أحمد موفق زيدان
تصدير المادة
المشاهدات : 3007
شـــــارك المادة
من الغرابة أن يستوقفك حدث أو خبر تعتبر الطرف الأقل انشغالاً به، بينما يتجاهل أصحاب الحدث حدثهم وخبرهم فضلاً أن يكونوا هم صانعوه، مثلهم كمثل من يهدم بيتاً قد عكف على بنائه دهر عمره، أو كمثل من صنع معبوداً من تمر فأكله حين الحاجة كما كان يفعل كفار قريش قبل بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.. بعيداً عن الألغاز والأحاجي فإن المقصود هو ما أقدم عليه مقاتلو حزب الله على تدمير مزار مزعوم لسكينة في مدينة داريا الصمود التي تشهد معارك تاريخية بين ثوار المنطقة وغزاتها بحجة حماية المزار المزعوم، لكن الجانب المدهش في القصة هو عمد الغزاة على تفجير المزار قبل انسحابهم حين اقتربت ساعة التحرير، إذن أين الشعار المزعوم الذي رفعه الغزاة منذ اليوم الأول لغزوهم من أنهم قدموا لحماية المقدسات والمزارات الشيعية!! يحصل هذا وقد تحول مزار السيدة زينب إلى ثكنة عسكرية منذ بداية الثورة السورية بحجة حمايته بينما يعلم العالم كله أن القبر كان موجوداً منذ قرون وقام أهل السنة على حمايته، ولم ينله التدمير والخراب إلا بعد أن وصله الغزاة واتخذوا منه ثكنة عسكرية لإخماد ثورة سلمية أهلية شهدت العصابة نفسها أنها ظلت ثورة سلمية حتى دفعوها إلى العسكرتاريا بإجرامهم ويذكر المفكر الفرنسي مونتسكيو في كتابه تأملات في تاريخ الرومان .. أسباب النهوض والانحطاط أن أحد الأسباب الرئيسة لانحطاط الإمبراطورية الرومانية النزاع والخلاف بين الأباطرة والرهبان بشأن التماثيل والصور التي كان يروجها الرهبان لربط العامة بأشياء مادية ملموسة يستطيعون التحكم بنزواتهم وبمشاعرهم وبعواطفهم، وهو ما ارتد عليهم لاحقاً، ربما تماماً كما يجري اليوم من استغلال المزارات والمقدسات لشرعنة التدخلات الإيرانية في بلاد العرب والمسلمين، وهو ما قامت عليه دولة بني صهيون وزعمها ببناء الهيكل المزعوم، ويحضرني هنا ما تناقلته وسائل إعلامية عن سيدة شيعية عراقية حين قالت لا نريد أن يخرج المهدي فإن لم يخرج طوال عقود من المشاكل والمتاعب التي عانيناها فما الفائدة من خروجه اليوم.. هنا يبرز ما حذر منه المصطفى عليه الصلاة والسلام في آخر عهده بدنيانا حين قال:" لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" وبعيداً عن التفسير والشرح الشرعي الفقهي فما يهمني هنا هو الشرح السنني والاجتماعي فقد أدرك عليه الصلاة والسلام بوحي من الله أن خطر زوال الحضارات والأديان هو بالارتباط بالماديات والصور والتماثيل والقبور ونحوها، وليس بالغيبيات والأفكار والمبادئ والسماء وليس بالأرض، ولذا جاء النهي في الإسلام عن تجصيص القبور والبناء عليها، فالبناء في عالم الإسلام، هو البناء الحضاري الغيبي السماوي الذي يرتبط بعالم الأفكار والمبادئ وليس بعالم الأشخاص الراحلين عن حياتنا عاجلاً أو آجلاً.. لذا كان من تجليات هذه الرسالة المحمدية ربط المقلد في الفقه بمن قد مات وليس بمن هو حي قد يستعبده ويوظفه لأهوائه ونزواته، وإنما الاقتداء يكون بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة كما قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه..
موقع المسلم
أبو مضر
سميرة بيطام
حذيفة عبد الله عزام
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة