فايز الصلاح
تصدير المادة
المشاهدات : 7386
شـــــارك المادة
- القتال حركة عنيفة تطيش فيها العقول وتضطرب فيها المواقف، إن لم تضبط هذه الحركة بتأصيل شرعي صحيح، وبشورى ذوي العقل الرجيح، فبالتأصيل يعرف الحق من الباطل وبالشورى تتميز المصالح والمفاسد.
- كلما كانت القيادة في القتال موغلة في التفرد والاستبداد بعيدة عن العلماء وأهل المشورة والرأي، كلما كانت أقرب للاختراق من أعداء الله، بل هذه الأوصاف تدعو للظن بها ظن السوء، وخاصة إذا بطشت بكل صوت مخالف لها كما حصل في الجماعة المسلحة الجزائرية وفي جماعات كثيرة مشابهة.
- من القضايا الخطيرة التي تكررت في كل قتال ضد عدو غازٍ كما في أفغانستان وغيرها، أو نظام حاكم كما في الجزائر وغيرها، هو عقد الآمال الطويلة العريضة على هذا القتال!!
ومثل ذلك ما يريده بعضهم من الجهاد الشامي، فإن هذا الجهاد سيكون منقذا للأمة من ذلها ونومها العميق!!
وهو الأساس الذي ستنطلق منه الأمة في بناء الدولة الإسلامية فالخلافة، ثم تحرير الأراضي المحتلة وخاصة فلسطين، وقبل ذلك إسقاط الطواغيت الجاثمين على صدور الأمة، بل سيرفرف علم الخلافة في سماء روما وواشنطن، في قائمة من الآمال الباهظة التكاليف ولما يقوى عود هذا القتال أن يحقق مطلبه في أرضه الذي انطلق منها!!.
إن مَثَلَ هذا التفكير الساذج كمَثَل فقير وقع في يديه مئة ألف من الدنانير فأراد أن يبني به برجا عاليا ناطحا للسحاب وإذ به لم يتم له المبلغ حتى بناء الأساسات. أيها المقاتلون أربعوا على أنفسكم! فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وإن بناءً من الكفر والضلال والفسق بني بعشرات السنين لا يهدم ويحل بدلا منه بناء الإيمان والسنة والطاعة في يوم وليلة، فإن هذا يخالف سنة الله الكونية التي لا تحابي أحدا. {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [فاطر:43].
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ هذا الدِّين يُسْرٌ، ولنْ يُشادَّ الدِّينَ أحدٌ إلا غَلَبَه، فَسَدِّدُوا وقاربوا، وأبْشِرُوا، واسْتَعِينُوا بالغُدوةِ والرَّوْحَة، وشيءٍ من الدُّلْجةِ».
من لي بمثل سيرك المدلل *** تمشي رويدا وتجي في الأول
مشاركات نور سورية
فهمي هويدي
أسامة الخراط
لبيب النحاس
مجاهد مأمون ديرانية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة