منذر الأسعد
تصدير المادة
المشاهدات : 2976
شـــــارك المادة
اضطربت آراء المحللين في ما وراء القرار السعودي وقف المساعدات للجيش وقوى الأمن في لبنان، وذهبت إلى قراءتين متباينتين كل التباين، بين قراءة تعتبره مجرد رد فعل على استسلام بقايا الدولة اللبنانية لإملاءات شيطان الضاحية حسن نصر اللات، ومجاراة سفاهاته المتلاحقة إزاء العرب والمسلمين بعامة، والسعودية بخاصة.
فهو-بهذا المنظار- "فركة أُذُن" عابرة، ولذلك لن تتلوه خطوات تصعيدية لاحقة. بينما ترجِّح القراءة الأخرى أنه قرار مفصلي في نطاق إستراتيجية متكالمة، وأنه ليس معزولاً عما سبقه وعما سيتلوه.
فلو كان صانع القرار يريد فقط تنبيه الخانعين لخامنئي هناك لاتخذ خطوات أخرى ذات طابع دبلوماسي محض، لكي تظل المدافعة محصورة في نطاقها الجزئي ولا تتعداه إلى أبعاد إستراتيجية غير خافية في القرار الذي اتجه نحو الضرب المؤلم كجزء من رؤية شاملة لصراع فرضه العدو بصلفه وحماقته، مستغلاً أن الرياض بحكم مكانتها وإرثها تجد حرجاً كبيراً في الانتقال من سياسة الصبر المديد، إلى إيقاع عقوبات كبرى ذات دلالات مهمة وتأثيرات غير آنية.
المواجهة شاملة: القرار السعودي –إذاً- ليس موجهاً إلى لبنان وإنما هو طعنة قوية إلى النظام الصفوي الذي يسيطر على مفاصل الدولة اللبنانية، من خلال أداته الطيِّعة: حزب اللات! ولكي ندرك هذا العمق في القرار، ينبغي لنا أن نلاحظ توقيته حيث جاء بعد الردود التصعيدية التي اتخذتها المملكة ضد طهران نفسها، عقب تدخلها المشين في قضايا سعودية داخلية، ثم تسليط رعاعها للاعتداء على سفارة السعودية في العاصمة الإيرانية وقنصليتها في مشهد. فالمواجهة شاملة والقرار المتعلق بلبنان المختطّف جزء منها، مع العلم بأن التدرج في السير نحو المواجهة الشاملة مع مشروع السرطان الصفوي، لم يبدأ من الرياض وإنما من المعتدين، الذين أغراهم التمزق العربي وما حققوه من تدمير في أربع دول عربية، في ظل تواطؤ صليبي عالمي استثنائي!
وليس أدل على هذه القراءة التي أميل إليها موضوعياً، من رصد ردود الأفعال في الجبهة المعادية، فهستيريا حزب اللات تعني أنه لم يكن يتوقع هذه الصفعة، لأنه كان يراهن على أنه يتعذر على السعودية اتخاذها لأسباب شتى. ولم يقف الهياج عند ضاحية الحقد والتآمر وشيطانها، وإنما تعداهم إلى مقر إمبراطورية الشر نفسها، وما تهديد الملالي بمد تحالفهم النجس مع بوتن إلى اليمن، سوى تأكيد لطبيعة المواجهة المتصاعدة.فقد أعلن علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني وزير الخارجية الأسبق أن “تغييرات كبيرة حصلت في المنطقة تمثلت في التعاون غير المسبوق بين روسيا وإيران، وأن هذا التعاون لا يشمل سوريا فقط، لكنه يمكن أن يشمل اليمن في المستقبل”.
تصريحات المسؤول الإيراني جاءت بعد أيام من توقيع بلاده صفقة لشراء صواريخ إس300 الروسية، وحديث عن صفقة أخرى لشراء طائرات سوخوي-30 خلال العام الجاري، وكذلك بعد أيام من تهديدات قادة عسكريين إيرانيين كقائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري بأن إيران ستواجه أي تدخل عسكري في سوريا.
وإن كانت جعجعة ولايتي –في تقديري المتواضع- محاولة يائسة لرفع معنويات عملاء طهران في المنطقة لا أكثر، لأنها تآمرت على اليمن بكل طاقتها-وما زالت- وليس في جعبتها المزيد، والتيس المستعار بوتن لن يتورط في اليمن فورطته في سوريا تكفيه.
الولوغ في دماء اليمنيين: أكدت الحكومة اليمنية قبل أيام أنها ستتقدم بشكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي، بعد حصولها على وثائق وأدلة دامغة على مشاركة مرتزقة إيرانيين ولبنانيين من حزب اللات في مساندة الحوثي والرئيس المخلوع في قتل الشعب اليمني، كما أكد العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي عن امتلاك المملكة العربية لتسجيلات موثقة ومقاطع فيديو تؤكد تورط مليشيا حزب الله في عمليات داخل اليمن، وليس مجرد تدريب الحوثيين. جاء هذا في تصريحات له، على قناة "الحدث" السعودية، مساء اليوم الأربعاء، بالتزامن مع بث قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية، لقطات فيديو، قالت إنها لعنصر من "حزب الله"، يقوم بتدريب "ميلشيات" حوثية في اليمن.
وقال عسيري: "لدينا تسجيلات صوتية ومقاطع فيديو، وتم التقاط المكالمات ومعلومات من الجيش اليمني، وعناصر الاستخبارات المتواجدة، بضلوع الحزب ومرتزقته بعمليات داخل اليمن"، مضيفاً "لدينا أدلة مؤكدة بأن الأمر لم يتوقف عند تدريب الميلشيات الحوثية، بل دعم عملياتها أيضاً".
وكشف أن "الأدلة تبين، أن نقل الميليشيات من صعدة إلى دماج، تم بإشراف حزب الله، داخل صهاريج مياه". وتابع: "يدربون الشباب على الخداع، وينقلون الجنود في صهاريج المياه، وشاحنات المواد الغذائية، ثم يتباكون عندما تقصف".
وفي رده على سؤال ما إذا كان هناك قتلى بالفعل للحزب، أكد أن "هناك قتلى له، ومرتزقة من إيران، ولدينا تسجيلات صوتية عن تواجدهم في المراكز التي تم قصفها على حدود المملكة". وبيّن أن "الحكومة اليمنية لديها الأدلة الآن، للتوجه للمنظمات الدولية والعربية، لاتخاذ إجراءات ضد الحزب".
وقبل بضعة أيام قامت قوات التحالف العربي باحتجاز سفينة شحن قادمة من جيبوتي إلى ميناء الحديدة في اليمن محملة بعتاد عسكري، على خلاف التصريح الذي ينص على إدخال مواد طبية، ولدى تفتيش السفينة “مينبورت سيدار”، التي ترفع علم جزر مارشال، تبين أنها تحمل أجهزة اتصالات مشفرة عسكرية وغيرها، في حاويات مصدرها ميناء بندر عباس جنوبي إيران.
حرب المخدرات وحزبها: إنها حرب شاملة ليس بالمعنى الجغرافي وحده، فالقوم يحاربوننا بكل السبل المتاحة بما فيها السعي المحموم لنشر المخدرات في المجتمعات المسلمة وبخاصة في دول الخليج العربية وعلى رأسها السعودية. فقد كشف المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، أمس الأربعاء، أن النظام السوري "يحصل على تمويل من المخدرات التي يجري تهريبها" إلى المملكة، وأضاف التركي أن سوريا أصبحت من أكثر الدول المنتجة لأقراص "الأمفيتامين".
وأعلن التركي أن السلطات الأمنية ألقت القبض على 953 متورطاً في تهريب وترويج المخدرات خلال أول أربعة أشهر من العام الهجري الحالي. وقال، في مؤتمر صحفي، إن 695 متورطا من الموقوفين أجانب، و258 سعوديون، وضبطت السلطات الأمنية مع المهربين 26.58 مليون ريال".
وقال التركي إن ما ضبط خلال العام الحالي يعادل ما ضبطه الأمن من مخدرات ومؤثرات عقلية خلال الأعوام الخمسة الماضية، وأضاف أن أغلب العمليات الأمنية لضبط المخدرات تمت بالتعاون مع 5 دول.
وكانت تقارير أممية مختلفة قد فضحت اعتماد شيطان الضاحية على تجارة السموم البيضاء في تمويل جرائم حزبه الدموي في مختلف البلدان المسلمة التي يشارك في قتل شعوبها على أسس طائفية لحساب المشروع الصفوي.
المسلم
هدى الحسيني
سليمان جودة
صالح النعامي
عبد الوهاب بدرخان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة