم أن خيار الرفاه اللامبالي كان متاحاً أيضاً لمن تخلى عن حياته الماضية وتحمل مسؤوليته تجاه الثورة والناس، سواء بالسلاح أو سواه، ومطلوب منه أن يبني دولة وجيشاً مثالياً أمام عيون من يجلسون حوله كمراقبين للعبة ويطالبونه بذلك كالغرباء.

لا شك أن الفصائل الثورية كانت مسؤولة عن نقص الاستفادة من الكفاءات، وعن تهميش غيرهم وطرد سواهم، وأن واجبها حماية هؤلاء والأرضية المناسبة لعملهم، وأن كثيراً من أخطاء هذه الفصائل وقادتها لا يبررها نقص الوعي أو غياب المساعدين.

ولكن كثيراً ممن كان يمكن أن يفيد، بجسده أو ماله أو علمه، هو بالأساس لم يخترْ ولم يجرب ذلك قبل أن يتعلل بواقع غير مناسب، عدا عن أن واجب الإنسان الثوري ومسؤوليته سابقة على طلب الآخرين، وإلا فهو مستعير قضية وليس صاحب قضية.

"الثائر لا ييأس من دفع الصفر بوجه الليل"، وسنوات من ليلنا الدامي ينبغي أن تكشف لنا أن كثيراً مما ترى أنه يجب أن يُفعل ويصحّح، وقد يكون حقاً كذلك، لن يفعله أحد ما لم تتحمل -أنت- مسؤوليتك تجاه ما تؤمن وتبادرْ به أنت.

قد لا يكون شباب الجيش الحر ملائكة ولا أبطالاً أسطوريين، وثمة بينهم من أخطؤوا ومن يستحقون محاكمات، حتى جيش النبي والصحابة لم يكن كاملاً، ولكن هؤلاء الذين يتحملون -بحياتهم- مسؤوليتهم وواجبهم تجاه حماية حتى من لم يبالِ بهم، لقد حاولوا... كما يليق بالرجال.

تحية لمن حاولوا...

 

 

صفحة الكاتب على فيسبوك

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع