..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

نصر الله وشمّاعة تحرير فلسطين

أواب المصري

١٢ يوليو ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3000

نصر الله وشمّاعة تحرير فلسطين
00.jpg

شـــــارك المادة

لا تستطيع أن تكون مع فلسطين إلا إذا كنت مع الجمهورية الإسلامية في إيران، وإذا كنت عدواً للجمهورية الإسلامية في إيران فأنت عدو لفلسطين وللقدس.

بهذا الوضوح وهذه الصراحة تحدث أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته لمناسبة يوم القدس العالمي.

نصر الله كانت له إضافات، فهو اعتبر أن كل "شهيد" يسقط من صفوف حزب الله في سوريا هو "شهيد" من أجل فلسطين، وتوّج خطابه بالتأكيد على أن طريق القدس يمر في القلمون وفي الزبداني وفي حمص وفي حلب وفي درعا وفي السويداء وفي الحسكة، فإذا ذهبت سوريا ذهبت فلسطين وضاعت فلسطين.
الأمر محسوم بالنسبة إليه ولا مجال للتردد، إيران تعني فلسطين، والارتماء في أحضان إيران هو بداية الطريق لتحرير فلسطين، وتنفيذ مخططات إيران في المنطقة، والانخراط في مشروعها التوسعي يعني أنك إلى جانب فلسطين والشعب الفلسطيني، ولا يمكن الوصول إلى فلسطين إلا بعد المرور بطهران، وأخذ بركة الولي الفقيه.

العالم بالنسبة لنصر الله فسطاطان لا ثالث لهما، فإما أن تكون مع إيران وبالتالي مع فلسطين وخيار الشعب الفلسطيني، وإما أنك تعادي إيران وهذا يعني حكماً أنك تعادي فلسطين وموال لإسرائيل وللجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني.

حتى الفلسطينيين أنفسهم حسب نصر الله، لن يكونوا مع أنفسهم ولن يكونوا إلى جانب أرضهم ومقدساتهم ما لم يكونوا إلى جانب إيران، يصفقون لها ويرفعون قبضاتهم مرددين شعاراتها، مدافعين عما تقوم به، ومؤيدين لمخططاتها.
كل ما تقوم به إيران هو في سبيل تحرير فلسطين وخدمة لشعبها. فميليشيات الحشد الشعبي التي تدعمها في العراق وترتكب الجرائم بحق أبناء المناطق السنية هو تعبيد الطريق نحو القدس، والدعم الذي تقدمه لميليشيات الحوثي في اليمن في أعمال القتل والتخريب والانقلاب على الديمقراطية كل ذلك يهدف للوصول إلى فلسطين، والدعم الذي تقدمه لقوى المعارضة البحرينية هو كذلك يسعى لمواجهة العدو الإسرائيلي.
يريد منا السيد نصر الله أن نصدق هذا الهراء.

يريدنا أن نصدق بأن قتال حزبه في سوريا يهدف لدعم فلسطين ومساندة أهلها، يريدنا أن نصدق أن انتقال آلاف المقاتلين من حزبه من الجبهة مع إسرائيل، والابتعاد مئات الكيلومترات عن أرض فلسطين والتوجه إلى الأراضي السورية لقتل أبناء الشعب السوري هو لدعم فلسطين، يريدنا أن نصدق أن محاصرة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق وتجويع أهله وإذلالهم هو لمصلحة الشعب الفلسطيني.

يريدنا نصر الله أن نصدق بأن السعي لتحرير فلسطين والزحف نحو القدس هو مروءة وشهامة وجهاد وحسنة لوجه الله تقدمها إيران، وليس شعاراً براقاً خادعاً تسعى من ورائه إيران للتغلغل في العالم العربي وبسط نفوذها فيه تحت راية تحرير فلسطين.
يقول نصر الله إن طريق القدس تمر في حمص وحلب والحسكة والزبداني، هل يريدنا أن نصل إلى القدس على جثث الشعب السوري؟

هل يريد أن يقتل الشعب السوري كي يحرر فلسطين؟

هل الشعب الفلسطيني يرضى بأن يكون الشعب السوري والعراقي واليمني ثمناً لتحرير أرضهم؟

ثم من وكل نصر الله وحزبه وإيران بتحرير فلسطين والوصول إلى القدس؟

إذا كان يريد تحرير فلسطين حري به أن يقدم يد العون للشعب الفلسطيني بالسعي لفك الحصار المفروض عليه، وحري به أن يسعى للتخفيف من القيود والتضييق الذي تمارسه الحكومة اللبنانية على اللاجئين الفلسطينيين، وحري به أن يسعى لفك الحصار المفروض على مخيم اليرموك في سوريا.

هؤلاء هم الفلسطينيون الذين يدّعي نصر الله حرصه عليهم، وليس من حقه ولا من حق أحد أن يستخدمهم شمّاعة يختبئ وراءها كل من أراد أن يمارس القمع والظلم والاضطهاد بحق شعبه تحت راية تحرير فلسطين.
من المنطقي أن تسعى إيران كغيرها من دول العالم لتوسيع نفوذها ومحاولة الهيمنة على ما حولها، لكن ما ليس منطقياً ولا أخلاقياً هو أن يتم استخدام اسم فلسطين وسيلة لتنفيذ هذه المخططات.

 

 

بوابة الشرق

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع