"أحرار الشام" من جديد .. على قائمة الإزالة

الكاتب : زين مصطفى
التاريخ : ١١ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 2803


منذ 9/11 العام الماضي و حتى اليوم هناك فصول كتبت و أمور حدثت و تطورات جعلت التاريخ يقترب من إعادة نفسه على نفس الأيدي القذرة التي خطته بالدم في ذلك اليوم.
أحرار الشام من الفصائل الثورية ذات الرؤية الواضحة و المتطورة و المتناسقة مع متطلبات المراحل المختلفة التي مرت بها الثورة السورية ، و لعل اعتدالها و ميلها إلى الوسطية القريبة من الشارع السوري جعل منها مقبولة لدى الجميع بمختلف أطياف المجتمع و إن كانت لاقت فيما بعد رفضاً من الفئة المتشددة؛ التي وجدت بالأحرار عدواً قد يسحب كل تأييد ممكن تجده على أرض الظلم و القهر سوريا.
في 9/11/2014 كانت الضربة التي كان كل الظن أنها ستنهي حلم أكبر و أقدم و أعتى الفصائل الثورية عبر اغتيال رؤوس الفكر العسكري و الفكري و السياسي و الديني في الحركة، و هذا الاستهداف الذي أودى بـ28 شهيداً ليسوا بحاجة أياً كان أن يمتدحهم فتاريخهم كاف .
بعد ذلك التاريخ لا نستطيع أن ننكر أن النجم بدأ يخبو و الضعف يتسرب إلى جسد الفصيل الذي يعرف عنه قوة تنظيمه و قيامه على عمل مؤسساتي مبني على علم إدارة، و ضمه خيرة الخبرات التي بقيت في الداخل السوري و رفضت الخروج أو الهروب من المواجهة .
أشهر لم تكن قليلة و لكن كانت كافية لإعداد صف جديد من القيادات التي استطاعت العودة بالأحرار إلى الواجهة بقوة ، وبعد تحرير وادي الضيف ، تحولت الأحرار إلى الفصيل الأعتى و الأبرز؛ والأهم من هذا كله الفصيل الذي حظي بقبول الجميع دون استثناء ، سيما مع تغيير في الشعار ،  بالانتقال من "مشروع أمة" إلى "ثورة شعب" هذه النقطة التي جعلت من الأحرار الفصيل الألصق بالشعب فهو يلبي ما يطمح له ، بروح إسلامية ميسرة و متفهمة، تقودها سياسة شرعية تستطيع أن تتقبل التطور و تحاكي المخالف ، إما بالاندماج أو بالتحالف أو بالمشاركة ، فوحدة الهدف هي من يلعب الدور الأبرز، دون التخلي عن الأخلاق و المبادئ الأساسية التي تطلبها الروح الإنسانية.
عودة الأحرار إلى تصدر الواجهة من بوابة "تحرير إدلب" ، أمر لا يعجب البعض ، هذا البعض يملك أدوات متنوعة و عنيفة ، و ليست محاولة اليوم باستهداف حسام أبي بكر أحد قياديي الأحرار إلا البداية لمرحلة تبدو صعبة ، تتطلب الكثير من الوعي و الانتباه .
استهداف أبو بكر ، هي رسالة من ذات النوع التي أرسلت قبل عام ، أنه لا يجب أن تملك الثورة السورية فصيلاً نشيطاً و مقبولاً  يسعى لتصحيح المسار وتحقيق الأهداف ، سيما أن الأحرار بعد النجاحات المتتالية عسكرياً و تنظيمياً و إدارياً ، و ما تلاها من تحديد المسار نحو استمرار العمل بزخم أكبر ضد نظام الأسد ، و ضد كل من يسانده  سواء تحالف معه علناً أو سراً أو حتى يتصرف تصرفات تضر بالثورة و تصب في مصلحة الطرف الآخر "الأسد" ، و إعلان أبو جابر الشيخ قائد الأحرار أن "الحياد" بات مرفوضاً ، بعد مشكلات مخيم اليرموك ، إعلانٌ يبدو أنه فتح النار على الأحرار وقياداتها من جديد ، هذه القيادات التي عُرف عنها فعاليتها و قربها من المقاتلين و الشعب و مشاركتهم لكل تفاصيل العمل ، فليسوا بقيادات مكاتب، بل هم قيادات في الخنادق، و استشهاد أبي جميل نائب القائد العام للأحرار في تحرير إدلب ما هو إلا مثال بسيط عن طبيعة هذه النوعية من الأشخاص.
إذاً مطلوب من الأحرار الوعي أكثر و الانتباه بشكل أوسع، و توقع كل شيء، من اغتيال و انقلاب الشركاء، وطعن المقربين، فالأحرار اليوم هم الشجرة المثمرة الوحيدة التي بتنا نملكها، الشجرة التي يبدو أن كُثراً يريدون ضربها بالحجارة.

 

 

 

شبكة شام

 

المصادر: