ﻭﻟﻴﺪ ﻣﻠﺤﻢ
تصدير المادة
المشاهدات : 3847
شـــــارك المادة
ﻣﻦ ﻳﻘﻠﺐ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻳﺠﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺛﻐﻮﺭﻩ ﻭﻣﺪﻧﻪ.. ﻫﻢ ﻣﻊ ﻏﺰﻭﻫﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻳﺠﺘﻬﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺳﺮ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺳﺒﺐ ﻧﻬﻮﺿﻬﻢ ﻭﻣﺎﺩﺓ ﻛﻴﺎﻧﻬﻢ ﻭﺑﻘﺎﺋﻬﻢ ﻭﻋﺰﻫﻢ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻫﻢ.. ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮﺓ ﻓﻬﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺽ ﻧﻤﻄﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻬﺰﻭﻣﺔ... ﻓﻠﻤﺎ ﻫﺎﺟﻢ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﺻﻄﺤﺒﻮﺍ ﻣﻌﻬﻢ ﻧﺼﻴﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ.. ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﻭﻝ ﺇﻃﻔﺎﺀ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺿﻴﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮآﻥ.. ﺑﺰﺑﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﻭﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺑﻲ..
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎﺩ ﻭﻓﺸﻠﺖ ﺧﻄﺘﻬﻢ.. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺰﺍ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﻣﺼﺮ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺑﻞ ﺃﻣﺮ ﺑﺈﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﺪ.. ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﺠﺒﺮﺗﻲ أﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺣﺘﻠﻮﺍ ﻣﺼﺮ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﺑﻮﻧﺎﺑﺮﺕ ﺍﻧﻜﻤﺶ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﺪ ﻓﻘﺎﻡ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺈﺣﻴﺎﺋﻬﺎ ﻭﺩﻋﻤﻬﺎ.
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺠﺒﺮﺗﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ (ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻵﺛﺎﺭ) ﻋﻦ ﺣﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ: ﻓﺪﻓﻨﻮﻩ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﺃﺧﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﻄﻌﺔ ﺣﺠﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﻻﺓ ﻭﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻭﻋﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻘﺼﻮﺭﺓ ﻭﻣﻘﺎﻣﺎً ﻭﻭﺍﻇﺐ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﺎﻟﻤﻘﺮﺋﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺣﻴﻦ ﻭﺃﺭﺑﺎﺏ الأﺷﺎﻳﺮ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺪﻳﻦ ﺑﺬﻛﺮ ﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ ﻭﺃﻭﺻﺎﻓﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺋﺪﻫﻢ ﻭﻣﺪﺣﻬﻢ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺘﻮﺍﺟﺪﻭﻥ ﻭﻳﺘﺼﺎﺭﺧﻮﻥ ﻭﻳﻤﺮﻏﻮﻥ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﺎﻛﻪ ﻭﺃﻋﺘﺎﺑﻪ ﻭﻳﻐﺮﻓﻮﻥ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﻭﻳﻀﻌﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﻋﺒﺎﺑﻬﻢ ﻭﺻﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﺠﻤﻌﺎً ﻭﻣﻮﻋﺪﺍً ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮ ".. ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﺎﻭﻳﺔ " ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﺗﺸﺎﻏﻞ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻫﻤﻞ ﺷأﻧﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﻼﺕ ﻭﺗﺮﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﺮﻭﻛﺎﺕ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﺪ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ.. ﻭﺭﺧﺺ "ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﺎﻭﻳﺔ" ﺫﻟﻚ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻼﻫﻲ ﻭﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﺃﻋﻴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﻣﻊ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﺃﻋﻴﺪ.. [ 1 ] ﺑﻌﺪ اﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍلاﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﻛﺸﺮﺕ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﻋﻦ ﺃﻧﻴﺎﺑﻬﺎ ﻟﺘﻨﻬﺶ ﻭﺗﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻓﺠﻬﺰﺕ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﻭﺍﻷﺳﺎﻃﻴﻞ ﻭﺃﻃﻠﻘﺖ ﻛﻼﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻌﻮﺭﺓ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻗﺪﻳﻢ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﻭﺇﺑﺎﺩﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻋﻤﻮﺩﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ.
ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺃﻋﺪﺍؤنا ﺑﺄﻥ ﺳﺮ ﻗﻮﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪﻫﻢ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ.. ﻟﺬﻟﻚ ﻫﻢ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﺼﻨﻬﻢ ﺍﻟﺤﺼﻴﻦ ﻭﻣﻌﻘﻠﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻴﻦ.. ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ. ﻣﺘﺨﺬﻳﻦ ﺷﻌﺎﺭ ﺣﺮﺏ ﻏﻠﻮ ﻓﻜﺮ ﺍﺑﻦ تيمية (ﻇﻠﻤﺎً ﻭﻋﺪﻭﺍﻧﺎً) ﻇﺎﻫﺮﺍً.. ﻭﻳﻀﻤﺮﻭﺍ ﺇِﺳْﺘﺌْﺼَﺎﻝ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﺑﺎﻃﻨﺎً.... ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ اﻧْﺘِﻘَﺎﺀ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ؟؟؟
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺑﺪﺃ ﺑﺮﻳﻖ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﻨﺎﺻﻊ ﺑﺎﻟﺨﻔﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﻇﻬﻮﺭ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ ﻭﺷﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍلاﻧﺤﺮﺍﻑ ﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻋﻠﻤﺎءهم ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻤﻦ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ.. ﻓﺎﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ﻭﺗﻌﺞ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻜﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ، ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﺤﻠﻮﻟﻲ ﺍلاﺗﺤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻲ، ﻭﺗﺄﻭﻳﻞ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼﺪﺭﻩ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﻣﻌﺘﻨﻘﻮﻩ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ، ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻣﻦ ﺇﻣﺎﻣﻴﺔ ﻭﺯﻳﺪﻳﺔ ﻭﺑﺎﻃﻨﻴﺔ ﺩﺭﺯﻳﺔ ﻭﻧﺼﻴﺮﻳﺔ.
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﻤﺘﻼﻃﻤﺔ ﻣﻦ ﺍلاﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ ﻧﺸﺄ ﻭﺗﺮﻋﺮﻉ ﻓﻲ ﺧﻀﻤﻬﺎ ﺷﻴﺦ ﺍلاﺳﻼﻡ، ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻟﺪ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﺔ ﻟﻢ ﺗﺼحُ ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪ ﺗﺼﺪﺭﻩ ﻟﻺﻣﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ.. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻧﺎﺑﻐﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻳﻤﺘﺎﺯ ﺑﺬﻛﺎﺀ ﻓﻄﺮﻱ ﺧﺎﺭﻕ ﻭﻣﻔﺮﻁ، ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺑﺪﻳﻬﺔ ﻭﺣﺎﻓﻈﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻭﺳﻴﻼﻥ ﺫﻫﻦ.
ﻧﺸﺄ ﺑﺪﻣﺸﻖ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻫﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ. ﻭﺗﺒﺤﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺑﺰﻣﺎﻡ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻵﻟﺔ ﻣﻦ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﺃﺻﻮﻝ ﻓﻘﻪ ﻭﺩﺭﺱ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻜﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﺭﺃﺳﺎً ﻻ ﻳﺠﺎﺭى ﻭﺍﺭﺗﻮﻯ ﻭﺗﺸﺒﻊ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﻦ ﻣﻦ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻴﻪ. ﻣﻊ ﻭﺭﻉ ﻭﺗﻘﻮﻯ ﻭﻣﺨﺎﻓﺔ ﻟﻠﻪ ﻭﻛﺮﻡ ﻧﻔﺲ ﻭﻣﺮﻭﺀﺓ ﻭﺷﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺣﺴﻦ ﺧﻠﻖ..
ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻓﻀﻠﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺭﺭ: ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻴﻮﺭﺩ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻮﺭﺩﻩ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﻛﺄﻧﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﺬﺭ.. [2]
ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﺮﻣﺮﻱ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻟﻴﻪ: ﻭﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺮ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﻣﺮﺓ ﻓﻴﻨﺘﻘﺶ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ ﻭﻳﻨﻘﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺼﻨﻔﺎﺗﻪ ﺑﻠﻔﻈﻪ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ [ 3 ] ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻧﺼﻒ ﺍلإﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ، ﻗﺎﺿﻲ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻬﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ: ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻓﻼﻥ ﻣﺎ ﻳﺒﻐﺾ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ، إﻻ ﺟﺎﻫﻞ ﺃﻭ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﻮﻯ، ﻓﺎﻟﺠﺎﻫﻞ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻳﺼﺪﻩ ﻫﻮﺍﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﻪ. [4]
ﻭﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺩﻗﻴﻖ ﺍﻟﻌﻴﺪ: "ﻟﻤﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺑﺎﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ، ﻭﻳﺪﻉ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ.. [5] ﻟﻘﺪ ﺍﻃﻠﻊ " ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ " ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺳﺒﺮ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﻋﺮﻑ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﻭﺷﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻨﺒﻌﻬﻢ ﺍﻟﺼﺎﻓﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻈﻠﻊ .. ﻭﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﻫﻀﻤﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﺼﺮﻩ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻧﻘﻴﺔ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﺃﻧﻮﻉ ﺍﻟﺒﻼﻳﺎ ﻭﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ﻭﺻﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ.
ﻓﺮﺟﻞ ﻣﺜﻞ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻭﺑﻜﻞ ﺟﺪﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﻋﻘﺪﺓ ﺍﻟﺮﺑﻂ.. ﻭﺻﻠﺔ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺃﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﻗﻄﺐ ﺍﻟﺮﺣﻰ ﻓﻲ ﺑﺚ ﻭﻧﺸﺮ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺰﻭﺕ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺘﺮﺩﻱ ﻭﻣﺘﺨﻠﻒ.
ﻓﻼ ﻳﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻗﺪ ﺟﺮﺕ ﺃﻧﻬﺎﺭﺍً ﻭﺻﺒﺖ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺑﺜﺖ ﺟﺪﺍﻭﻝ ﻭﺳﻮﺍﻗﻲ ﻭﻋﻴﻮناً ﻟﻴﺮﺗﻮﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﻟﻠﺤﻖ. ﻓﺠﺪﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻧﺼﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻠﺔ. ﺻﺎﺣﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺭﺩ ﺭﺍﺋﻊ ﻭﻣﻔﺤﻢ ﻭﻣﺘﻤﺎﺳﻚ ﻻ ﻳﺪﻉ ﻓﻴﻪ ﻟﻤﺒﻄﻞ ﻣﻬﺮباً ﻭﻻ متنفساً، ﻓﻤﻦ ﻳﻄﺎﻟﻊ ﻛﺘﺐ ﺭﺩﻭﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﻟﺰﻳﻎ ﻳﻌﺮﻑ ﻗﻴﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻣﺪﻯ ﺗﺸﺒﻌﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﻓﻠﻴﺘﺼﻔﺢ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ "ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ" ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ..
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻬﺮﺍﺱ: ﻭﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ ﺟﻠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻤﻠﻮﺀ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻢ ﻋﻦ ﻏﺰﺍﺭﺓ ﻋﻠﻢ ﻭﺳﻌﺔ ﺍﻃﻼﻉ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﺗﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ.. ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻬﺮﺍﺱ: ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎً ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﻋﻘﺎﺋﺪ ﻓﺮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﺳﻤﺎﻩ (ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻤﻦ ﺑﺪﻝ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ).. ﻫـ [6] ﻭﻻ ﻳﻐﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻲ ﺍلاﺩﻋﺎﺀ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﻧﺎﻟﺖ ﻧﺼﻴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﺩﻝ، ﻓﻴﺪﻝ ﻋﻠﻰ أﻥ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻗﺪ ﺧﺒﺮ ﺃﻗﻮاﻝ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻭﺍﻛﺘﺸﻒ ﻣﻜﺎﻣﻦ ﺿﻌﻔﻬﺎ ﻭخطأها ﻓﻬﻮ: ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﻭﻗﺘﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﻔﺮﺿﻪ ﻭﺍﻗﻌﻪ ﻋﻠﻴﻪ... ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﺔ ﻳﻤﺜﻞ ﺑﺸﺨﺼﻪ ﻭﺭﺳﻤﻪ ﻋﻠﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﻨﺎﺻﻌﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ.. ﻭﻫﻮ ﻗﺪﻭﺓ ﻳﻤﺜﻞ ﻧﻬﻀﺔ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻧﺤﻄﺎﻁ ﻣﺸﺎﺑﻪ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻔﺮﺩﺍﺗﻪ ﻣﺎ ﺗﻤﺮ ﺑﻪ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ.
ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﺑﻐﺾ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﺑﻐﺾ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺣﺎﻟﻪ ﻛﺤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺍﺟﻬﻮﺍ ﺍلاﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﻧﺼﺮﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ.
ﻗﺎﻝ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻳﺤﺐ ﺃﻳﻮﺏ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻷﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﺃﺗﺤﺐ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨﺘﻴﺎﻧﻲ ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ ﻓﺄﻧﺖ ﺳﻨﻲ [7]
ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺪﻭﺭﻗﻲ: ﻣﻦ ﺳﻤﻌﺘﻤﻮﻩ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺴﻮﺀ ﻓﺎﺗﻬﻤﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍلإﺳﻼﻡ.... ﻭﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻭﻛﻴﻊ ﻗﺎﻝ: ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﺤﻨﺔ، ﻣﻦ ﻋﺎﺏ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻬﻮ ﻓﺎﺳﻖ [8] ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤًﺎ ﺑﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻧﺎﺷﺮﺍً ﻟﻠﺴﻨﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺢ ﻋﻨﻪ، ﻭﺑﻴﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺔ.
ﺇﻥ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻣﺠﺪﺩ ﻣﻦ ﻣﺠﺪﺩﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺭﻣﺰ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻓﻼ ﻋﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺮﺿﺎً ﺗﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﻬﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻗﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺤﺎﺳﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﻠﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ، ﻓﺎﻟﻄﻌﻦ ﺑﻪ ﻫﻮ ﻃﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﺪﻡ ﻟﻤﺎ ﻗﻌﺪ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺳﻠﻔﻴﺔ ﺑﻞ ﺿَﺮْﺏ ﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻤﻴﻢ، ﻓﻼ ﻋﺠﺐ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺐ ﻭﺩﺏ ﻭﻛﻞ ﻣﺘﺮﺩﻳﺔ ﻭﻧﻄﻴﺤﺔ ﻭﻛﻞ ﺻﻮﻓﻲ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﻭﻛﻞ ﺷﻴﻌﻲ ﻣﺤﺘﺮﻕ ﻭﻛﻞ ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﺯﺍﺋﻎ، ﻳﻬﺎﺟﻢ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﻻ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻋﻢ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺍﺀ ﻭﺗﻠﺼﻖ ﺑﻤﻨﻬﺞ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻛﻞ ﺳُﺒَﺔ ﻭﻧﻘﻴﺼﺔ ﻭﻣَﺜﻠﺐْ ﻣﻦ ﻏﻠﻮ ﻭﺗﻜﻔﻴﺮ ﻭﺗﻔﺠﻴﺮ، ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺑﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺳﺮ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﺔ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺃﻧﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻭﻣﻦ ﺟﺎﻟﺴﻨﻲ ﻳﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ مني.. ﺃﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﻬﻴﺎً ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺐ ﻣﻌﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻭﺗﻔﺴﻴﻖ ﻭﻣﻌﺼﻴﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻓﺮﺍً ﺗﺎﺭﺓ ﻭﻓﺎﺳﻘﺎً ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻋﺎﺻﻴﺎً ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺃﻧﻲ ﺃﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺧﻄﺄﻫﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻌﻢ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ [9] ﻭﻣﻦ ﻋﺠﻴﺐ ﺻﻨﻌﻪ ﻭﻭﺳﻄﻴﺘﻪ: أﻧﻪ ﻃﻠﺐ ﺇﻃﻼﻕ ﺃﺳﺎﺭﻯ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻛﻤﺎ ﻃﻠﺐ إﻃﻼﻕ ﺃﺳﺮﻯ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ... ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ: ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻛﻠﻬﻢ ﺃﻧﻲ ﻟﻤﺎ ﺧﺎﻃﺒﺖ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻷﺳﺮﻯ، ﻭﺃﻃﻠﻘﻬﻢ ﻏﺎﺯﺍﻥ، ﻭﻗﻄﻠﻮﺑﺸﺎﻩ، ﻭﺧﺎﻃﺒﺖ ﻣﻮﻻﻱ ﻓﻴﻬﻢ ﻓﺴﻤﺢ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ. ﻗﺎﻝ ﻟﻲ: ﻟﻜﻦ ﻣﻌﻨﺎ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﺃﺧﺬﻧﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺱ، ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻻ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﺑﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺫﻣﺘﻨﺎ، ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻔﺘﻜﻬﻢ، ﻭﻻ ﻧﺪﻉ ﺃﺳﻴﺮﺍً، ﻻ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻠﺔ، ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻣﺔ. ﻭﺃﻃﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻬﺬﺍ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻭﺇﺣﺴﺎﻧﻨﺎ، ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ. [ 10 ]
ﻭﻣﺎ ﺳﻄﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺑﺔ ﻭﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻓإﻧﻤﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻠﻴﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻟﻜﻦ ﺃﻋﺪﺍءنا ﻻ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺻﺪﻕ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﻢ: "ﻭَﺟَﺤَﺪُﻭﺍ ﺑِﻬَﺎ ﻭَﺍﺳْﺘَﻴْﻘَﻨَﺘْﻬَﺎ ﺃَﻧْﻔُﺴُﻬُﻢْ ﻇُﻠْﻤًﺎ ﻭَﻋُﻠُﻮًّﺍ ﻓَﺎﻧْﻈُﺮْ ﻛَﻴْﻒَ ﻛَﺎﻥَ ﻋَﺎﻗِﺒَﺔُ ﺍﻟْﻤُﻔْﺴِﺪِﻳﻦَ" ( 14 ) ﺍﻟﻨﻤﻞ.
ﻟﻘﺪ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ﻋﻦ ﻣﻨﻊ ﻛﺘﺐ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ﻭﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻭﻫﺪﻑ ﺃﻋﺪﺍﺋﻨﺎ ﻫﻮ ﻇﻬﻮﺭ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺗﺘﺮﺑﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ ﺗﺘﻤﺎﻳﻞ ﻭﺗﺘﻨﺎﻏﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺸﻴﻊ.. ﻛلأ ﻣﺒﺎﺣﺎً. ﺗﻜﻮﻥ ﺟﺴﺮﺍً ﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎً ﻭﻻ ﺗﻨﻜﺮ ﻣﻨﻜﺮﺍً.... ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺎﺻﺮ ﺩﻳﻨﺔ... ﻓﻤﺎﺕ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺣﺒﻴﺲ ﺳﺠﻨﻪ.. ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﺠﺎﻥ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻳﻨﻬﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﻟﻠﺤﻖ ﻭﻣﺮﻳﺪ ﻟﻠﻬﺪﻯ.. ﻭﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﻜﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺯﺍﺧﺮﺓ ﺑﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺑﻬﺮﺕ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺑﺤﺴﻦ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻭﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﺼﻨﻌﺔ ﻭﺩﻗﺔ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ... "ﻳﺮِﻳﺪُﻭﻥَ ﻟِﻴُﻄْﻔِﺌُﻮﺍ ﻧُﻮﺭَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺑِﺄَﻓْﻮَﺍﻫِﻬِﻢْ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣُﺘِﻢُّ ﻧُﻮﺭِﻩِ ﻭَﻟَﻮْ ﻛَﺮِﻩَ ﺍﻟْﻜَﺎﻓِﺮُﻭﻥَ" (8) ﺍﻟﺼﻒ.
--------------------------
[ 1 ] ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺝ 3 ﺹ ..138 ﻁ ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ
[ 2 ] ﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ .. ﺹ 153 ﻁ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺑﻴﺮﻭﺕ
[ 3 ] ﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺹ 153 ﻁ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺑﻴﺮﻭﺕ
[ 4 ] ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺰﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﺀ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺹ 24 ﻁ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
[ 5 ] ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺰﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﺀ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺹ 29 ﻁ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
[ 6 ] ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ , ﻟﻠﻬﺮﺍﺱ ﺹ 28 ﻁ ... ﺍﻟﻤﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻴﻮﺳﻔﻴﺔ ﺑﻄﻨﻄﺎ ﻁ 1952
[ 7 ] ﺑﻴﺎﻥ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻧﺴﺨﺔ ﻭﻭﺭﺩ
[ 8 ] ﺍﻟﺘﻨﻜﻴﻞ ﺑﻤﺎ ﺗﺄﻧﻴﺐ ﺍﻟﻜﻮﺛﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﺎﻃﻴﻞ ﺹ 366 ﻁ .. ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .. ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ
[ 9 ] ﺝ 3 ﺹ 229 ﻁ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ( ﻁ . ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ )
[ 10 ] ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺹ 336 .. ﻁ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ
صيد الفوائد
محمد بسام يوسف
عماد الدين خيتي
رابطة خطباء الشام
فهد العجلان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة