أحمد أرسلان
تصدير المادة
المشاهدات : 4007
شـــــارك المادة
دخلت الثورة السورية عامها الرابع، وكان من أبرز ملامح العام الماضي استقرار مناطق محررة خارج سيطرة النظام، نشطت فيها مختلف مؤسسات الثورة العسكرية والمدنية. من إيجابيات هذه المناطق، اتساع النشاط المدني للثورة، من عمل إغاثي وتعليمي ودعوي وطبي وإعلامي..، وكذلك الارتقاء بالعمل العسكري لصورة مؤسساتية أكثر، من حيث مراكز القيادة ومعسكرات التدريب والمؤسسات المدنية والدعوية التابعة للفصائل المسلحة.
لكن لهذه المناطق مع استمرار الأزمة ضريبة، خاصة مع رجحان كفة القوة النيرانية لنظام الأسد، والسماء المفتوحة لطائرات النظام في قتل السوريين جواً كل يوم دون رادع حقيقي. فهذه المناطق، مع استقرار تحريرها لأكثر من عام ونصف، شجعت فئات واسعة من المدنيين(المترددين في الانخراط بالثورة) بالانخراط فعلياً بمؤسسات الثورة، وهذا بلا شك نجاح، لكن المشكلة أن هذه المناطق أصبحت تحت سيطرة الفصائل، مما يجعلها هدفا مستمراً للنظام ، إذ عودة النظام الأسدي إليها يعني تشريد عشرات الآلاف من الأسر، ومذابح جديدة. جعل هذا النظام يركز على محاصرة المناطق المحررة، بالإضافة لقيامه بحملات قضم متتالية لهذه المناطق، ما أدى لكسبه هو ميزة اختيار الوقت والمكان المناسبين للمعركة، ولإشغال الكتائب المجاهدة في الدفاع عن المناطق المحررة، بدل نشاطها في معركة التحرير. فقد قاد النظام حملة واسعة على حلب، امتدت من الريف الجنوبي حتى كادت تصل إلى الريف الشمالي لحلب، وتفصل الأحياء المحررة من المدينة عن الريف، وينجح بعد ذلك بمحاصرة من بقي في الأحياء المحررة. وقد استطاع استنزاف جهد ووقت المجاهدين في هذه الحملة، التي توازت مع معركة المجاهدين ضد تنظيم البغدادي، الذي يعد حقيقة من أكبر مشاكل المجاهدين، فهذا التنظيم الذي انفصل ابتداءً عن النصرة بحجة ( إقامة الدولة )، ضارباً بعرض الحائط رفض كل الفصائل المجاهدة في الشام، وكذلك المؤسسات المدنية والشرعية لخطوته، انتقل لخطوة أخرى هي تأمين حدود وموارد دولته المزعومة، فأشعل فتيل المواجهة بينه وبين المجاهدين عمليات تحريره لمناطق (محررة) في ريف حلب الغربي، واستهانته في قتل وتكفير المجاهدين والمدنيين، ورفضه التحاكم للمحاكم الشرعية، ثم ما لبثت المواجهة أن اشتعلت بينه وبين أغلب الفصائل المجاهدة في سوريا، وقد بينت الهيئات الشرعية منهجه المنحرف، وأن أفعالهم أفعال الخوارج.
لذا أعتقد أن الدروس التي علينا الخروج بها من الأشهر الماضية: 1- التوقف عن تحرير مناطق سكانية جديدة، في المدن أو الأرياف، والتي ستصبح عبء على المجاهدين، من حيث الحفاظ عليها، وعلى أرواح ساكنيها، واشغال الفصائل في معارك دفاع بدل الهجوم، دون مكسب عسكري كبير في ذلك. 2- الاهتمام بتحرير مناطق تعتبر خطوط إمداد للنظام المجرم، وفصل وحداته العسكرية عن خطوط امدادها، والمساهمة في بعثرة مناطق النظام الأسدي، مع انقطاع طرق الامداد بينها، ليسهل الانفراد بكل قطعة وحصارها، والسيطرة عليها، ومن نافلة القول أن أهم الطرق التي يجب قطعها، هي الطرق الواصلة بين العاصمة والجنوب، والعاصمة والمنطقة الوسطى، والمنطقة الوسطى والساحل، والمنقطة الوسطى والمنقطة الشمالية. وما اشتداد عود النظام في حلب إلا بفتحه طريق الإمداد بين حلب وحماة. 3- حرمان النظام من ميزة اختيار الوقت والمكان لإشعال معركة مع المجاهدين، وصب الجهود على سياسة الهجوم بدل الدفاع، وهذا ما أعط الميزة للمجاهدين في بداية العمل الثوري المسلح، وهو ما يجب أن تستمر عليه استراتيجية المجاهدين. 4- صب الجهود في السيطرة على المطارات والقطع العسكرية الكبيرة ومراكز القيادة. فهناك نقاط استراتيجية للنظام، السيطرة عليها تعني كسر عظام للنظام المجرم، منها مثلاً مطار حماة الذي يحمل على عاتقه عمليات القصف لأغلب المناطق الشمالية.
علماً أن الفصائل أحسنت في الأسابيع الأخيرة إدارة المعركة، حيث قطعت خطوط الإمداد على طريق حلب – دمشق الدولي في المنطقة ما بين خان شيخون في ريف ادلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، و من جهة أخرى فتحت معارك في وسط مدينة حلب والريف الشرقي والجنوبي لحلب، في حين كانت حملة النظام منصبة على الجهة الشرقية للمدينة، كما أن معركة الساحل الأخيرة قلبت الطاولة على النظام. وهذه النتائج لا تأتي إلا بتنسيق مشترك، وعمل دؤوب على وحدة الصف، وتكامل مؤسسات الثورة، المدنية منها والعسكرية، ووضع الخلافات جانباً، والتركيز على ما يجمعنا.
ميشيل كيلو
خالد الدخيل
خالد مصطفى
أحمد أبو مطر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة