..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

نظام الأسد الحِواري

بدر الدين حسن قربي

٩ فبراير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7633

نظام الأسد الحِواري
الدين حسن قربي.png

شـــــارك المادة

أكبر المتآمرين على النظام السوري هو النظام نفسه وشبيحته وليس أحداً آخر إلا من قبيل التسخين ووضع البهارات، فالأحمق من أصله عدو نفسه، ونجد فيما فعله النظام بنفسه تصديق ماسبق من الكلام في عدد من الفقرات التالية:

 

 

قيام ضابط أمن اسمه عاطف نجيب، كل إمكاناته أنه عُتلّ شاذ،ّ ومريض زنيم، ولص مجرم، وكل مؤهلاته أنه ابن خالة الرئيس، بإشعال قشة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر بعير النظام التعيس فجرت ثورة في سوريا كلها، يوم لم يثنه عن التوحش في تعذيب باقة من ورود أطفال درعا قطرةٌ من رحمة أو لَحْسة من إنسانية، فصب عليهم سوط عذاب…! وعليه، فإن نجابة عاطف وكبره وصلفه وغطرسته أشعلت فتيل ثورة في أكوام يابسة من القهر والقمع والغضب.

مواجهة السلطة القمعية لمظاهرة درعا السلمية من ساعاتها الأولى بالقتل وسفك الدماء زاد في إشعالها وامتدادها في عموم سوريا، كما أن إصرار النظام على معالجتها بالطريقة الأمنية المنقرضة جعل عدد ضحاياها آلاف القتلى وعشرات الآلاف من المعتقلين فضلاً عن آلاف المشردين في دول الجوار، ودفع بالثائرين إلى رفع سقف المطالبة بسقوط النظام ورحيله.

كثرة القتل وأوامر إطلاق النار على المدنيين العزل الذين هم من قبل ومن بعد مواطنون سورييون وليسوا من عالم آخر، أحدثت مشكلة على الأقل عند بعض العسكريين أنفسهم في التنفيذ، مما ترتب عليه قتلهم لرفضهم تنفيذ أوامر القتل، وهو ماظهر من الأيام الأولى ولكن ليس كثيراً، لأن النظام كان يغطي على ذلك برواية القتل من قبل العصابات المسلحة….الخ.  تطور الأمر وظهر إلى العلن في منتصف شهر حزيران/ يونيو الماضي كبداية انشقاق في الجيش، وبات المنشقون المرغمون على أمرهم مطلوبي الدم بمافعلوا من رفضهم لأوامر القتل، وكان قدرهم المقدور خياراً وحيداً هو الانشقاق، ولتصبح المواجهة بين أخوة السلاح هي لغة الحوار فيما بينهم على طريق اللاعودة أيضاً بعد أن قارب عددهم الثلاثين ألفاً.

إطلاق النظام في الصيف الماضي مبادرة حوارٍ للبحث عن حلّ لكارثته لم تتجاوز شكل حوار داخلي للنظام، مع استمراره في القتل والتدمير والاعتقال مما أكّد أن مبادرة النظام الحواري ولدت ميتة لنظام ماتت فيه الإنسانية وانعدم فيه الضمير.

اعتقاد النظام أن مخرجه من مصيبته هو بالإصرار على الترهيب والقتل قارب ثمانية آلاف ضحية، دفع بالثائرين رغماً عنهم للاستنجاد بالعرب والعجم والشرق والغرب على مرارة الاستنجاد وأثمانه لإنقاذهم من الذبح، لقناعتهم أن القاتل لن يوقفه شيء عن الاستمرار في تصفيتهم قتلاً وتشريداً.  ولئن اختار النظام العراقي السابق لمعركته الأخيرة قبيل سقوطه اسم الحواسم، فإن عتاولة النظام وجلاديه من بعد الفيتو المزدوج اختاروا الحسم، فضاعفوا وتيرة مجازرهم اليومية وخراب الديار.

تأخرُ النظام السوري الدموي في مباشرة الإصلاح، وصلفه وغروره في قراءة أحداث الربيع العربي، وطغيانه واستبداده والداً وولداً، جعل تدميره في تدبيره، ليواجه في كل حلوله التي مضى إليها بحمقه ومكابرته طريقاً مسدودة لامخرج له منها.  وكما قتل الأب أكثر من مئة ألف ومثلهم من المعتقلين، وأضعافهم من المهجّرين، فإن الابن يعيد الكرة منذ احدى عشر شهراً وقد أعلن علينا الحرب. 

إن كل ماقاله بشار الأسد لضيفه وزير الخارجية الروسي بإعلانه علينا الحوار، واستعداده أيضاً ليكون مع كافة القوى السياسية، مما نقله لافروف عنه للأسف مصدّقاً له، وطالباً من السوريين التعاون معه وكأنه نظام حوار، إنما ينفيه توحش في القمع وانعدام في الإنسانية وقتلٌ للشعب، وسيول من دماءِ طلاب الحرية والكرامة أجراها الجزّار، فهي تعيق وتعطّل ويمتنع معها أي قدر من الحوار، بل وتُسقط عنه شرعيته، وهو ماأشهره السورييون في جمعة إسقاط الشرعية وباختصار، بأنهم وسنابلهم وزيتونهم وجوريّهم وياسمينهم يعشقون النهار، وأن سوريا تريد الحرية، والنظامُ في شأنها مُبلس عاقر عقيم لايعرف غير القتل والنار.  ومازال الثائرون في تظاهرهم واحتجاجهم كل يوم يواجهون مجازر هذا النظام الحواري، وأذانهم في فضاءات العالم لنظام والغٍ في دماء شعبه: يالّلا ارحل يابشار، ارحل عنّا بلا حوار. اسمع صرخات الثوار، تأخرت كثيراً وفاتك القطار، ويالّلا ارحل ياجزّار..!!

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع