أبو محمد الصادق
تصدير المادة
المشاهدات : 3767
شـــــارك المادة
1- في زمن الاستضعاف جاز للمسلم كتمان الدين تحقيقاً لمقاصده، وفي حال الإكراه الملجئ جاز للمسلم النطق بكلمة الكفر من غير أن يخدش ذلك في دينه. 2- وما جاز زمن الاستضعاف قد يكون محرّماً عند التمكين وما أبيح حال الإكراه والاضطرار فهو محظور عند القدرة والاختيار. 3- إن الخلط بين ما جاز فعله زمن الاستضعاف وما يجب فعله زمن التمكين يؤدي إلى اضطراب في الرؤية والهدف وانحراف سلوك العاملين للدين. 4- فمن تمام العلم بالشريعة معرفة حكمة التفريق بين مرحلة الاستضعاف والإكراه ومرحلة القدرة والتمكين وتغير الأحكام بين المرحلتين ضمن قواعد الاستطاعة. 5- وإن من المقرر في أصول الشريعة أن الأحكام معللة وما انضبطت علّته سرى حكمه لغيره إن اشتركا في العلّة ولو لم تنص عليه الشّريعة. 6- وإن من المتفق عليه بين الأصوليين أن بعض المسائل قد يتغير حكمها بتغيّر الزمان أو المكان أو المآل أو الحال أو المصلحة أو المفسدة .. 7- ولا يتعارض ذلك مع ثبات أحكام الشريعة وأصالتها لأن أدلة تغير أحكام تلك المسائل هي الشريعة نفسها مما يدل على سعتها وصلاحيتها لكل الأزمان. 8- يقول الإمام الشاطبي في موافقاته في بيان صفة العالم الراسخ : " إنه ناظر في المآلات قبل الجواب على السؤالات ". 9- فكلما ازداد إدراك العالم لشمول الشريعة ومرونتها ومقاصدها وكلياتها ازداد رسوخاً في العلم حتى يصل إلى مقام أهلية الفتيا والنظر في النوازل. 10- وكلما وقف الداعية على ذلك كانت دعوته على بصيرة ونور وتربى على يديه جيل راشد مؤهل لحمل الرسالة الربانية والهدي النبوي بالطريقة الأمثل. 11- وعلى قدر إدراك القائد والأمير لها تكون قراراته مسددة وخطواته موفقة بحيث تسير الجماعة باتزان في سيرها لإقامة العدل وتجتنب اعوجاج الطريق. 12- فكم من أقوام دعوا إلى أمور تأبى الشريعة نسبتها إليها وقاتلوا عليها فصدوا عن سبيل الله وأفرحوا بذلك قلوب الكافرين وأحزنوا قلوب المؤمنين. 13- فما أشدّ حاجة العاملين للدين جهاداً ودعوة في زماننا إلى إدراك شمول الشريعة وحيويتها ومرونتها أثناء المدافعة والتغيير. 14- وعليه فلمن سأل عن أدلة فقه المرحلة فجوابه جميع النصوص التي تربط التكليف بالقدرة وكيفية امتثال النبي صلى الله عليه وسلم لأوامر ربّه. 15- وفي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة لمن تأمل مراحلها وتفيأ ظلالها واستقى من معينها ففيها شواهد كثيرة على ما سبق.
--------
الشيخ أبي محمد الصادق الشرعي العام لحركة أحرار الشام الإسلامية
حاتم العوني
محمد أمحزون
أنور قاسم الخضري
رابطة خطباء الشام
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة