حسام يوسف
تصدير المادة
المشاهدات : 3144
شـــــارك المادة
دأب إعلام النظام وموالوه في إيران ولبنان على "التطبيل والتزمير" للمعارك الدائرة حالياً في الجبهة الجنوبية وخاصة في ريفي درعا والقنيطرة المتصلين بالريف الغربي لدمشق، والتي وضعت فيها إيران كل ثقلها وقوتها وأدواتها، ما يشير إلى أن الأمور في الجبهة الجنوبية دخلت مرحلة الحسم بشكل فعلي، خاصةً وأن المعارك تدور على بعد خط نظر لا يتجاوز 39 كيلو متراً من القصر الجمهوري، الأمر الذي يفسر تقصد إيران الظهور بشكل فعلي وعلني في قيادة المعارك في سوريا.
الهجوم خير وسيلة للدفاع .. والهروب من معارك قرفا وازرع: خلافاً لأهداف النظام وايران وحزب الله المعلنة من المعارك الحالية في جنوب سوريا، فإن الهدف الأساسي لهم من إرسال تعزيزات إلى مدينة الصنمين تقدر بـ 4000 مقاتل "شيعي" وفتح جبهات في الهبارية وكناكر ودير العدس، هو الهروب من معركة تحرير قرفا وازرع على الأوتوستراد الدولي دمشق - درعا والتي أطلقها الثوار لعزل قوات النظام في درعا البلد، إلى جانب محاولة إبعاد الثوار عن مدينة الصنمين الاستراتيجية والتي في حال تمكن الثوار من السيطرة عليها فإنهم سيضعون قوات النظام في مدينة أزرع بين فكي كماشة، الأمر الذي يثبت أن إيران تخوض المعارك الحالية على مبدأ "أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم".
جبهات متفرقة للحفاظ على التوتر وتشتيت الثوار:
إلى جانب ذلك، فإن التمعن بآلية سير المعارك والجبهات المفتوحة في ريفي درعا والقنيطرة يثبت وجهة النظر السابقة ويظهر تماماً أن إيران وحزب الله لا يسعون للسيطرة على مناطق أو تحقيق انتصار استراتيجي على عكس ما حدث في معركة القصير منتصف العام الماضي، وإنما يبحثون عن معارك طويلة المدى وربما حرب استنزاف تؤجل إلى حد ما معركة طرق أبواب دمشق، ففي القصير انصب تركيز النظام وحزب الله على احتلال المدينة والسيطرة على المناطق الاستراتيجية وتحقيق تقدمات ثابتة خلال المعارك، في حين توزعت المليشيات الإيرانية واللبنانية في معارك الجبهة الجنوبية على عدة بلدات وقرى في وقت واحد، ما يعتبر مؤشرا على أن المليشيات الموالية للنظام تسعى للإبقاء على حالة من التوتر العام لتشتيت الثوار ومنعهم من التفكير بالتوجه إلى الصنمين أو استكمال معركة قرفا وأزرع، خاصة أنها إلى الآن وعلى الرغم من كل التجييش والتعزيزات المرسلة إلى الجبهة لم يتمكنوا من إحراز أي انتصار استراتيجي واضح.
النظام خارج المعارك والثوار وجها لوجه مع المشروع الإيراني:
الثابت الأكبر اليوم وفي معارك الجنوب أن الثوار لم يعودوا يواجهون نظام الأسد وإنما يحاربون المشروع الإيراني في المنطقة وهو ما ظهر جلياً بإعلان إيران الصريح ومن بعدها ميليشيا حزب الله بأنهما من يخوضان المعارك في الجبهة الجنوبية وليس النظام، خاصةً وأن التعزيزات الأخيرة التي وصلت إلى الصنمين والمؤلفة من 4000 عنصر جميعهم أجانب، وهو ما أكدته جثث القتلى في معارك دير العدس والتي قتل فيها مئات المسلحين المنتمين لما يعرف بلواء الفاطميين المؤلف من عناصر باكستانية وأفغانية بقيادة إيرانية، إلى جانب مقتل وأسر عدد من العناصر والضباط الإيرانيين خلال المعارك الأخيرة، ما يؤكد فقدان نظام بشار الأسد السيطرة على الجبهة الجنوبية بشكل شبه كامل على اعتبار أن الثوار يسيطرون على 70 في المئة منها باستثناء دمشق، في حين تقود إيران وحزب الله المعارك في معظم المناطق غير المحررة لاسيما القلمون ودرعا والقنيطرة.
لهذا وضعوا كل قوتهم في الجبهة الجنوبية:
أما عن أسباب تركيز إيران والنظام اهتمامهما على الجبهة الجنوبية بشكل خاص، فإنه لا يقف عند حد قربها من دمشق وتحقيقها انتصارات عسكرية هامة خلال الفترة الماضية، وإنما يتعدى ذلك إلى نجاح الجبهة الجنوبية بكامل مكوناتها بفرض نفسها كبديل مقبول عن نظام الأسد شعبياً ودولياً خاصة من خلال منعها لقوى التطرف "داعش" من إيجاد مقرات وقوة لها في المنطقة الجنوبية، وتشكيل قوة عسكرية موحدة "الجيش الأول"، بالإضافة إلى قيام مجالس محلية لإدارة شؤون المناطق المحررة.
الهيئة السورية للإعلام
بشير زين العابدين
عمر كوش
ﻋﻠﻲ ﺣﺴﻴﻦ ﺑﺎﻛﻴﺮ
إلياس حرفوش
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة