..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

من الذي سيدفع ثمن التقارب الأمريكي الإيراني؟

أفق أولوطاش

١٩ يناير ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2834

من الذي سيدفع ثمن التقارب الأمريكي الإيراني؟
إيران وأميركا 00.jpg

شـــــارك المادة

عادت مياه العلاقات إلى مجاريها بين الأصدقاء القدامى إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وقد كانت إيران في أيام حكم الشاه الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية، ثم توترت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران عقب الثورة الإيرانية في عام 1979 وخاصة بعد قضية الرهائن، ومن ثم دعم الولايات المتحدة للعراق في حربه مع إيران مما أدى إلى فتور العلاقات بين الدولتين لأكثر من 35 عامًا.

كان لاحتجاز إيران لستين دبلوماسيًا أمريكيًا لمدة 444 يومًا تأثير عميق على العلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وقد ساهمت هذه الأزمة في هزيمة كارتر في انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 1980 وفوز رونالد ريغان. وبعد فشل المخابرات الأمريكية في إنقاذ الرهائن ارتفعت أسهم الخميني في ذلك الوقت، حيث تركت أزمة الرهائن أثرا عميقا قي الرأي العام الأمريكي، لتنعكس بدورها على السياسة الأمريكية ضد إيران، حيث أن التغير في إيران أفقد الولايات المتحدة أهم قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط.

في هذا الإطار لا بد من الحديث عن طبيعة العلاقة بين إيران والولايات المتحدة أيام الحرب العراقية الإيرانية، فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة كانت تقف إلى جانب العراق في الحرب مع إيران، غير أنها كانت تبيع السلاح لإيران وتقوم بتدريب الإيرانيين حتى أن إسرائيل كانت تساهم مع إيران في قصف العراق، وهنا نجد أن أهم حليف لأمريكا في المنطقة وهو إسرائيل تحارب إلى جانب إيران، حتى يمكننا القول إن إسرائيل كانت بالنسبة لإيران دولة ذات مكانة خاصة، في وقت لم تكن تملك فيه أي علاقات دبلوماسية مع دول الجوار وترى في العراق تهديدا حقيقيا على أمنها.

وبعد تلك الحرب بدأت العلاقات بين إسرائيل وإيران بالتوتر، فيما شهدت العلاقات بين أمريكا وإيران تقاربا ملحوظا، وفي اعتقادي فإن هذا التقارب بدأ بعد احتلال الأمريكان للعراق، إذ تحالفوا مع القوى التابعة لإيران في العراق من أجل ما يعرف في ذلك الوقت من محاربة تنظيم القاعدة، ومن ثم تم الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية على تعيين المالكي رئيسا للوزراء في العراق في 2006، فتمكين إيران لقضيتها في العراق كان سببه دعم الولايات المتحدة الأمريكية لها.

كما أن الدورة الرئاسية الثانية لباراك اوباما شهدت تقاربا ملحوظا بين إيران وأمريكا خاصة بعد انتخاب روحاني للرئاسة في إيران، كما يلاحظ أن التقارب بين الولايات المتحدة وأمريكيا جاء على الرغم من اعتراض حلفيا الولايات المتحدة الرئيسيان في المنطقة إسرائيل والمملكة العربية السعودية، حيث بدأت تدرك إيران أهمية التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية. فقامت بحل الخلاف على الملف النووي مع الولايات المتحدة الأمريكية وأنهت أزمة استمرت 35 سنة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

فبعد رفع الحصار عن إيران وحل الأزمة مع الولايات المتحدة الأمريكية بدأت إيران بالتوغل أكثر في الساحة السورية، الأمر الذي يثير قلق كبير حول مصير الشرق الأوسط في ظل التوغل الإيراني بعد أن سيطرتها على العراق وهي الآن تسعى إلى السيطرة على سوريا.

 

 

صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع