أحمد موفق زيدان
تصدير المادة
المشاهدات : 3136
شـــــارك المادة
ساحة مواجهة إيرانية صامتة تجري اليوم في أفغانستان لتعزيز نفوذ اكتسبته منذ إسقاط حركة طالبان الأفغانية 2001 وقدرتها على فرض حكومة موالية لها عبر مؤتمر بون الشهير، كانت الحكومة في جوهرها معادية لباكستان، وهو ما لم يخفه يومها الرئيس الباكستاني الأسبق الجنرال برفيز مشرف، وترافق هذا مع انسحاب عربي شبه كامل من أفغانستان، كل ذلك وفّر الأرضية الخصبة للنشاط الإيراني على مدى هذه السنوات الطويلة، فتعزز نفوذها السياسي والعسكري والمليشياوي والتعليمي والإعلامي على حساب إبعاد نفوذ منافسيها وخصومها من باكستانيين وعرب، لكن الأسوء يجري اليوم مع الإعلان عن وفاة الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان أفغانستان، حيث أطلق ذلك خلافات داخل الحركة، وهو ما عني توقف أو تجمد المحادثات بين طالبان والحكومة الأفغانية برعاية باكستانية ولذا كان لافتاً أن تعلن الحكومة الأفغانية عن الوفاة قبل يومين من موعد الجولة الثانية للمحادثات بين الطرفين برعاية باكستانية..
توقف المحادثات هذا سيكون لصالح لاعب محلي وهو تنظيم الدولة "داعش" المتطلع إلى وراثة الملا محمد عمر، والدفع بمواجهة مسلحة مع كل من لا يبايع البغدادي مما يعني حرباً دموية تُريح إيران وحلفاءها في الحكومة الأفغانية، فأي وحدة طالبانية وأي حوار مع الحكومة الأفغانية سيكون مزاحمة حقيقية لتركيبة الحكم الأفغاني الموالية لإيران، على أساس أن حركة طالبان تمثل الأغلبية البشتونية والمغيبة بشكل حقيقي وواقعي عن الحكم لعقد ونصف العقد..
على مدى التاريخ الإيراني شكلت أفغانستان والعراق التهديد الحقيقي لطموحات حكم فارس والصفويين، ولذا حرصت القيادة الإيرانية الحالية على التعاون مع الشيطان الأكبر في إسقاط العراق وتسليمه للمليشيات الطائفية، وهو ما سبقه دعمها لإسقاط حكومة طالبان أفغانستان وفرض حكومة موالية لإيران وإبعاد النفوذ الباكستاني والعربي بشكل عام عن أفغانستان..
اليوم المصلحة الحقيقية تكمن في دعم حركة طالبان أفغانستان وبذل المساعي من أجل إبقائها متماسكة وقوية في مواجهة الطموحات الإيرانية، وإبعادها عن الوقوع في الفخ الغيراني كما تحاول طهران إغواء بعض المجموعات الطالبانية.
هذا المشروع عاجل ولا يحتمل التسويف وقد رأينا عاقبة المماطلة هذه في ملفات عدة تباطأنا أو تأخرنا أو تهاونا فيها، فدعم حركة طالبان أفغانستان اليوم بإبقائها بعيدة عن الهيمنة الإيرانية سيهدد طهران من جبهتها الأفغانية، وإبقاء طالبان موحدة سيعصمها من فتنة تنظيم الدولة الذي يهددها بدوره، ولذلك فعدم الدعم والمساندة قد يدفع إلى غلبة تنظيم الدولة على الحركة ووراثتها مما يجعل المناطق البشتونية مستباحة أمام الغرب والشرق بحجة مكافحة "الإرهاب" وداعش..
المسلم
مجاهد مأمون ديرانية
أبو طلحة الحولي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة