..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

"حزب الله" تحت النيران

خالد مصطفى

٥ مارس ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3117

حزب الله00.jpg

شـــــارك المادة

أخيرا وبعد وقت طويل من الأخذ والرد كان الحزب الشيعي فيه قد استفحل خطره وتمدد وعتى, اتخذ مجلس التعاون الخليجي قرارا بوضع "حزب الله" اللبناني على قائمة الإرهاب..

تأخر القرار الخليجي فيما يبدو بسبب العلاقة الشائكة بين الحزب والحكومة اللبنانية حيث يشارك الحزب في الحكومة اللبنانية بعدد من الوزراء كما أنه يتحالف مع عدد آخر ويمثل أحد القوى الرئيسية التي يتشكل منها الهيكل السياسي في لبنان والقائم على أساس طائفي معقد, إلا أن الممارسات الأخيرة للحزب على الساحة المحلية والإقليمية أثارت القلق في أنحاء الوطن العربي وخصوصا بدول الخليج القريبة من مناطق نفوذ الحزب في اليمن والعراق..

كان الحزب طوال السنوات الماضية يختبئ بخبث شديد داخل الحكومة اللبنانية ويستغلها لمنحه شرعية عربية ودولية؛ فهو لا يسيطر عليها بشكل علني حيث أن رئيسها سني وأعضاء الحكومة نصفهم من حلفه والنصف الآخر من تحالف مناوئ له, ولكنه يتحكم في قراراتها عن طريق الاستيلاء على بعض الوزارات السيادية مثل الخارجية التي يتولاها أحد حلفائه والذي رفض إدانة الاعتداء على السفارة السعودية في طهران...

لقد بدأ تغير الموقف الخليجي من الحزب وتجاهل مسألة علاقته الشائكة بالحكومة اللبنانية عندما قررت الرياض وقف المساعدات التي قررت منحها للجيش اللبناني ولقوات الأمن بسبب سيطرة حزب الله بشكل واضح على قرار الحكومة وفي الحقيقة تقوية الجيش اللبناني وقوات الأمن في الحالة التي عليها حاليا وفي ظل تسلط حزب الله على القرار اللبناني الحكومي والعسكري والأمني تصب في مصلحة "حزب الله" وتقويه وتضعف من أهل السنة الذين يتعرضون لقمع واضطهاد لامثيل له في لبنان حاليا على جميع الأصعدة بشهادة عدد من السياسيين البارزين مثل النائب المعروف خالد الضاهر...

حزب الله لم يختطف القرار اللبناني فحسب بل إنه أصبح ذراعا إيرانيا وطائفيا لخدمة المشروع الشيعي الفارسي في المنطقة فهو يقاتل في اليمن وفي سوريا ويحرض في البحرين وله مشاريع تجارية مشبوهة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا يستخدمها في دعم عملياته المسلحة ومخططات إيران الرامية للسيطرة على المنطقة... لا يمكن فصل الخطر الإيراني عن الأذرع الإيرانية التي تمثلها في العالم العربي والتي تستغلها طهران لكي تخترق الأمن العربي مثل الحوثيين في اليمن ومليشيات المهدي وبدر والحشد وغيرها في العراق, وحزب الله في لبنان..

هذه السياسة بدأت منذ عقود في ظل غيبوبة تامة في العالم العربي الذي كان ينظر للأمر بدون مبالاة حتى ازداد الخطر ووصل إلى الأبواب ولعل عاصفة الحزم هي أول رد فعل إيجابي في هذا الاتجاه ولكنه يحتاج إلى خطوات أخرى قد يكون منها القرار الأخير بشأن اعتبار حزب الله منظمة إرهابية ولكنه يحتاج لتفعيل بمعنى أن بعض الدول الخليجية يعيش فيها عدد كبير من الشيعة الذين يرتبطون بعلاقات وثيقة بالحزب ويدعمونه ماليا منذ سنوات طويلة فهل هذه الدول قادرة على رصد هؤلاء وتجفيف منابع دعمهم لحزب الله؟!...

إن عددا غير قليل من الشيعة يتعاطفون مع الحزب لأنه يعطيهم شعورا بالقوة والتفوق حتى وإن كانوا لا ينتمون له تنظيميا وهو أمر يجب الالتفات له ومراقبته بدقه لأنه ليس من الضروري أن ينتمي الشخص تنظيميا للحزب حتى يدعمه ويموله وهي نقطة يراعيها الحزب جيدا وسيلاعب دول الخليج بها في الفترة القادمة حتى يفرغ قرارهم من محتواه... لقد بدأت الخطوات الإيجابية ولكن الأهم أن تستمر وأن تفعل بصرامة وإلا لن ينتهي هذا الخطر الداهم..

 

 

المسلم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع