..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

هل يستلم راتبه وهو متغيب عن العمل بسبب ظروف الثورة؟

هيئة الشام الإسلامية

٩ يناير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4390

هل يستلم راتبه وهو متغيب عن العمل بسبب ظروف الثورة؟
img-deflt.jpg

شـــــارك المادة

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله، هناك أيام كثيرة لا نذهب فيها للدوام بسبب أوضاع القصف أو الحصار، وأحيانًا بسبب الخروج من البلد لفترة، فهل يحل لي أخذ راتبي؟

 

 

الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، أما بعد:

أولاً: إذا كان الراتب من الحكومة ـ والحال هذه ـ فإنه لا حرج في قبض الراتب مع الغياب؛

وذلك لأن التغيُّب عن العمل لم يكن بسبب تقصيرٍ ولا كسلٍ ولا إهمال، إنما بسبب الحكومة نفسها وما تقوم به إرهابٍ وقتل للأبرياء، الأمر الذي أدَّى إلى تعطيل الوظائف والأعمال، وتهجير الناس من مدنهم وقراهم وإفساد معاشهم والتضييق عليهم في رزقهم وطعامهم وشرابهم، في حين أن  الحكومة مكلفة بتأمين المتطلبات الضرورية للشعب من طعامٍ وشراب وغير ذلك..

لذلك فإنه لا حرج بأخذ الراتب من هذه الحكومة الباغية.
ثانياً: أما إذا كان الراتب من عمل خاص، فإنه لا يجوز أخذ أجرة الأيام التي تغيب الموظف فيها إلا برضا رب العمل، فإذا كان صاحب المؤسسة أو العمل عالماً بذلك وراضياً فإنه لا حرج في أخذها... أما إذا كان رب العمل غير راضٍ، فلا يجوز للعامل أخذ أجرة الأيام التي غاب فيها.
ولا يجوز أخذ الراتب أو الأجرة بناء على إذن موظف آخر كالمدير أو المشرف على العمل، إلا إذا كان مفوضاً من صاحب العمل بذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لاَ يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ) رواه البيهقي والدارقطني.
ثالثاً: ندعو إخواننا الموظفين في المؤسسات والشركات التي ترتبط بحياة الناس ارتباطاً وثيقاً، كمؤسسات المياه والكهرباء وغيرها... أن يبادروا إلى تسيير هذه الأعمال وتقديم المساعدة لإخوانهم من الأهالي المعذّبين، والعمل على إصلاح ما أفسدته العصابة الأسدية المجرمة من الشركات والمصانع والمخابز... وليعلموا أنهم في هذا العمل على ثغر عظيم وأجر كبير؛ لما فيه من مساعدة المنكوبين والتخفيف من معاناتهم، و(منْ نفَّسَ عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا نفَّسَ اللهُ عنه كربة من كرب يوم القيامة).
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يستعملنا في طاعته، وأن يوفقنا إلى خدمة البلاد والعباد، والله في عون العباد ما كان العبد في عون أخيه.
والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع