محمد مرعي مرعي
تصدير المادة
المشاهدات : 2867
شـــــارك المادة
رفض "أدولف هتلر" وجيشه قصف وتدمير مدرسة الباليه والمشافي والمدارس والكنائس في سان بطرسبرغ والمدن الروسية الأخرى حين كان يحتلها ويحاصرها خلال الحرب العالمية الثانية، وحين سؤل عن السبب أجاب بأن: شرفه العسكري لا يسمح له بقتل الأطفال والمدنيين وتدمير المنشآت المدنية لأنه شجاع يقاتل الجنود على جبهات القتال فقط.
وعندما دخل جيش الحلفاء الغربيين إيطاليا بقيادة الجنرال "هارولد الكسندر" آمر الجيشين الأمريكي والإنكليزي لتحرير روما من الفاشية لم يقبل بقصف أو تدمير أي مدرسة أو كنيسة أو مشفى لأن أخلاقه العسكرية لا تسمح له بفعل ذلك كما ذكر آنذاك. وعندما احتلت قوات المانيا باريس بقيادة الجنرال "شبونيك" قائد فرقة المشاة بعد استسلام فرنسا عام 1940 ، لم يقبل ذاك الجنرال بتدمير أي موقع أثري أو حضاري في باريس كونها ملك للبشرية كما قال.
هؤلاء القادة في زمن الحروب التدميرية لم يقبل أي منهم بتدمير أية منشأة مدنية أو أثرية أو خدمية للمجتمع ولم يأمر أيا منهم بقتل مدني أو طفل أو امرأة لأنهم قادة باستحقاق ولو في زمن الحروب العالمية الكبرى، وكانوا يستطيعون فعل ذلك ولا أحد يمنعهم أو يحاسبهم على أفعالهم الحربية.
بالمقابل، عندما بدأ بوتين روسيا حربه على الشعب السوري الثائر ضد سلطة آل الأسد التي يحميها هو وحلفائه في إيران فارس وشيعتها في الحروب الدينية المقدسة، كان أول هدف لطائراته مدرسة في جبل الزاوية في محافظة إدلب، ثم تتالت بطولات جيشه بقصف وتدمير المساجد، والمدارس، والمشافي، والأسواق الشعبية، والمخابز، ومحطات المياه والكهرباء، وصوامع الحبوب، ثم أمر طائراته وقواعد صواريخه بقصف القلاع والأبنية الأثرية التي تعود حضاراتها لآلاف السنين في مدينة تدمر وبصرى الشام والبارة في جبل الزاوية وقلعة سمعان في حلب وغيرها.
وللبيان: دمر جيش بوتين في مدينة جسر الشغور التي كان يقطنها 60 ألف نسمة، و5 مساجد، و4 مدارس، و2 مشفى، و2 فرن خبز، وسوق شعبي، ومحطة المياه ومحطة الكهرباء)، وكأنه مجرم حرب ملاحق على جرائمه وينتقم من الأوابد الحضارية العربية والإسلامية بل وغيرها في تلك المناطق ومن الشعب الثائر الذي تحداه مع حلفائه.
لقد عبّر بوتين روسيا عن أهدافه بأنه ينفّذ اختبارات تدريبية لجيوشه في بيئة حرب ملائمة في سوريا تخفيضا لتكاليف المناورات الحربية في أراضي روسيا، وكشف بأنه سيقصف ويدمّر كل بقعة أرض تحارب سلطة أجيره بشار الأسد ليبقيها في موقع الحكم، وهذا لا يقوله سوى رئيس عصابة مفلس.
بوتين كما حلفائه لم ولن يدرك أن إرادة الشعوب أقوى منه ومن كل عصابات جيوشه وحلفائه (كما حصل مع شعب روسيا نفسه في زمن هتلر، وفرنسا وأوروبا كلها ضد النازية ، وكما حصل مع شعوب فيتنام وأفغانستان والجزائر وجنوب أفريقيا وغيرها ضد قوى الاحتلال والجريمة عبر التاريخ).
واختتم بوتين بطولاته الخارقة بحماية خروج 2000 مقاتل من عصابات داعش من دمشق إلى الرقة في معقلها، تنفيذا لتحالف ضمني معها في حربهما المشتركة ضد الشعبين السوري والعراقي الثائرين.
فعلا، إنه هذيان الحاكم الصغير الذي لم يتمكّن من إخراج نفسه وعقدها النفسية المتجذّرة والمتنامية من حامل حقيبة شخصية لأسياده في بطرس بورغ حين كان ضابط مخابرات ومرافق لرئيس عمدتها إلى حاكم روسيا كلها ويحمل حقيبة شيفرة السلاح النووي الروسي. وسيبقى بوتين حاكما صغيرا لدولة كبرى عسكريا فقط، يزهو مختالا بقتل الأطفال والمدنيين السوريين وتدمير البنى المدنية التي تقدّم الخدمات لمعيشتهم، لكون جيوشه لا تتجرأ على مواجهة ثائر سوري واحد مع كل ما تمتلك من قوة عسكرية، ولن يصبح مطلقا قائدا يسجله التاريخ بأفعاله التي تتصف والنذالة.
يا له من زهو زائف لحاكم بلد يقتل الأطفال ويدمّر مدارسهم بهواجس الزعامة التي لا يستحقها.
ترك برس
ياسر الزعاترة
راتب شعبو
أحمد أبو دقة
خالد مصطفى
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة