محمود جبار
تصدير المادة
المشاهدات : 2657
شـــــارك المادة
يواجه إعلان مسؤولي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المعروف اختصاراً بـ"PYD"، الخميس، إقامة "النظام الفيدرالي" في المناطق التي يسيطر عليها في الشمال السوري، تحديات صعبة، تتمثل بمعارضة تركيا لهذا الكيان، فضلاً عن الرفض شبه الجماعي إقليمياً ودولياً للفكرة، على الأقل في الآونة الحالية.
وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في عام 2012، بفضل تقليص النظام سلطته ونفوذه في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من هذه المناطق، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة في ثلاث مناطق منفصلة في شمالي سوريا.
واستغل الحزب الكردي المسلح، المدعوم من قبل التحالف الدولي، هجوماً واسعاً لقوات النظام في ريف حلب الشمالي بداية شهر فبراير/ شباط، ليسيطروا على مناطق جديدة في المنطقة المتاخمة للحدود التركية.
الائتلاف الوطني السوري المعارض، الذي يضم في صفوفه أكراد ويرتبط مع تجمعات كردية باتفاقيات تفاهم، حذر في بيان له، "من محاولات تشكيل كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري"، مؤكداً على مبادئ الثورة السورية القائمة على "التخلص من الاستبداد، وإقامة دولة مدنية تعددية ديمقراطية".
وأضاف أن "تحديد شكل الدولة السورية، سواء كانت مركزية أو فيدرالية، ليس من اختصاص فصيل بمفرده، أو جزء من الشعب، أو حزب أو فئة أو تيار، وإنما سيتقرر ذلك بعد وصول المفاوضات إلى مرحلة عقد المؤتمر التأسيسي السوري، الذي سيتولى وضع دستور جديد للبلاد، ثم من خلال الاستفتاء الشعبي".
وشدد أن "الائتلاف لن يقبل أي مشروع يقع خارج هذا السياق، ويصر على وحدة سوريا أرضاً وشعباً".
بدوره فإن تحالف العشائر العربية التركمانية، التي تشكل في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لغرض محاربة تنظيم "الدولة" أعلن بعد الإعلان الكردي، رفضه لأي فيدرالية في شمالي سوريا.
وقال التحالف في بيان صادر عن الاتحاد: "لا يمكننا قبول أي فيدرالية في شمالي سوريا، حيث يسعى (PYD) من خلال زعمه الحصول على دعم أصدقاء الشعب السوري، إلى إعلان الفيدرالية وتحقيق مشاريعها المتعلقة بالتقسيم"، مؤكداً بالقول: "سنعارض بكل ما أوتينا من قوة كل من يرغب في ذلك".
إعلان إقامة النظام الفيدرالي من قبل الحزب الكردي، سبقه بأسابيع دعوة روسيا للأطراف السورية المتفاوضة في جنيف إلى بحث تحويل سوريا إلى "جمهورية فيدرالية"، في أول إشارة من أهم حلفاء الأسد إلى تأييد منح الأكراد بقيادة PYD تقسيم سوريا، انطلاقاً من نظام فيدرالي.
ويرى مراقبون وجود رغبة دولية برؤية الكيان الكردي حقيقة واقعة شمال سوريا، وذلك يعود إلى عام 2013، عندما صمتت أمريكا على قيام الحزب الكردي بإعلان "الإدارة الذاتية" في كانتونات غير متصلة جغرافياً ولا ديمغرافياً، وذلك قبيل سيطرة تنظيم "الدولة" على المناطق المتاخمة للأكراد.
أما تركيا التي تعتبر "PYD" منظمة إرهابية، التي ستكون للفيدرالية حدود مشتركة معها، فإنها أكثر المتضررين من الخطوة الكردية، لا سيما وأن أنقرة أكدت مراراً أن إنشاء كيان شمالي سوريا خط أحمر بالنسبة لتركيا.
الكاتب والمحلل السياسي التركي، محمد زاهد جول، قال لـ"الخليج أونلاين": إن "الموقف التركي لا يتعلق بالأكراد أو بالفيدرالية بحد ذاتها، وبرجوعنا إلى أحاديث وزير خارجية تركيا قبل أكثر من سنتين، سنجد أن في كلامه ما يتحدث عن إمكانية وجود كيان كردي بسوريا كما هو الحال في العراق، في حال وجد توافق كردي كردي وكردي سوري".
وأضاف أن تركيا مبدئياً ليست معترضة على الفيدرالية لكونها فيدرالية، بل إن المشكلة أن هناك جماعة متطرفة، اسمها بي كا كا، قيادتها في جبل قنديل، لديها مسميات مختلفة متعددة داخل تركيا وخارجها. تلك هي المشكلة مع هذه الجماعة".
وبين جول أن "ما تفعله ما تسمى بالبي يه دي، وأخواتها في سوريا بالوقت الراهن، من ما يسمى بإعلان حكم ذاتي وفيدرالية لا يختلف في وجهة نظر تركيا عن داعش، التي تؤسس إمارة إسلامية على الأرض السورية والعراقية، أو جبهة النصرة"، وتساءل: "ما مدى مشروعية قبول المجتمع الدولي أو تركيا لمثل هذا الأمر؟ أظن أنه لا أحد يقبل بمثل هذا الأمر على الإطلاق".
المحلل التركي يرى أيضاً أن "الخطاب الذي يتوافر عليه البي يه دي وأخواتها في النهاية يستهدف النسيج السوري والمكونات السورية، لأنها لديها مشكلة مع المكونات السورية أولاً، وثانياً لديها خطاب عدائي لتركيا وهي مصدر تهديد لتركيا. وتركيا بطبيعة الحال كل الخيارات أمامها مفتوحة، بما فيها التدخل العسكري؛ وذلك لما تمثله هذه الجهات من مصدر تهديد".
وأشار إلى أن التهديد الذي تمثله هذه الجماعة لتركيا، "ليس لأنهم أكراد، والإعلام للأسف يريد أن يصور أن لتركيا مشكلة مع الأكراد، وعذراً للقول، ولكن لو قامت دولة علوية أو دولة سنية معادية لتركيا هل ستقبل بها تركيا طبعا لا".
وحول توقيت إعلان الفيدرالية، المتزامن مع إعلان الانسحاب الروسي من سوريا أوضح جول: "هذا السؤال الذي يبحث عن جواب، روسيا صرحت بالفيدرالية كجزء من الحل في سوريا، وهذا يأتي بالتناغم مع الخطاب الروسي، هذه نقطة أما النقطة الثانية، فنحن نمر الآن في شهر مارس/ آذار، وبعد أيام يقبل موعد النوروز وعيد رأس السنة الكردية، وهذه مناسبة تستغلها مثل هذه الجماعات عادة لإعلان مثل هذه الأمور".
الخليج أونلاين
فايز سارة
خالد الدخيل
سعد محيو
خير الله خير الله
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة