خالد مصطفى
تصدير المادة
المشاهدات : 2931
شـــــارك المادة
جاء التدخل العسكري المباشر لروسيا في سوريا من خلال طائرات مقاتلة متطورة وجنود على الأرض ليزيد من تعقيد الأزمة السورية المستمرة منذ 5 سنوات تقريبا, خصوصا وأنه جاء بعد فترة طويلة من توغل كبير للحرس الثوري الإيراني ومليشيات حزب الله اللبناني بشكل واضح ومعلن ومستفز لجميع دول الجوار التي ترى في وجود نظام الأسد خطرا داهما ليس فقط على الشعب السوري ولكن أيضا على جميع دول المنطقة بعد أن ألقى بنفسه في أحضان المخطط المجوسي الرافضي.
التدخل الروسي المباشر جاء بعد دعم كبير من موسكو بالسلاح والعتاد لنظام بشار الأسد متجاوزة في ذلك جميع العقوبات والمحاذير الغربية والأممية وهو أحد أسباب صمود نظام الأسد حتى الآن أمام هجمات الثوار الذين فرض عليهم حصار كبير حتى لا يحصلون على السلاح اللازم لمواجهة مليشيات الأسد المدججة بالسلاح.
في الأيام الماضية نفذت مقاتلات روسية مذابح مروعة ضد المدنيين السوريين يثت صورها مواقع التواصل الاجتماعي, واستغلت قوات الأسد الغطاء الجوي الروسي لكي تهاجم القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة الثوار وقامت بتهجير عشرات الآلاف من السوريين المذعورين من القنابل والبراميل المتفجرة والمحرمة دوليا وهو ما زاد من تدهور الوضع الإنساني في سوريا أكثر من ذي قبل وسط صمت دولي مطبق حتى أن موسكو وقعت على وثيقة للتنسيق مع أمريكا لشن هجمات في سوريا بعد أن كانت قد احتجت في البداية على التدخل الروسي يعني التدخل أصبح معتمدا ومشروعا!.
أمام هذه الاعتبارات خرج تصريح جريء من وزير الخارجية القطري خالد العطية لم يستبعد فيه للمرة الأولى التدخل العسكري في سوريا لحماية الشعب السوري من وحشية نظام الأسد, مشيرا إلى أن هذا الامر قد يتم بالتعاون مع السعودية وتركيا, مؤكدا أن بلاده لا تملك أية مصالح ولا أجندة في سوريا, في إشارة للتدخل الإيراني والروسي لصالح نظام الأسد.
طبعا هذه التصريحات وقعت كالصاعقة على رأس نظام الأسد الذي هدد وتوعد ولكن هذه التهديدات أظهرت حجم الفزع الذي أصابه جراء هذه التصريحات.
إن هذه التصريحات لم تأت من فراغ ولكنها جاءت بعد تدخل خليجي وعربي نوعي في اليمن ضد الانقلابيين الحوثيين المدعومين من طهران والذين كانوا قد استولوا على معظم أراضي البلاد وأوشكوا على إقامة دولة رافضية تدين بالولاء لإيران وتهدد دول حدود الخليج بشكل مباشر..
وكان هذا التدخل الغير متوقع من طهران نقطة تحول كبيرة في المعركة حيث تكبدت مليشيات الحوثيين وصالح خسائرة كبيرة وانسحبت من مناطق واسعة في ضربة قوية للمخطط المجوسي الشيعي.
الارتباك الذي ظهر على إيران من خلال ردود فعل متناقضة على هذه التدخل كشف عن أن رهان طهران الرئيسي ليس على مزاعم القوة التي تتشدق بها بشكل دائم ولكن على قدرتها على الفعل وتردد غيرها في ذلك؛ لذا عندما بادر التحالف بالفعل في اليمن سقطت طهران في ورطة كبيرة ولم تتمكن من الرد.
هذه النقطة تحديدا هي التي أظهرت أهمية الفعل في سوريا بعد فترة طويلة من التردد والتصريحات فإيران تدخلت بكل شيء وكذلك حزب الله والآن روسيا وكل هؤلاء يؤكدون على ضرورة الحفاظ على مصالحهم إذن أين مصالح دول الخليج وتركيا في هذه المنطقة الملتهبة والتي صدرت ملايين اللاجئين للعالم كله في أزمة غير مسبوقة.
إن مواصلة الآلة العسكرية الروسية والإيرانية احتلالها للأراضي السورية وانتهاكها لآدمية الإنسان السوري يحتاج إلى وقفة من دول المنطقة قبل أن تزداد الأمور سوءًا ويصعب تداركها وبما أن الدول الغربية وأمريكا لها حسابات مختلفة كما يظهر فإن الفعل في سوريا كما جرى في اليمن هو الحل لوقف العدوان على الشعب السوري وهو ما أشار إليه الوزير القطري وألمح إليه وزير الخارجية السعودية عادل الجبير عندما قال: إن بشار الأسد مغناطيس جلب المقاتلين الأجانب إلى داعش، وهو السبب في انتشار داعش في سوريا. وأضاف: "علينا إبعاد الأسد إذا أردنا القضاء على داعش"..
هذه هي الحقيقة فالخطر الحقيقي في الأسد ونظامه وما داعش إلا عرض عن هذا الخطر وليس العكس كما تريد أمريكا أن تقنع العالم لأسباب لم تعد خافية على أحد.
المسلم
جورج سمعان
فيصل القاسم
جمال خاشقجي
عبد الغني محمد المصري
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة