حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 6010
شـــــارك المادة
في مسرحية جديدة تطل علينا في صفحات التواصل الاجتماعي صورة للعميد مناف طلاس لكنها اليوم بقناع الرجل الصالح ؛ وهو يؤدي مناسك العمرة . وذلك للتغطية على صورة ظهرت في بداية الحديث عن انشقاق طلاس ظهر فيها لوسائل الإعلام وهو يدخن السيجار الكوبي ويبدوا فيها بصورة مشاهير السينما الهوليودية.
ربما بعد أن احترقت ورقة تزكيته من قبل بعض عناصر المعارضة الذين ما فتئوا يبررون موقفهم بأن العميد يديه غير ملطختين بدماء السوريين ، وأن مجرد خروجه من سورية يخوله لأن يكون المرشح رقم (1) على قائمة الانتظار لسد فراغ كرسي الرئاسة السوري. وتخوله مسك مفاصل الحكم في سورية وطبعا هذا الأمر اليوم يحتاج إلى تسويق إعلامي لجذب بعض المؤيدين وموافقة جانب من الشعب السوري. وباعتبار أن المجتمع السوري يجنح للنزعة الدينية المحافظة في جانب منه ؛ فلا بد من إضفاء المسحة الدينية على كل مرشح لاستلاب المنصب الرفيع، وهذا عرفٌ في التزكية متوارث حتى عند العائلة الأسدية؛ سواء لتنصيبهم كرؤساء أو لترحيلهم إلى منكر ونكير بعد موتهم. فكلنا يتذكر مشهد باسل الأسد بعد وفاته في حادث السير المدبر كيف ظهرت صوره وهو يؤدي مناسك الحج تارة ويصلي تارة أخرى، وكأن الله يحتاج إلى سجلات أجهزة الدعاية المخابراتية أو إلى تزكية مشايخ السلطان كي يحكم على الإنسان بصلاحه أو بحسن خاتمته. عجبا أيظنون أن الله لا يعلم ما بنفوس عباده، وأن الهداية لا تنزل على العبد إلا عندما يتم ترشيحه لكي يستلم كرسي الرئاسة. طبعا البعض لا يهتم بهذه الأمور سواء ظهر وهو يؤدي مناسك العمرة أو حتى إن أصبح نبيا مرسلا لسورية، وهؤلاء من الذين عانوا من ظلم عائلة طلاس الأب، أو من الذين عانوا من الهجمة البربرية من قبل الكتيبة التي يقودها طلاس الابن عليهم، لأن إجرام هذه العائلة لا يغتفر قبل رد المظالم لأهل سورية سواء للأنفس أو للأموال. البعض الآخر استطاع تمييز الصورة ، و أن الصورة تم استنساخها على الفوتوشوب من الصورة الأصلية لعمرة قام بها مؤخرا الرئيس المصري محمد مرسي. ويبرر البعض قبوله لهذا الخيار بأن مرحلة طلاس انتقالية فقط لا غير، وأن مرحلة الحكومة الانتقالية مهمتها تسيير الاعمال لحين انجاز الانتخابات ، وتسليم السلطة لمجلس شعب ورئيس منتخب ، حينها سوف يقوم الرئيس المنتخب بتشكيل حكومة ممثلة للشعب السوري بجميع أطيافه ، وبالتالي فلا داعي للخوف من أي شخصية مهما كانت أبعادها وخلفياتها من أن تستلم زمام المبادرة اليوم في ظل غياب الرجل الرمز الذي تلتف حوله المعارضة ويتولى الحكومة الانتقالية. لكن غياب السيجار الكوبي وإضفاء المسحة الدينية وابتداء كلمة الخطاب للشعب السوري بالبسملة من مثل هؤلاء الأشخاص، وفي هذه الأوقات تثير حفيظة الثوار. بالطبع الثوار يرحبون بكل سياسي أو عسكري ينشق عن نظام الأسد، وقلوب المعارضة تتسع للجميع فالبلد تسعهم وتحتاج إليهم، والمرحلة القادمة تحتاج إلى كل السوريين لتعمير ما هدمه الطاغية خلال الأشهر الماضية من عمر الثورة. فالثورة السورية أثبتت أنها أعظم ثورة ، و ستسقط ليس فقط نظام الأسد ؛ بل ربما ستصبح إيقونة للإطاحة بأنظمة الاستبداد في جميع أنحاء العالم. لذلك يجب على الجميع أن يعتز بانتمائه للثورة وأن يحترم دماء الشهداء ، لأن الثورة في سوريا كمرحلة ظهور الإسلام في بداياته وحربه ضد الكفر، والكل يعرف خالد بن الوليد قبل الإسلام وبعده ، وكيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم سماه سيف الله المسلول رغم أنه أثخن في قتل المسلم ينفي غزوة أحد ، فهل يدرك الثوار ذلك ، ويستوعبوا أن الالتحاق بالثورة يجبّ ُما قبلها. المهم اليوم أن ندرك حقيقة انشقاق طلاس ، ونتساءل عن الدافع وراء تأخر إعلان الانشقاق واللعبة الخفية التي تحاك من وراء الكواليس و نعي أبعادها ، وأن نرحب بكل منشق لكن نتحفظ على دوره القيادي في هذه المرحلة ، وأن لا ننجر وراء الدعاية المخابراتية ، و نخضع لشروط الإذعان التي تفرضها دول القرار السياسي. فالشعب السوري ليس بالسذاجة .. والبساطة حتى تمر عليه مثل هذه الألاعيب المبطنة. فالكل يشْتَّم اليوم.. رائحة الطبخة الغربية التي تجهّز ضد الشعب السوري العظيم وثورته المباركة ... للقضاء على مقومات هذه الثورة قبل تحقيق أهدافها. فالثوار مازالوا يتساءلون عن سبب تأخر ظهور مناف طلاس ؟ .. وهل انشق ..أم أنه مجرد خلاف مع بشار؟ وهل سينضم للثورة فعلا؟ ..و هل بيانه شفى غليل المتسائلين ؟.. من خلال استعراض العديد من المآخذ التي يتداولها الثوار في الداخل نجد مايلي: أولا": بدأ حديثه بنفي كونه مسؤولا" .. وهذا يدعوللتساؤل عن سبب افتراضه ذلك أصلا" .. و لم يذكر النظام وزعيم عصابة القتل بشار بسوء واكتفى بالإشارة لمن يقوم بالقتل من الجيش .. ثانيا": لم يعلن انضمامه للثورة وللجيش الحر أيا" كانت قيادته وهو ما يدل على أنه يرى نفسه أكبر من الجميع .. ثالثا": مسارعة العميد مصطفى الشيخ وهو الذي عليه أكثر من علامة استفهام للترحيب به .. رابعا": تلميعه المفضوح من قبل أكبر مسؤول فرنسي وذكر خبر خروجه المستغرب والمشكوك بكيفيته في مؤتمر أصدقاء سوريا ..ثم بعد ذلك إحاطة أخباره بالغموض والتكتم لإضفاء مزيد من الأهمية عليه .. خامسا": تولت قناة العربية متابعة التلميع مع بعض المعارضين أصحاب الإقامة الدائمة بفرنسا مثل ميشيل كيلو .." فهل مناف طلاس و{ أمثاله } يشعرون بما يعانيه الشعب السوري العظيم منذ عقود ويستطيعون تحقيق مطالبه ؟. لذلك نقول : مناف طلاس مرحب به في صفوف الثورة ولكن ليس في قيادتها.
عبد الغني محمد المصري
صالح النعامي
صبيح أتاسي
برهان غليون
تخيل أن بشار انشق عن النظام وانضم للثورة .. فهل ستقبله لقيادة مرحلة انتقالية ؟! هذا أعده مثل انشقاق مناف طلاس .. والمدعوم من الغرب .. فالغرب من مصلحته تلميع مثل هؤلاء الأشخاص ليحافظ على نسبة 40 أو 30 بالمائة من هذا النظام الخبيث !!
مقال رائع!
- التعليق مخالف لقواعد الموقع -
الغرب يريدان يعين هذا المعتوه مناف طلاس لكي يحافظ على مصالحه الاقليمية ولكي يحافظ على امن اسرائيل اما الذي لا افهمه هو ان المعارضة كيف ترحب بمثل هذا المجرم المسؤل عن مجزرة دوما في 1/4/2011 وهو مسؤل ايضا عن مجازر ارتكبها بحق اخواننا بدير الزورهووكلابه من لحرس الجمهوري هذا اكبر عار على المعارضة ان ترحب بهكذا مجرم ولن نقبله سوى على احبال المشانق هو ومن يدافع عنه حتى لو كان من المعارضة او من قادات الجيش الحر وعاشت سوريا حرة ابية والخزي والعار للخونة
ليس الهدف من التلميع والتبييض هو اعطاء القاتل ابن القاتل مناف طلاس منصب الرئيس الانتقالي . ولكن الهدف هو الرجل الذي سيظهر ويقترح لنيل منصب الرئاسة ويكون الخيار بينه وبين طلاس المحروق اوراقه. الحمد لله ان شعبنا لن ولم يستسيغ هذه الطبخة الغير صالحة للتناول
ينبغي على جميع السوريين الأحرار الوعي الدقيق لمجريات الأحداث وأن لا يقبلوا من أيٍّ كان أن يحاول النيل من ثورتهم أو امتطاءها لغايات شخصية أو لمصلحة فئة طغت وبغت وتحاول الخروج من مأزقها بسيناريوهات باتت مكشوفة ومفضوحة للشعب السوري البطل فهيهات لهم ذلك لن نرضى بأي شخص من الطغمة الفاسدة الموجودة حالياًولو انشقت عن النظام البائد فهذا لا يشفع لها بأن تتولى منصباً أياً كان في قيادة البلد مستقبلاً فقط نقدر لهم انشقاقهم والذي هو واجب عليهم في مثل هذه العمليات الإجرامية التي يمارسها الطغاة وليس لهم علينا به منة فهو نجاة لهم من بؤرة الإجرام , نريد شخصية مرموقة مستقلة من صف الثوار تليق بهذا الشعب البطل وبثورته المجيدة , عاشت سورية حرة أبية والخزي والعار للمتآمرين والموت للطغاة والمجرمين.
لماذا لا تنشرون التعليقات ؟؟؟ ما هذه الحرية التي لديكم !!!
أوافق على مضمون هذا المقال الجيد ، وأخالف كاتبه في العنوان ...!! فمناف طلاس لا ولن ولا يمكن أن يكون رئيسا جديدا لأحرار سوريا .. فهل نسي الأخ الكاتب حسان الحموي سامحه الله ، أننا نقوم الآن باقتلاع جذور بشار من الحكم ، الذي شرش فيه بعد المقبور أبيه أحد عشر سنة ، ويريد أن يحكم كأبيه إلى الأبد .. هل نسي الأخ الكاتب أن مناف طلاس عبد في ثوب حر . فهو وأبوه من قبله من خدام بيت الوحش .. ونحن نقول لطلاس وكما قلنا من قبله لبيت الوحش .. سوريا لا ترحب بكم ، ولا يشرفها أمثالكم . فأما الخنزير بشار ، فسوف نقتله إن شاء الله ونرسله عاجلا إلى النار .. وأما مناف طلاس فلن يرضى عنه السوريون ولا عن أبيه وأخيه ، حتى يردوا ما سرقوه من مقدرات الشعب السوري .. ولن نغفر لمصطفى طلاس حتى يضع رقبته في أيدي أولياء من وقَّع على إعدام أبنائهم وذويهم من ضحايا الثمانينات ..
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة