عبد الوهاب بدرخان
تصدير المادة
المشاهدات : 3391
شـــــارك المادة
ماذا قال بشار الأسد، وعلي خامنئي، وحسن نصرالله، وفلاديمير بوتن، وباراك أوباما للعالم في نهاية 2015؟
قالوا: إنهم قبلوا خلال خمسة أعوام بأن يُقتَل السوريون بالرصاص وقذائف الدبابات والمدافع عندما يتظاهرون سلمياً، بالذبح العاري في مجازر اقتلاع السكان، بالتعذيب في المعتقلات، بالصواريخ الباليستية، بالبراميل المتفجّرة، بالسلاح الكيماوي، بالطائرات الروسية.. وها هم يقبلون الآن بأن يموت سوريون جوعاً، فهذا مجرّد حمولة إضافية لن ترهق ضمائر سبق أن تجرّدوا منها، ومن أجل ماذا يقبلون جريمة ضد الإنسانية كهذه؟
من أجل أن يبقى نظام خَشَوْا دائماً «بدائله»: المجهول، الفوضى، الإسلاميين، كما توقعوا، أو الارهابيين كما حذّر النظام نفسه، بعدما صنع الإرهاب ثم راح يطلق النداءات ويرسل الدعوات إلى الراغبين في محاربته!. حوصر السكان المدنيون في بلدتي مضايا وبقين، وأحيطوا بالألغام، مُنعوا من الخروج، لم يُترك لهم سوى خيار واحد: الموت جوعاً، وعندما أرسلت اليهم الإغاثة قبل أربعة شهور لم يُسمح للهيئات بأن توفّر لهم أكثر من نصف ما كانوا يحتاجون إليه فعلاً، ومنذ بداية ديسمبر الأخير أشعلت منظمة «أطباء بلا حدود» الضوء الأحمر، لم يبقَ لديهم شيء، انعزل المسنّون ينتظرون الانطفاء بصمت، لكن صراخ الأطفال ظلّ يقضّ المضاجع، ولم يهتم أحد لبيانات تعلن أن قافلة الموت جوعاً قد انطلقت، كان الظنّ أنها تبالغ أو تحاول استباق المحظور، قضى بضع عشرات قبل أن تخرج أخيراً تلك الصور التي لا يمكن تكذيبها، يحدث هذا في وجود «دولة عظمى» هي روسيا باتت شريكة للنظام وحلفائه الإيرانيين و»حزب الله» في حصار هؤلاء السكان واستدراجهم إلى موت محقق.
تبرير هذه الجريمة لا يقلّ فظاعةً عن ترك الناس يقضون جوعاً، والأكثر بشاعة أن يُصار الى التمييز بين حصار تجويعي غير مقبول وآخر مقبول، الأول؛ لأنه يقتل بشراً من «طرفنا» والثاني لأنه يضرب «الطرف الآخر». فالتجويع للقتل هنا يصبح مجرد وجهة نظر، مجرد تفصيل حربي له ما يبرّره. و
طالما أنه يحصل في نطاقٍ ومكانٍ محدّدين فمن السهل اتخاذه مادة للتحليل والتحاجج: «هل رأيت ما يحصل في مضايا؟».. «نعم، ولكن سمعت عن الفوعة وكفريا».. «لم يمت أحد جوعاً فيهما».. «لكنهما محاصرتان لأنهما شيعيتان».. «ومضايا والزبداني وبقين لأنها سنّية».. «هل تتوقّع من الأسد أن يُطعم من يحاربه».. «لكن من يموتون مدنيون».. «إنهم يخيفونه أكثر، ويعاقبهم لأنهم يحتضنون من يحاربونه»! هذا النمط من النقاش يبدأ من «تفهّم» متبادل لفعل التجويع وينتهي إليه، بل من حقيقة أن قذارات الحروب تبقى أفضل الوسائل لإراحة الضمائر وتنظيفها. لم تعد هناك روادع للعقول والقلوب، وعندما تنتفي الأخلاقية في التعامل داخل البلد الواحد والمجتمع الواحد يصبح التفكير مجرّد التفكير في المستقبل مفزعاً، ورغم موافقة نظام دمشق أخيراً على إدخال الإغاثة إلى مضايا، فقط بالتزامن مع إغاثة الفوعة وكفريا، فإن السكان مطالبون بأيام جوع إضافية ومزيد من الانتظار وربما مزيد من الموت، بسبب تعقيدات الترتيب والتنسيق، هذا حُكمٌ وحاكمٌ يريدان تكريس بقائهما بفعل التجويع، مدعومين من جانب روسيا وأميركا وإيران و»حزب الله» لكن الأخير يعتبر اتهامه بحصار مضايا «حملة مبرمجة هدفها تشويه صورة المقاومةّ!».
العرب القطرية
باهمان نيروماند
محمد قواص
أنور مالك
سعد محيو
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة