زياد الشامي
تصدير المادة
المشاهدات : 6400
شـــــارك المادة
لا شك أن عجبا كبيرا سينتاب كل من يسمع جنرالات طهران وهم يستمرون في الحديث عن عدائهم المزعوم لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهويني، بعد الذي كشفته الثورة السورية وأحداث المنطقة من تواطؤ وتحالف ظاهر بينهم وبين اليهود والغرب ضد أهل السنة عموما وأهل الشام على وجه الخصوص.
أما حديث جنرالات وملالي الرافضة عن البعد الأخلاقي في عدوانهم السافر على الأبرياء من النساء والأطفال في كل من سورية والعراق واليمن، ومحاولة إضفاء نوع من الشرعية أو القيم الإنسانية النبيلة كرفع الظلم عن المقهورين ونصرة المستضعفين على حربهم المعلنة ضد أهل السنة فهو حديث يدعو إلى الاشمئزاز من حجم الوقاحة التي وصل إليها هؤلاء، ودرجة الدجل والكذب الذي انحدروا إليه.
فبالأمس خرج علينا نائب القائد العام لقوات حرس ما يسمى "الثورة الخمينية" العميد "حسين سلامي" في كلمته قبيل خطبة صلاة الجمعة بالعاصمة طهران ليفتري كذبا بات مكشوفا ولم يعد يصدقه إلا السذج من الرافضة الذين تنازلوا مجانا عن عقولهم منذ اليوم الأول الذي اتبعوا فيه عقيدة باطلة زائفة تعتمد على الخرافات والأباطيل والأكاذيب بما لا يخفى على ذي عقل وعلم.
لقد كرر "سلامي" أسطورة العداء المزعوم بين طهران من جهة وأمريكا والغرب والكيان الصهويني من جهة أخرى، بينما حقائق التاريخ تثبت أن إيران هي من سهل احتلال أمريكا لكل من أفغانستان والعراق، كما أن ما يجري في كل من العراق وسورية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك تحالفا أمريكيا صهيونيا صفويا كامل الأركان، وأن "سلامي" يمارس كذبا مفضوحا معهودا من أمثاله من جنرالات وملالي طهران.
فمن المعلوم أن القوات الرافضية المهيمنة على ما يسمى "الجيش العراقي" تحارب ما يسمى "تنظيم الدولة الإسلامية" بغطاء جوي من التحالف الدولي الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي فهناك تنسيق كامل بين الرافضة و واشنطن في العراق فأين هو العداء الذي يدعيه جنرالات طهران؟!
وأما في سورية فقد بات التنسيق بين حليف الرافضة وطاغية الشام "روسيا" وبين الكيان الصهيوني على قدم وساق، فهناك تبادل للمعومات وتنسيق عسكري على أعلى المستويات بين الجانبين، وهو ما يؤكد أن العداء الرافضي المزعوم للكيان الصهيوني ما هو إلا استهلاك إعلامي وتلميع لصورة الرافضة التي كانت ترفع شعار "المقاومة والممانعة" الكاذب للكيان الصهيوني منذ عقود.
وإذا كان دجل جنرالات طهران بما يخص عداءهم المزعوم للكيان الصهيوني وأمريكا بات مستنكرا ومستهجنا وغير مقبول بعد ما جرى ويجري في كل من سورية والعراق وغيرها، فإن الأنكى من ذلك والأدهى والأبعد عن الحقيقة والواقع والأدعى للسخرية والاستهجان، هو محاولة إضفاء نوع من القيم والأخلاق على عدوانهم السافر على الأبرياء من أبناء اهل السنة في المنطقة.
فقد زعم "سلامي" -كذبا وبهتانا- أن بناء قدرات إيران الصاروخية ستستمر لمواجهة المجازر التي يرتكبها الصهاينة بحق أبناء الشعب الفلسطيني ، والدفاع عن أبناء اليمن المظلومين على حد زعمه، ونصرة أبناء الشعب السوري المسلم ، ومنع تدمير بيوت المسلمين في باكستان، ومنع احتلال البلدان الإسلامية......!!
كما ادعى أن مخازن صواريخ طهران ومئات الأنفاق الطويلة المليئة بالعتاد... جميعها معدة للإطلاق دفاعا عن عزة واستقلال وحرية الشعب الإيراني والمسلمين في العالم....!!
والحقيقة أن من يطلع على ما تفعله طهران في كل من سورية والعراق واليمن، يتأكد له أن ترسانتها العسكرية لم تكن يوما ضد الكيان الصهويني أو أمريكا والغرب كما تزعم، ولا دفاعا عن المسجد الأقصى وأهل غزة كما تدعي، ولا لنصرة المظلومين والمستضعفين... وإنما أعدت خصيصا لحرب أهل السنة، ولتنفيذ أحلامها التوسعية لاستعادة ما يسمى "الامبراطورية الفارسية البائدة".
ففي سورية وثقت الكثير من منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية مئات الجرائم والمجازر التي ارتكبتها المليشيات الرافضية بحق نساء وأطفال الشعب السوري الثائر ضد طاغية الشام، والتي يندى لها جبين الإنسانية... فهل هذه الممارسات الوحشية باتت تسمى في عرف جنرالات طهران "نصرة الشعب السوري المسلم"؟!!
وفي اليمن يتساقط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح جراء القصف العشوائي الحوثي المدعوم من إيران على مدينة تعز وغيرها، ناهيك عن آثار الحصار المفروض على المدينة الذي ينذر بكارثة إنسانية وشيكة، حيث حذر برنامج الأغذية العالمي من التدهور السريع للأوضاع الإنسانية في تعز، وأكد أن المدينة ومحافظات أخرى على عتبة المجاعة جراء الحصار الحوثي الآثم.
وأما في العراق فقد نقلت وسائل الإعلام الكثير من مشاهد جرائم المليشيات الرافضة وما يسمى "الحشد الشيعي" بحق أهل السنة، والتي وصلت إلى حد حرق الكثير منهم وهم أحياء!!
لا أدري كيف يمكن أن تصل الوقاحة عند جنرالات طهران إلى حد زعم أحدهم أن إيران باتت اليوم السند الحقيقي لكافة الشعوب الإسلامية... بينما الحقيقة أن أتباعها من السذج والمرتزقة يعيثون في بلاد المسلمين قتلا وتدميرا وتهجيرا ممنهجا، كما لا أدري على من يكذب أمثال "سلامي" هذه الكذبة الكبرى التي لم يعد يصدقها إلا السذج من الرافضة الذين يُستخدمون وقودا لأطماع الطبقة الحاكمة في طهران.
المسلم
أبو طلحة الحولي
أسامة أبو ارشيد
ماجد كيالي
أحمد موفق زيدان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة