أحمد موفق زيدان
تصدير المادة
المشاهدات : 2876
شـــــارك المادة
لم تبق موبقة عسكرية وسياسية واجتماعية و.. و.. و.. إلا وكشفتها الثورة الشامية، فالعالم الذي تشدق ولا يزال يتشدق بحق الشعوب بتقرير مصيرها ومستقبلها وهويتها وكيانها، هو نفسه الذي قرر في فيينا وفي غيبة عن الشعب السوري، مصيره وهويته وشكل دولته التي ينبغي أن يعيش فيها، والأنكى من ذلك أن الدول الصديقة للثورة والصديقة للعصابة الطائفية اتفقوا على شيء واحد هو إبعاد وتهميش الطرفين من الحديث عن نفسيهما ومستقبلهما، فكان الاتفاق في فيينا على تحديد هوية الدولة العلمانية، لكن الطرف الروسي خطا خطوة متقدمة لصالح العصابة الطائفية في الشام بطرح فكرة تضمين مواد في الدستور تحمي الأقليات، بينما الأغلبية التي تتعرض لإبادة عسكرية بكل معنى الكلمة ليس مسموحاً لها أن تدافع عن نفسها فضلاً عمن يوفر لها مستقبلاً آمناً، ناهيك عن عقود الذل والهوان والسجن والقتل والسحل الذي تعرضت له طوال الحكم الطائفي البغيض ...
اللافت أن الجميع يؤكد يوماً بعد يوم أنهم كانوا وراء كل عقود القتل والسحل والسجن الأسدي في الشام، وإلا فلماذا يدافعون عن العصابة اليوم؟ ولماذا يطالبون بالدولة العلمانية وحماية الأقليات، ويرفضون بحث مصير شخص واحد وإن لم يكن على حساب الشام وحدها بقدر ما هو على حساب المنطقة؟ ونحن نرى شظاياه تتطاير إلى تركيا ولبنان والأردن، بل وحتى أوروبا هجرة ولجوءاً.
يجتمعون في فيينا ويقررون، بينما الغزاة الروس يسرحون ويمرحون قتلاً وتشريداً ودماراً في حلب وحمص وإدلب ودرعا والجزيرة وغيرها، ولا بيان واحد مستنكر، ولا أحد مستعد أن ينعت العدوان والغزو الروسيين بصفته الحقيقية الواقعية، يحصل هذا والبعض يفرح بفتات يُلقى بين الفينة والأخرى عن خلاف روسي- إيراني، أو روسي- أميركي، وكأنه جزء من لعبة قديمة جديدة لتوفير إبر مخدرة للشعب المسكين الذي تخفف من التعلق من كل أسباب الأرض، ليهتف منذ يومه الأول «ما لنا غيرك يا ألله».
إذن ليس النظام الطائفي وحده الذي أسقط وصادر حق الشعب الشامي بتقرير مصيره فقط على مدى عقود، وإنما الإجرام العالمي كله اتفق وقرر وأعلن بكل وقاحة وبجاحة أن هوية الدولة هي دولة علمانية موحدة، هل هناك أوقح من هذا، فماذا أبقوا للشعوب، وهل تشكل هذه سابقة خطيرة في تحديد هوية الشعوب واختياراتها مستقبلاً؟!! ولكن إن كانت الأمم المتحدة تقوم بما هو أدهى وأمر، فلا تزال تعترف بالقتلة والمجرمين واللصوص، بل وتشهد على تطهير مذهبي وعرقي وطائفي، وتوزع أطعمة فاسدة بفساد مؤسستها، فماذا تنتظر من غيرها.
الوقاحة الروسية بلا حدود كالعادة، وقاحة لم يكن لها أن تجد طريقاً لم يكن ثمة عالم أوقح منها وتربة وهواء وماء دوليون يقوم على نمائها، فالروس بينما يقصفون ويدكون الشام مشافي ومدنين وبيوت آمنة، فإن العالم صامت صمت القبور، بل ومع هذا يطالب الغزاة الروس بتحديد هوية المعارضين الإرهابيين والمعتدلين، ليتوصلوا إلى أن كل من حمل السلاح ضد الطاغية هو إرهابي، أما من أجرم بحق السوريين على مدى عقود وقصفهم بكل ما يملك وما لا يملك بعد أن استكلب عليهم كل حثالات الأرض لقتلهم وسحلهم فهذا حمائم سلام ينبغي أن يكون شريكا بل ويقود عملية السلام بعد أن قاد حروب الدمار والقتل بحق العصاة المطالبين بحريته، لم لا وقد قرر مؤتمر فينا أن حرية السوريين مصادرة، فإن كان أسد صادرها، فقد صادرها إخوة له اليوم في فيينا.
لا أود الحديث عن تسريبات وأوهام قد تكون غير صحيحة من أن المعارض العلوي وحيد صقر مات بإبرة أُعطيت له في موسكو، ولكن هي فرصة لكل من يظن أن شمس الحل ستشرق من موسكو، فلا نعرف ماضيا ولا حاضرا ولا أظن مستقبلاً أن موسكو أشرق منها إلا الخراب والدمار والقتل ومصادرة حق الشعوب، الشمس لن تشرق إلا من مظانها، وقد اعترف كبار مثقفي الغرب قديماً بأن شمس الغرب سطعت من الشرق، واليوم لن تسطع شمس الشام وشمس العالم الذي يتحرر من نظام بال عتيق مجرم إلا من الشام، التي تناضل وتكافح وتقاتل ليس من أجلها فحسب وإنما نيابة عن البشرية كلها في تقرير المصير بعد أن صادره مؤتمر فيينا الذي سيظل وصمة عار في جبين الإنسانية وما أكثر وصمات عارها.
أخيراً وبعد الفوز الأردوغاني بالانتخابات، وقد هلل وفرح به كل مسلم غيور، لا بد من عاصفة حزم تركية حقيقية في الشام، كما حصل تماماً في اليمن، والمغامرات السياسية المحسوبة لا بد منها في كثير من الأحيان، أما التردد والاعتماد على الآخرين في أن يحلوا مشاكلنا، فهو حصان خاسر تماماً، فالحريق يقترب من تركيا لا سمح الله، وقديماً قال الشاعر العربي: إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا
العرب القطرية
علي حماده
أبو طلحة الحولي
خالد الدخيل
زياد الشامي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة