الى الثورة
المشاهدات : 5250

شـــــارك المادة
1- في زمن الاستضعاف جاز للمسلم كتمان الدين تحقيقاً لمقاصده، وفي حال الإكراه الملجئ جاز للمسلم النطق بكلمة الكفر من غير أن يخدش ذلك في دينه.
2- وما جاز زمن الاستضعاف قد يكون محرّماً عند التمكين وما أبيح حال الإكراه والاضطرار فهو محظور عند القدرة والاختيار.
3- إن الخلط بين ما جاز فعله زمن الاستضعاف وما يجب فعله زمن التمكين يؤدي إلى اضطراب في الرؤية والهدف وانحراف سلوك العاملين للدين.
4- فمن تمام العلم بالشريعة معرفة حكمة التفريق بين مرحلة الاستضعاف والإكراه ومرحلة القدرة والتمكين وتغير الأحكام بين المرحلتين ضمن قواعد الاستطاعة.
5- وإن من المقرر في أصول الشريعة أن الأحكام معللة وما انضبطت علّته سرى حكمه لغيره إن اشتركا في العلّة ولو لم تنص عليه الشّريعة.
6- وإن من المتفق عليه بين الأصوليين أن بعض المسائل قد يتغير حكمها بتغيّر الزمان أو المكان أو المآل أو الحال أو المصلحة أو المفسدة ..
7- ولا يتعارض ذلك مع ثبات أحكام الشريعة وأصالتها لأن أدلة تغير أحكام تلك المسائل هي الشريعة نفسها مما يدل على سعتها وصلاحيتها لكل الأزمان.
8- يقول الإمام الشاطبي في موافقاته في بيان صفة العالم الراسخ : " إنه ناظر في المآلات قبل الجواب على السؤالات ".
9- فكلما ازداد إدراك العالم لشمول الشريعة ومرونتها ومقاصدها وكلياتها ازداد رسوخاً في العلم حتى يصل إلى مقام أهلية الفتيا والنظر في النوازل.
10- وكلما وقف الداعية على ذلك كانت دعوته على بصيرة ونور وتربى على يديه جيل راشد مؤهل لحمل الرسالة الربانية والهدي النبوي بالطريقة الأمثل.
11- وعلى قدر إدراك القائد والأمير لها تكون قراراته مسددة وخطواته موفقة بحيث تسير الجماعة باتزان في سيرها لإقامة العدل وتجتنب اعوجاج الطريق.
12- فكم من أقوام دعوا إلى أمور تأبى الشريعة نسبتها إليها وقاتلوا عليها فصدوا عن سبيل الله وأفرحوا بذلك قلوب الكافرين وأحزنوا قلوب المؤمنين.
13- فما أشدّ حاجة العاملين للدين جهاداً ودعوة في زماننا إلى إدراك شمول الشريعة وحيويتها ومرونتها أثناء المدافعة والتغيير.
14- وعليه فلمن سأل عن أدلة فقه المرحلة فجوابه جميع النصوص التي تربط التكليف بالقدرة وكيفية امتثال النبي صلى الله عليه وسلم لأوامر ربّه.
15- وفي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة لمن تأمل مراحلها وتفيأ ظلالها واستقى من معينها ففيها شواهد كثيرة على ما سبق.
--------
الشيخ أبي محمد الصادق الشرعي العام لحركة أحرار الشام الإسلامية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
تعليقات الزوار
أضف تعليقًا