..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الهدنة معايدة للأسد!

طارق الحميد

٢٣ أكتوبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3087

الهدنة معايدة للأسد!
1.jpg

شـــــارك المادة

كما هو متوقع لم يستطع المبعوث العربي والأممي لسوريا السيد الأخضر الإبراهيمي تحقيق أي شيء يذكر في جولته المكوكية بين دول المنطقة، وبالطبع سوريا، حيث فشل المبعوث الأممي في إقناع طاغية دمشق بشار الأسد حتى بمبادرة هدنة عيد الأضحى، حيث وضع لها الأسد شروطا كالعادة.

 

 

فالسيد الإبراهيمي، ومن دمشق، وبعد لقائه الأسد، دعا الثوار والنظام الأسدي إلى وقف القتال «بقرار منفرد خلال عيد الأضحى.. يبدأ متى يريد (كل طرف) اليوم أو غدا»، معتبرا أن دعوته موجهة إلى «كل سوري سواء كان بالشارع أو القرية» أو قوات الأسد والثوار!

بينما قال الأسد للإبراهيمي إن «أي مبادرة أو عملية سياسية يجب أن تقوم في جوهرها على مبدأ وقف الإرهاب، وما يتطلبه ذلك من التزام الدول المتورطة في دعم وتسليح وإيواء الإرهابيين في سوريا بوقف القيام بمثل هذه الأعمال»، مما يعني بلغة واضحة، وصريحة، وبعيدا عن اللغة الدبلوماسية، أن السيد الإبراهيمي قد فشل في دفع الأسد للقبول بالهدنة التي تم الترويج لها طوال الأيام الماضية، والآن يطالب المبعوث الدولي جميع الأطراف بأن تتطوع من قبلها «بقرار منفرد»، وليس مبادرة أو خلافه، وإنما «هدنة الراغبين» لوقف إطلاق النار!

والحقيقة أن هذا لا يعني فشل مبادرة السيد الإبراهيمي وحسب، بل إن مطالبة الثوار بوقف إطلاق النار بقرار منفرد ما هي إلا بمثابة هدية العيد لبشار الأسد، الذي لا يزال يطرح شروطا، ليس على الثوار السوريين، بل على كل العالم، في الوقت الذي يجب أن يسعى فيه الجميع الآن لجلب الأسد لمحكمة الجرائم الدولية.

وبالتالي، وبعد فشل مبادرة السيد الإبراهيمي لتطبيق هدنة عيد الأضحى فإن الواضح اليوم، وهو أمر واضح منذ زمان، أن جميع الحلول قد فشلت مع طاغية دمشق، فحتى وزير الخارجية التركي أقر بنفسه بأن سوريا قد تجاوزت الحل اليمني، أي أن وزير خارجية تركيا قد سحب حديثه السابق عن إمكانية أن يكون فاروق الشرع بديلا للأسد، وليس هذا وحسب، فها هو لبنان في مهب الرياح الطائفية على خلفية العملية الإرهابية التي استهدفت العقل الأمني لبيروت وسام الحسن، وهناك التحركات الإيرانية الأخيرة في شرق السعودية، وكذلك كشف الأردن عن عملية إرهابية ضخمة، ناهيك عما يحدث بالبحرين، وقبل كل ما سبق ارتفاع عدد القتلى من السوريين يوميا على يد قوات الأسد. كل ذلك يقول لنا إن إطالة عمر النظام الأسدي تعني تعقيدا أكثر للأوضاع، وأن المنطقة مرشحة للحظة انفجار، وفي عدة اتجاهات، مما يوجب الآن سرعة التحرك لدفن هذا النظام الإجرامي بسوريا. وهذا لا يتم إلا بتسليح الثوار، ومن خلال تحالف الراغبين عربيا ودوليا الآن وليس بانتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية التي اقتربت، فالأسد لا يقبل بهدنة، ويسابق الزمن لبعثرة كل الأوراق قبل الانتخابات الأميركية.

ملخص القول أن مهمة الإبراهيمي فشلت، ولا مجال لمنح الأسد مزيدا من الفرص، أو الهدايا.

 

المصدر: الشرق الأوسط

تعليقات الزوار

..

Abdeljalil Abu soufien - المغرب

٢٧ أكتوبر ٢٠١٢ م

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المصطفى الصادق الأمين، ولا عدوان إلاّ على الظالمين، أما بعد
أيها السوريون الكرام ، أوصيكم بالاندفاع دوماً إلى الأمام، لاهدنة مع من دمّر البلاد وكثّر من الأيتام ، لا تطلبوا المعونة من الحكّام فإنّ أكثرهم لئام ، فرؤساء وملوك أمتنا إمّا طغاة وإما أقزام ، أسودٌ علينا وعلى الأجنبيِّ ضباعٌ سقام. لن يحنوا عليكم
أتحنو عليك قلوب الورى = إذا دمع عينيك يوما جرى؟ 

وهل ترحم الحمل المستضام = ذئاب الفلا وأسود الشرى؟

وماذا ينال الضعيف الذليل = سوى أن يحقر أو يزدرى؟

فكن يابس العود صلب القناة = قوي المراس متين العرى

ولا تتذلل لبغي البغاة = وكن كاسراً قبل أن تكسرَا

إذا كنتَ ترجو كبارَ الأمورِ = فأَعْدِدْ لها هِمّةً أكبرَا

طريق العُلا أبدا للأمامِ = فويحك هل ترجع القهقرى؟

وكلُّ البَريَّة في يقظةٍ = فويلٌ لمن يستطيبُ الكرى
أخوكم 
عبد الجليل، المغرب

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع