..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

"أحرار الشام" من جديد .. على قائمة الإزالة

زين مصطفى

١١ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2833

-الشام.jpg

شـــــارك المادة

منذ 9/11 العام الماضي و حتى اليوم هناك فصول كتبت و أمور حدثت و تطورات جعلت التاريخ يقترب من إعادة نفسه على نفس الأيدي القذرة التي خطته بالدم في ذلك اليوم.
أحرار الشام من الفصائل الثورية ذات الرؤية الواضحة و المتطورة و المتناسقة مع متطلبات المراحل المختلفة التي مرت بها الثورة السورية ، و لعل اعتدالها و ميلها إلى الوسطية القريبة من الشارع السوري جعل منها مقبولة لدى الجميع بمختلف أطياف المجتمع و إن كانت لاقت فيما بعد رفضاً من الفئة المتشددة؛ التي وجدت بالأحرار عدواً قد يسحب كل تأييد ممكن تجده على أرض الظلم و القهر سوريا.
في 9/11/2014 كانت الضربة التي كان كل الظن أنها ستنهي حلم أكبر و أقدم و أعتى الفصائل الثورية عبر اغتيال رؤوس الفكر العسكري و الفكري و السياسي و الديني في الحركة، و هذا الاستهداف الذي أودى بـ28 شهيداً ليسوا بحاجة أياً كان أن يمتدحهم فتاريخهم كاف .
بعد ذلك التاريخ لا نستطيع أن ننكر أن النجم بدأ يخبو و الضعف يتسرب إلى جسد الفصيل الذي يعرف عنه قوة تنظيمه و قيامه على عمل مؤسساتي مبني على علم إدارة، و ضمه خيرة الخبرات التي بقيت في الداخل السوري و رفضت الخروج أو الهروب من المواجهة .
أشهر لم تكن قليلة و لكن كانت كافية لإعداد صف جديد من القيادات التي استطاعت العودة بالأحرار إلى الواجهة بقوة ، وبعد تحرير وادي الضيف ، تحولت الأحرار إلى الفصيل الأعتى و الأبرز؛ والأهم من هذا كله الفصيل الذي حظي بقبول الجميع دون استثناء ، سيما مع تغيير في الشعار ،  بالانتقال من "مشروع أمة" إلى "ثورة شعب" هذه النقطة التي جعلت من الأحرار الفصيل الألصق بالشعب فهو يلبي ما يطمح له ، بروح إسلامية ميسرة و متفهمة، تقودها سياسة شرعية تستطيع أن تتقبل التطور و تحاكي المخالف ، إما بالاندماج أو بالتحالف أو بالمشاركة ، فوحدة الهدف هي من يلعب الدور الأبرز، دون التخلي عن الأخلاق و المبادئ الأساسية التي تطلبها الروح الإنسانية.
عودة الأحرار إلى تصدر الواجهة من بوابة "تحرير إدلب" ، أمر لا يعجب البعض ، هذا البعض يملك أدوات متنوعة و عنيفة ، و ليست محاولة اليوم باستهداف حسام أبي بكر أحد قياديي الأحرار إلا البداية لمرحلة تبدو صعبة ، تتطلب الكثير من الوعي و الانتباه .
استهداف أبو بكر ، هي رسالة من ذات النوع التي أرسلت قبل عام ، أنه لا يجب أن تملك الثورة السورية فصيلاً نشيطاً و مقبولاً  يسعى لتصحيح المسار وتحقيق الأهداف ، سيما أن الأحرار بعد النجاحات المتتالية عسكرياً و تنظيمياً و إدارياً ، و ما تلاها من تحديد المسار نحو استمرار العمل بزخم أكبر ضد نظام الأسد ، و ضد كل من يسانده  سواء تحالف معه علناً أو سراً أو حتى يتصرف تصرفات تضر بالثورة و تصب في مصلحة الطرف الآخر "الأسد" ، و إعلان أبو جابر الشيخ قائد الأحرار أن "الحياد" بات مرفوضاً ، بعد مشكلات مخيم اليرموك ، إعلانٌ يبدو أنه فتح النار على الأحرار وقياداتها من جديد ، هذه القيادات التي عُرف عنها فعاليتها و قربها من المقاتلين و الشعب و مشاركتهم لكل تفاصيل العمل ، فليسوا بقيادات مكاتب، بل هم قيادات في الخنادق، و استشهاد أبي جميل نائب القائد العام للأحرار في تحرير إدلب ما هو إلا مثال بسيط عن طبيعة هذه النوعية من الأشخاص.
إذاً مطلوب من الأحرار الوعي أكثر و الانتباه بشكل أوسع، و توقع كل شيء، من اغتيال و انقلاب الشركاء، وطعن المقربين، فالأحرار اليوم هم الشجرة المثمرة الوحيدة التي بتنا نملكها، الشجرة التي يبدو أن كُثراً يريدون ضربها بالحجارة.

 

 

 

شبكة شام

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع