..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

تمدد الإعلام الرافضي في فراغنا

زياد الشامي

٥ يوليو ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4049

تمدد الإعلام الرافضي في فراغنا
ايران00.jpg

شـــــارك المادة

لم يكن مستغرباً أن يخصص مكتب المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي في النجف مليار دينار عراقي (750 ألف دولار) لمن يؤسس محطة تلفزيونية أرضية وثلاثة مليارات دينار (مليونا دولار) لكل من يطلق فضائية جديدة سنوياً في العراق، فالاهتمام الرافضي بالإعلام - خصوصاً بعد تسليم الأمريكان العراق على طبق من ذهب لملالي طهران – يعتبر الوسيلة الأهم لتحقيق مشروعهم الصفوي الطائفي في المنطقة.

لم يكن هذا الدعم المادي مجانا بطبيعة الحال، فمن بين شروطه - بحسب تقرير نقلته صحيفة "العرب" اللندنية في عددها الصادر اليوم السبت - أن يكون المؤسسون من أتباع آل البيت ومعروفين بنشاطاتهم السياسية والفكرية والدعوية في خدمة المذهب الشيعي الأثني عشري وتقليد المرجع الإيراني علي خامنئي ولم يعملوا سابقاً ضمن أحزاب غير إسلامية.

لقد أدرك الرافضة أن تطبيق ولاية الفقيه في العراق يستلزم غسل عقول المشاهد والمتلقي، ولا يمكن لهذه العملية أن تتم بدون امتلاك المزيد من وسائل الإعلام - وعلى رأسها القنوات الفضائية – ومن هنا فإن التمويل الإيراني للمحطات والقنوات القائمة والمنتشرة حالياً في بغداد والكاظمية والنجف وكربلاء والبصرة والناصرية، ما يزال عبر رؤساء الأحزاب والكتل والميليشيات الذين يشرفون عليها.

وبناء على هذا الدعم والتمويل الإيراني، لم يكن مفاجئا تأكيد هيئة الاتصالات والإعلام الرسمية العراقية امتلاك الرافضة لأكثر من 24 محطة وقناة تشرف عليها أحزاب وميليشيات وشخصيات معروفة بارتباطاتها الوثيقة مع إيران، وذلك حسب إحصائية صدرت نهاية يونيو (حزيران) الماضي.

ومن هذه الأرقام والحقائق يتبين للقارئ أن الحرب العسكرية التي تشنها الرافضة ضد أهل السنة في أكثر من عاصمة عربية سنية أصيلة وعرقية في سنيتها لم تأت من فراغ, فهناك حرب من نوع آخر كانت وما تزال الرافضة تعتمد عليها في قلب الحقائق وتشويه الثوابت وتزيين الباطل وتهيئة الأجواء لمثل هذه الحروب المستعرة الآن.

والحقيقة أنه ليس من المبالغة في شيء الزعم بأنه الحرب الإعلامية قد تكون في العصر الحديث الذي نعيشه أشد وطأ وتأثيرا من الحرب العسكرية نفسها، نظرا لتأثير الإعلام على عقول ملايين البشر، من خلال نقل الصورة بشكل مغاير تماما للحقيقة، وإلباس الباطل لباس الحق وعمامته، فيغدو الحق باطلا والباطل حقا.

هذا في الواقع ما فعلته آلة الإعلام الرافضية خلال العقود الماضية، ولعلها نجحت في ذلك وإن بشكل نسبي، حيث استطاعت هذه الآلة الإعلامية خداع كثير من أهل السنة، من خلال تصوير ملالي طهران وأزلامهم في بلاد الشام بأنهم مقاومين للاحتلال الصهيوني والمشروع الأمريكي في المنطقة، ولا أدل على ذلك من ارتفاع رايات حزب اللات في قلب بعض العواصم السنية الأصيلة تأثرا بذلك التضليل الإعلامي.

ولا شك أن الإعلام الغربي والصهيوني كان له دور كبير في تسويق هذه الصورة المخادعة وتثبيتها في عقول المسلمين من أهل السنة، من خلال إتقان دور اعتبار طهران عدو الغرب اللدود، ودعم ذلك بتصريحات نارية ضد هذا العدو الوهمي، لتجتمع تقية الرافضة مع نفاق الغرب لخداع المسلمين من أهل السنة.

لقد استطاع الإعلام الرافضي خلال عقود من الزمان التمدد والانتشار في الدول العربية والإسلامية على حساب الإعلام السني، والتحول من الإعلام الفردي إلى الإعلام المؤسساتي الذي تدعمه دولة، ويخدم مشروعا صفويا واضح المعالم والأهداف.... بينما لم يرتق الإعلام السني بعد إلى هذا المستوى، ولا أدل على ذلك من عدم وجود مشروع إعلامي سني واضح المعالم والأهداف إلى الآن في مواجهة المشروع الإعلامي الرافضي.

لقد ظهر تأثير الإعلام الرافضي جليا في الفترة الأخيرة، وخصوصا بعد قيادة المملكة العربية السعودية لعملية عاصفة الحزم ومن ثم إعادة الأمل ضد المشروع الرافضي في اليمن، وذلك من خلال محاولة عشرات القنوات الفضائية الرافضية في باكستان – وغيرها من الدول العربية والإسلامية - تشويه صورة عملية عاصفة الحزم، وقلب الحقائق على الأرض من خلال غض الطرف عن العدوان الحوثي على الشعب اليمني السني، واعتبار تلبية المملكة نداء الحكومة الشرعية في اليمن بمساعدتها لكبح جماع التغول الرافضي الحوثي هو العدوان والاعتداء؟!

بل وصل تأثير التوغل الإعلامي الرافضي والسياسي في باكستان إلى درجة رفض البرلمان الباكستاني المشاركة في الحرب البرية في "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين، ولك في 10 من إبريل الماضي بالرغم من تصريح رئيس وزراء باكستان قبل ذلك بأن بلاده ستتصدى لأي تهديد لأمن المملكة السعودية!!

لم يقف تأثير الإعلام الرافضي عند هذا الحد فحسب، بل حاولت إيران بطريقة غير مباشرة الضغط على الحكومة الباكستانية لإغلاق قناة "وصال" التي تبث باللغة الأوردية، وذلك عبر قنوات شيعية باكستانية وأزلام طهران في باكستان، بدعوى أن هذه القناة تسبب في نشر الطائفية وحدوث أعمال إرهابية!!

لا يمكن إنكار الجهود المشكورة للمملكة بدعمها لوسائل الإعلام السنية في أكثر من بلد عربي وإسلامي، إلا أن الكثافة العددية لوسائل الإعلام الرافضية في داخل دولنا العربية والإسلامية، التي تتلقى دعما ماديا كبيرا من طهران، وذلك لخدمة مشروع صفوي لم يعد خافيا على أحد، وتمدد الإعلام الرافضي في فراغنا.... يستوجب يقظة إعلامية سنية عاجلة، بتبني دول أهل السنة لمشروع إعلامي سني لموجهة المشروع الإعلامي الرافضي.... فهل من مجيب؟!

 

 

المسلم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع