..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

من فقه المرحلة -3- (التعامل مع المنافقين)

أبو محمد الصادق

١٧ يناير ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4706

من فقه المرحلة -3- (التعامل مع المنافقين)
محمد الصادق00.png

شـــــارك المادة

علم النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي والعلامات أعيان المنافقين وأخبر بهم صاحب سره حذيفة وكانوا أداة ضرار وهدم في المجتمع الإسلامي.

تفاوتت وتيرة التعامل معهم بين اللين والصفح في أغلب الأحوال إلى العدل والمؤاخذة في بعض المواطن وأخذت طابع الغلظة والشدة في مواطن أخرى.

ولكن الإطار العام الذي رسم منهج التعامل معهم كان أخذهم على الظاهر رغم خطرهم وإجراء أحكام الإسلام عليهم في جميع المعاملات.

وتأمل حال رأس المنافقين ابن سلول وهو في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة متوافرون إذ يقول: ليخرجن الأعز منها الأذل، وسمن كلبك يأكلك.

وقد قال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال صلى الله عليه وسلم: "دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه"

إنها كلمة رسمت للأمة منهجاً.

فلماذا ترك النبي عليه الصلاة والسلام قتل المنافقين وإقامة حد الردة عليهم مع علمه بأعيانهم وتيقنه من حالهم بل أجرى عليهم فوقها أحكام الإسلام.

ولماذا سمح لهم بالخروج مع المسلمين في جهادهم وحجهم وأسفارهم برغم ما يترتب على ذلك من مفاسد ومكاره بل وأقر أنكحتهم وعقودهم.

فعلم أئمتنا من ذلك أنّ إقامة الحدود على الناس يجب أن تكون بطرق ظاهرة الثبوت لهم، لذا قالوا: "لا يقضي القاضي بعلمه".

وما ذلك إلا دفعاً للشبهة والفوضى وجلباً للطمأنينة للمجتمع المسلم .

وتأمل كيف كان التعليل النبوي بالحكمة في مراعاة فقه المرحلة لتحقيق مقاصد الدين:

  •  "لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه" لقد وقف نبينا عند كلام الناس وأثره في الدعوة ، نظر إلى الحاضنة الشعبية والرأي العام.
  • وأراد إسكات الأبواق الإعلامية والمشككين والمشاغبين والمغرضين لتسير سفينة الدعوة متحدية الرياح وتصل إلى شاطئ التمكين بأمان.

فالنفاق أمر خفي، والمنافقون ظاهرهم الإسلام، فإن قتلهم بغير أدلة قطعية ظاهرة واكتفى بما معه من الوحي أو العلامات فسيقول الناس بأن المسلمين يقتل بعضهم بعضاً ويكون ذلك سبباً في نفورهم وصدهم عن الدعوة وسوف يؤثر ذلك سلباً على حركة التغيير.

لقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم القتل للمصلحة فأين الذين يعملون بفقه القتل للمصلحة ويهملون فقه ترك القتل للمصلحة.!!!

أوليست الثورات في بلاد المسلمين المضطهدين المغيبين عن دينهم لعقود طويلة أولى بإعمال هذا الفقه الغائب المنسي.

فأين المتصدرون لحركة التغيير في زماننا أفراداً وجماعات أثناء مدافعتهم لخصومهم وإدارتهم نزاعاتهم الداخلية مع بني ملتهم من هذا الفقه

وأين الدعاة والمجاهدون والأمراء والمفتون من ذلك الإرشاد النبوي الذي يعالج ظاهرة النفاق بأساليب متعددة تناسب الواقع والحال.

والله سبحانه وتعالى يقول: (لقدْ كانَ لكمْ في رسولِ اللهِ أسوةٌ حسنةٌ لمَنْ كانَ يرْجو اللَّهَ والْيوْمَ الْآخِرَ وذكرَ اللَّهَ كثِيراً)

انتهى حديثنا اليوم وسنتابع لاحقاً بإذن الله تعالى حول " التعامل مع الكفار" ضمن سلسلة فقه المرحلة

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع