..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

بعد 16 يوماً من بدء "الغزو" الروسي لسوريا ما الذي تحقق؟

ميسرة بكور

١٧ أكتوبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6086

بعد 16 يوماً من بدء
بكور 00.jpg

شـــــارك المادة

بوتين يشكو من انتقادات واشنطن على خلفية العدوان على سوريا، ويعتبر أن اتهام واشنطن والغرب له بقصف المعارضة السورية فقط دون توجيه أي ضربات حقيقية لتنظيم "الدولة"، شيئاً مؤسفاً على حسب وصفه.

وهاهو بوتين نفسه "ينعي" المقترح الذي قدمته موسكو لعقد لقاء دولي من أجل تسوية القضية السورية.

وزف لنا وزير خارجيته "لافروف" أن واشنطن رفضت استقبال الوفد الروسي، واعتذرت عن إرسال وفد أمريكي.

وبدأ عديد من الخبراء الاقتصاديين ينشرون تقاريرهم ويشككون في إمكانية استمرار روسيا في غاراتها الجوية على سوريا لمدة تزيد عن أربعة أشهر، وأن "تكلفة الغارات الجوية والطلعات الجوية العسكرية غير القتالية، نحو مليوني دولار يوميّاً على الأقل".

من جانبها قامت أمريكا بتزويد بعض الفصائل المعارضة لا سيما "الكردية" منها بخمسين طناً من السلاح، والمؤشرات تشير إلى أن السعودية ستحذو حذوها خاصة بعد التنسيق الأخير مع تركيا.

مع نهاية شهر أيلول/سبتمبر وبداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر، شنت الطائرات الروسية أولى غاراتها على الأراضي السورية، معلنة بذاك انضمامها لمحور الشر الذي تقوده إيران بالتعاون مع مليشياتها في المنطقة (حزب حسن نصر الله اللبناني، ومليشيا أبو الفضل العباس، وملحقاتهم).

محاربة "الإرهاب" ذلك العنوان الفضفاض الذي فصلته روسيا ليتناسب مع حربها الحقيقية ضد الفصائل السورية المنضوية تحت قيادة الجيش الحر أو المستقلة منها والمنضوية تحت لواء جيش"لفتح ".

ثم لنكتشف أمراً مثير للجدل والضحك معاً؛ وهو ما صرحت به الكنيسة الأرثوذكسية الروسية حيث اعتبرت أن القوات الروسية تخوض حرباً مقدسة ضد "الإرهاب" في سوريا.

ثم نكتشف أن السيد بوتين رئيس الاتحاد الروسي أرسل قواته للدفاع عن الأمن القومي الروسي في سوريا، ثم ليقولها بكل وضوح نحن في سوريا لدعم حكومة الأسد الشرعية.

وما زال السيد "فلاديمير بوتين" ووزير خارجيته السيد "لافروف " يكرران نفس الجملة ويعملان على تسويقها لدى المجتمع الدولي، على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية التي صدعت رؤوسنا بعبارة الأسد فقد شرعيته.

بيد أن شرعية بشار الأسد التي لا يعترف بها إلا النظام الروسي والإيرانيون، قد اكتسبها من خلال قيامه بتهجير ما يقرب من اثني عشر مليون سوري، وذبح ربع مليون سوري آخر، واعتقال أكثر من ربع مليون في سجونه دون تهم أو محاكمة وآلاف المغيبين قسراً مجهولي المصير، وتدمير أكثر من نصف سوريا فوق رؤوس سكانها.

بغض النظر عن مشروعية الغزو الروسي لسوريا أو شرعية الأسد، ما الذي استطاع الغازي الروسي القادم من وراء البحار أن يفعله في ساحة الميدان، وهو المتحكم بكامل تفاصيل المعركة في سوريا، وخاصة في حاضنة نظام الأسد "المناطق الساحلية"؟.

ها نحن قد دخلنا الأسبوع الثالث للغزو الروسي وعدوانها على الثوار السوريين؛ دعماً لمليشيا بشار الأسد.

رغم أن روسيا جاءت بترسانة ضخمة من العتاد العسكري وأحدث طائراتها العسكرية وبوارجها الحربية، وعسكرت في الساحل السوري، وأنشأت غرفة معلومات مشتركة في العراق مع إيران والعراق ونظام الأسد.

- على الصعيدين العسكري والسياسي:

على الصعيد العسكري والميداني لم تستطع روسيا إعادة تمكين ميليشيا الأسد من السيطرة على أي بقعة أرض من التي كانت تحت سيطرة الثوار أو الفصائل المسلحة المناهضة لنظام بشار، فما إن يعلن المتحدث العسكري باسم مليشيا بشار الأسد عن سيطرة مليشياته على قرية أو حي من مدينة في ريف حماة أو اللاذقية، حتى تشن فصائل الجيش الحر هجوماً معاكساً تسترجع فيه كل ما خسرته، وتكسب أسلحة جديدة من مليشيات النظام التي فرت وتركت سلاحها.

وليس ببعيد عنا ما حدث في ريف حماة "مجزرة الدبابات"، والمصادر الميدانية تتحدث عن مقتل ما يزيد عن "أربع مئة" عنصر من المليشيات متعددة الجنسيات التي تقاتل إلى جانب مليشيا الأسد، مدعومة بالطائرات الروسية.

ومن جهة آخر فشل استعراض القوة الذي حاولت روسيا أن تستعرضه من خلال قصفها للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، من بوارجها الحربية المتمركزة في بحر قزوين، حيث أفادت مصادر متطابقة ومنها بيانات رسمية صادرة عن الإدارة الأمريكية بأن صواريخ روسيا الاستعراضية المجنحة تساقطت في إيران، وأحد عشر منها من أصل ستة وعشرين أصاب أهداف المعارضة، بمعدل أقل من النصف، وهو فشل وفضيحة عسكرية .

كما أن تحرش طائراتها الحربية بتركيا وانتهاك مجالها الجوي لم يجر تركيا لتهور والدخول في الحرب العبثية التي يشنها بوتين ضد الثوار السوريين، هذا ما أكدته المصادر التركية والبريطانية والأمريكية.

ما استدعى إدانة حلف الأطلسي الذي تضامن مع تركيا وشجب هذا التجاوز، وأعلن أنه مستعد لحماية حليفته تركيا.

من جهة أخرى لم يتمكن الروس من إجبار الأمريكيين على الخضوع والتنسيق معهم لمحاربه ما يسمونه "الإرهاب"، حيث تدرك كل دول التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة، داعش" أن روسيا تحارب الثوار دعماً لنظام متهالك، ارتكب من المجازر ما لم يسبقه إليها أحد في العصر الحديث.

 من الناحية السياسية:

لم يتمكن الروس من فرض رؤيتهم للحل السياسي في سوريا على أساس بقاء الأسد ومحاربة الإرهاب، ولم يتمكنوا أيضاً من ضم دول أخرى لتحالفهم الرباعي هذا.

هاهو وزير الخارجية السعودي يقولها من موسكو لا مكان للأسد في سوريا بعد أن ارتكب كل هذه الجرائم بحق السوريين.

وكذلك فعلت أمريكا وقالها أوباما لا يمكن القضاء على تنظيم "داعش" دون إزالة نظام الأسد، الذي سبق وأن وصفه بسفاح الشام.

باختصار مكثف نقول، ونحن في الأسبوع الثالث للغزو الروسي لسوريا، إن هذا الغزو فشل حتى الآن بتحقيق أي هدف من أهدافه المعلنة كمحاربة الإرهاب، وتمكين نظام الأسد من استعادة المناطق التي يسيطر عليها الثوار، ولم يستطع أن يجر المجتمع الدولي لحرب بالوكالة أو القبول برؤيته السياسية.

هاهم الأمريكان يعلنون عن رفع مستوى التسليح لبعض فصائل المعارضة، وقامت طائراتهم بإلقاء خمسين طناً من السلاح على المليشيات الكردية والكتائب العربية التي سبق وأن قاتلت معها في عين العرب.

قد يكون الإنجاز الوحيد الذي حققه "الغزو" الروسي على سوريا قتل ما يزيد عن "مئَتَيْنِ" مدني نصفهم من النساء والأطفال العزل، ومزيد من الدمار والخراب، وأعداد متزايدة تدق أبواب أوروبا هرباً من الغارات الروسية.

والضغط الاقتصادي يزداد على روسيا نتيجة الحرب، وهي التي تعاني أصلاً من انهيار اقتصادي نتيجة العقوبات الدولية.

بينما يبدو بكل وضوح أن الثوار السوريين ومعهم الفصائل المسلحة، قد تمكنوا من استيعاب التدخل الروسي وبدؤوا يتكيفون معه، ويكبدون المليشيات خسائر كبيرة في العتاد والرجال منهم قادة من العيار الثقيل، وضباط الحرس السوري الإيراني وقيادي كبير في حزب الله اللبناني.

وأعلنوا بدء معركة استكمال تحرير محافظة حماة.

 

 

 

الخليج أونلاين

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع