..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الاستهداف الإعلامي للجهاد الشامي

زياد الشامي

٥ أكتوبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5532

الاستهداف الإعلامي للجهاد الشامي
العربية 000.jpg

شـــــارك المادة

لم ينجُ الجهاد الشامي من الحملة الإعلامية الغربية المحمومة ضده منذ بداية الثورة السورية وحتى الآن, في محاولة لتشويه صورته والتشويش عليه عبر عدة مسارات, كان أولها وصم جميع الفصائل المقاتلة ضد طاغية الشام ذات الصبغة الإسلامية أو التطلع لتطبيق الشريعة الإسلامية مستقبلا "بالإرهاب" بشكل مباشر أو ضمني, فالفصائل الإسلامية التي لم تصفها تلك الوسائل الإعلامية "بالإهاب" علنا, وصفتها بالمتشددة والمتطرفة, ولم تصنفها ضمن اسم "المعارضة المعتدلة" على أقل تقدير, مما يعني أنها ضمنيا "متطرفة".

ولم تتوقف حملة الإعلام الغربي عند هذا الحد, بل راح يمارس وسائله الخبيثة على تلك الفصائل إعلاميا, من خلال التظاهر إعلاميا بمساندة ساسته للمعارضة المسلحة ضد الطاغية في دمشق, والإعلان عن الدعم الوهمي الذي يُقدم لتلك الفصائل..... بينما الواقع يؤكد أن الأسلحة النوعية تم منع وصولها بضغوط غربية إلى هذه الفصائل بشتى الذرائع, كما تم منع إقامة منطقة آمنة للسوريين رغم الحاجة الشديدة إليها في ظل استمرار مجازر النظام بحق المدنيين.

لتأتي المرحلة الأخيرة من حملة استهداف الإعلام الغربي للجهاد الشامي بتسليط الضوء على ممارسات ما يسمى "داعش", والتركيز الإعلامي المنقطع النظير على المقاطع الهوليودية لقتل بعض أسرى "التنظيم" ورهائنه, للتشويش على الجهاد الشامي الصحيح, والتشكيك بشرعيته وأهدافه الواضحة المحددة, والمتمثلة برفع ظلم وطغيان النظام النصيري الصفوي عن أهل الشام.

لم تكن وسائل الإعلام الغربية هي الوحيدة التي شنت هذه الحملة منذ بداية الثورة السورية, بل رافقها في ذلك الإعلام التابع لها والناطق باللغة العربية في بعض الدول العربية والإسلامية, ممن قد يكون خطره أشد وأنكى من خطر الإعلام الغربي, نظرا لدسه السم لا أقول بالعسل, لأنه ليس في هذا الإعلام أي عسل, بل بات كله حنظلاً وعلقماً.

ولأن مجرد كلمة "الجهاد" كانت وما زالت تقلقل الغرب وتقض مضاجعه, نظرا لما يعلمه من أثر هذه الفريضة وفاعليتها على أرض الواقع -قديما وحديثا- إن تم التعامل معها على الوجه الصحيح كما هو مبين في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.... فإن الحرب المعلنة ضد هذه الفريضة لا تخفى على كل مسلم, خصوصا بعد أحداث 11 من سبتمبر 2001م.

ومن هنا فإن الإعلام الغربي ونظيره الناطق باللغة العربية لا يحتمل رؤية أي مشهد يمكن أن يعيد فريضة الجهاد إلى واقع حياة المسلمين من جديد, فكيف إذا كان هذا الجهاد في قلب بلاد الرباط "أرض الشام"؟! وكيف إذا كان علماء الأمة الثقات يدعون المجاهدين هناك إلى الثبات والوحدة والاجتماع لمواجهة التحديات المتلاحقة؟!

نعم... لا بأس من وجهة نظر وسائل إعلام أعداء الإسلام أن يتكالب على ثورة الياسمين كل أمم الأرض, وأن تدخل القوات الرافضية المجوسية لتعيث في الأرض المباركة فسادا, وأن يقصف النظام النصيري المساجد والمنازل فوق رؤس أصحابها, وأن يهجر نصف سكان سورية, وأن تتدخل روسيا أخيرا بعتادها العسكري المتطور لمنع سقوط الطاغية, وأن يكون ذلك التدخل تحت شعار "الحرب الصليبية الأرثوذكسية المقدسة", وأن تشن طائراتها –وسطيا– عشرين غارة يوميا على المدنيين وفصائل الجيش الحر والمعارضة السورية... فهذا ليس "إرهابا" من وجهة نظرها, بل هو لمكافحة "الإرهاب" الإسلامي المزعوم!!

أما أن يصدر عدد من علماء الأمة الثقات بيانا يستنكرون فيه التدخل الروسي العسكري ضد المدنيين والثوار على أرض الشام, ويدعون فيه أهالي الشام للثبات والصبر وعدم مغادرة أرض الرباط, ويطالبون فيه قادة الفصائل المجاهدة بالوحدة والاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف لمواجهة التحديات والعدو المشترك, ويدعون فيه الدول العربية والإسلامية دعم المجاهدين ماديا ومعنويا في أرض الشام لكونهم يدافعون عن الأمة جمعاء ... فهذا في نظر الإعلام الغربي والعربي التابع له تحريضا للنفير للجهاد حسب زعمهم!!

إن من يقرأ بيان عدد من علماء ودعاة السعودية حول عداون روسيا على سورية, والذي صدر أول أمس في نسخته الأصلية على بعض مواقع العلماء الموقعين على البيان الرسمية, ثم يقرأ نفس البيان -أو مختصر محتواه- على وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية, يجد اختلافات كبيرا, وتحريفا واضحا, وتشويها متعمدا لما جاء فيه, والغرض واضح بكل تأكيد: تشويه صورة الجهاد الإسلامي ومحاولة التشويش عليه.

ولا أدل على ذلك مما جاء في بعض وسائل الإعلام الناطقة بالعربية, والتي أوردت محتوى بيان العلماء بتحريف وتشويه واضح وفاضح, معتبرة أن فحواه تحريضا ودعوة للمسلمين "للنفير" والجهاد في سورية ضد النظام وداعميه... وهو ما لا يشير إليه البيان من قريب أو بعيد!!

وقد نوه إلى هذا الأمر أحد أبرز العلماء الموقعين على البيان الشيخ الأستاذ الدكتور ناصر بن سليمان العمر, حيث قال عبر تغريدة على صفحته الرسمية "تويتر": "بيانات العلماء تنشر في مواقعهم الرسمية ولا عبرة بما يرد في بعض وسائل الإعلام عنها, مع مايصحب ذلك من التحريف وتشويه المقاصد وسوقها في غير سياقها"

كما أكد في تغريدة أخرى مدى التحريف الذي قد يطال بيان العلماء من بعض وسائل الإعلام فقال: "بيان عدد من علماء ودعاة المملكة حول غزو الروس وإيران للشام يرسم منهجا شرعيا للتعامل معه، وليس فيه أي دعوة للذهاب إلى هناك "وقد خاب من افترى".

فإلى متى هذا الانحياز السافر من بعض وسائل الإعلام الناطقة بالعربية لأجندة الغرب؟! وإلى متى هذه المشاركة من بعض وسائل الإعلام العربية في استهداف الجهاد الإسلامي عموما والشامي على وجه الخصوص؟!
 

 

المسلم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع