العربية نت
تصدير المادة
المشاهدات : 3332
شـــــارك المادة
تحدث سوريون اعتقلتهم قوات الأمن في بلادهم على خلفية الاحتجاجات التي تعرفها سوريا منذ منتصف مارس/ آذار الماضي، عن مشاكل نفسية وعاهات جسدية مستديمة يعانون منها إثر التعذيب الذي يمارسه عناصر الأمن، ما أدى إلى مقتل رفقاء لهم داخل الأفرع الأمنية، مشيرين إلى تهم "خيالية" وجهها لهم المحققون، فيما أكد بعضهم إجباره على تسجيل اعترافات تلفزيونية عن ارتباطه بجماعات مسلحة وقوى أجنبية لقلب نظام الحكم في سوريا.
وأكد جميع الذين تحدثوا لـ"العربية.نت" تعرضهم لتعذيب جسدي متفاوت القدر داخل أقبية أفرع الأمن السورية التابعة لأجهزة المخابرات المخولة اعتقال المحتجين الذين شاركوا بنشاطات مطالبة بإسقاط النظام السوري خلال الثورة، واصفاً بعضهم ما جرى داخل أفرع الأمن بأنه "أوقات سوداء". تعذيب جسدي
واتهم المعتقلون السلطات السورية بممارسة أساليب من التعذيب، تؤدي إلى عاهات دائمة قد تصل إلى حد الشلل، مشيرين إلى فرع المخابرات الجوية في دمشق، الذي يعتبر أشهر الفروع الأمنية بممارسة تعذيب وصل في بعض الأحيان، إلى مقتل العديد من المعتقلين حسب روايات شهود العيان.
وقال طالب جامعي من مدينة دير الزور اعتُقل على خلفية مشاركته في تنظيم مظاهرات بالعاصمة دمشق، إنه أصيب بمشاكل جسدية في العمود الفقري خلال التعذيب الذي تعرض له بفرع المخابرات الجوية، أدت إلى صعوبة في المشي ما استدعى خضوعه لعلاج فيزيائي، مؤكداً مقتل خمسة من المعتقلين في زنزانته جراء عدم قدرتهم على التنفس، حيث وضع 32 شخص في زنزانة منفردة حسب زعمه.
وقال شاب آخر من مدينة حرستا بريف دمشق، إنه كان وزملائه يتناوبون على المنامة، جراء حجز أكثر من 35 معتقل في غرفة منفردة صغيرة الحجم. فيما يحرم المصابون من تلقي العلاج داخل المعتقلات.
كما تحدث شاب آخر من نازحي الجولان المقيمين في ريف دمشق، عن تلقيه علاج فيزيائي بعد إصابة في الكتف أدت إلى توقف يده اليسرى عن الحركة، متهماً محققين في فرع الأمن العسكري بريف دمشق بالتسبب في إصابة كتفه أثناء التحقيق.
وأوضح معتقلون سابقون، أن كثير من المحققين يمارسون التعذيب، رغم علمهم أن المتهمين لا يملكون معلومات إضافية، معتبرين أنهم "يتلذذون" بسماع أصوات الصراخ والرجاء طوال اليوم.
وقالت مروة الغميان، وهي أول معتقلة سورية خلال الثورة، إن عناصر الأمن ضربوها بوحشية، حيث ضربوا لي راسي بالطاولة وشدوني من شعري. وصاروا يضربونا بأرجلهم، والضرب على أبو جنب ووجهنا للحيط وضرب بالحيط، المحقق صار يضربنا برجليه وسط شتائم نابية يطلقها الضباط وعناصر الأمن، حيث اعتقلت في 15 مارس/ آذار الماضي بفرع الأمن السياسي. تعذيب نفسي
وآثرت الغميان تشبيه الزنزانة التي تواجدت بها خلال اعتقالها للمرة الثانية بفرع الأمن العسكري بـ"الصندوق" الذي كان شديد البرودة.
وأضافت مروة، أنها كانت "تحاكي النمل" في الزنزانة التي بقيت فيها وحيدة لأسبوع كامل لشدة الملل وعدم تمكنها من التواصل مع العالم الخارجي.
كما أفاد معتقل آخر من مدينة داريا، بأنه يعاني من نوبات عصبية خلال ساعات النوم، بعد تعرضه للتعذيب الشديد في فرع المخابرات الجوية.
وقال الناشط الذي اتهمته السلطات بتلقي أموال من مسؤولين في دول عربية لتوزيعها على المتظاهرين، إن سماعه المتواصل لعمليات التعذيب خلال اعتقاله، تركت فيه أثراً نفسيا سيئاً يلاحقه في أحلامه.
وقال مجند اعتقلته السلطات قبل انشقاقه لرفضه أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين في مدينة التل بريف دمشق في تصريحات سابقة لـ"العربية.نت"، إنه تعرض لتعذيب نفسي شديد في المعتقل، بغرفة لا تتجاوز ثلاثة أمتار، جمعته وما يقارب من ثلاثين شخصاً. مؤكداً أنهم كانوا يقضون أيامهم، على وقع أصوات التعذيب خلال كل فترة وجودهم.
وقال المجند "إن السجانين كانوا يتعمدون وضع أحذيتهم في الطعام، والبصق فيه قبل تقديمه"، ويطرقون أبواب الزنزانات في محاولة مستمرة لإزعاج السجناء خلال الأربع والعشرين ساعة لمنعهم من الراحة. وأنه وُضع في قفص حديدي معلقاً لعدة أيام، مع إيحائه بشكل مستمر أنه سيتعرض لتعذيب جسدي شديد أو التصفية خلال ساعات. قتلى تحت التعذيب
رغم ذلك، قد تستمر ساعات التحقيق للمعتقلين وتمتد لساعات طويلة، قد تؤدي إلى مقتل المتهم، كما نوهت بذلك الهيئة العامة للثورة السورية، التي وثقت المئات من حالات التعذيب حتى الموت خلال الأشهر الماضية حسب تقرير صادر عنها.
وأشارت الهيئة العامة للثورة، إلى مقتل 204 أشخاص بينهم امرأة وثمانية أطفال في مراكز الأمن السورية منذ اندلاع الثورة وحتى الخامس من الشهر الجاري.
ونوهت الهيئة العامة، إلى استعمال قوات الأمن أساليب تعذيب وحشية بينها الصعق الكهربائي وتكسير العظام وسرقة أعضاء وتهشيم أسنان أثناء التعذيب. فيما بينت صورة نشرت في حمص لشاب قضى جراء التعذيب، قال النشطاء إن قوات الأمن اقتلعت عينيه خلال التعذيب بسبب تصويره المظاهرات وعمليات الاقتحام في المدينة.
وبحسب تقرير الهيئة العامة، فإن 112 شخص من الذين قضوا تحت التعذيب، هم من مدينة حمص، في حين قتل 22 شخصا في دمشق وريفها، في حين قضى 19 آخرين في إدلب، و12 في حماة، وخمسة في دير الزور وثلاثة في كل من حلب واللاذقية، وشخص واحد قضى تحت التعذيب في مدينة جبلة.
وأضاف التقرير، أن الهيئة العامة تؤكد وجود أعداد "هائلة" من المعتقلين الذين يعذبون يوميا لساعات طويله تصل في بعض الأحيان إلى أربع عشرة ساعة باستخدام مختلف الأدوات والوسائل. تهم "جزافية"
واعتبر معتقلون سابقون، قضوا أياماً أو أشهرا داخل المعتقلات السورية، أن معظم التهم التي وجهت لهم كانت "جزافية" ولا علاقة لها بنشاطات لهم، اقتصرت على التظاهر والتواصل مع وسائل الإعلام التي تتهمها الحكومة السورية بالمشاركة في مؤامرة كونية.
وأكد متظاهر من مدينة حرستا بريف دمشق، اتهامه بالانتساب للقاعدة وتفجير قنابل في مدينته لإرهاب الناس.
وبحسب المجند المنشق، فإن التهمة التي وجهت له، أنه "بعد التحري عنه في فرع الأمن العسكري والأفرع الأخرى، اتضح أنه أحد العناصر الإرهابية المندسة في صفوف الجيش العربي السوري". رغم أنه كان رافضا لتأدية الخدمة العسكرية واقتيد لها عنوة حسب وصفه.
وقال مهندس اتصالات من مدينة دمشق، إن فرع الأمن السياسي بمدينته، وجه له تهم عديدة من بينها تلقي أموال من شخصية عربية معروفة لقلب النظام الحاكم في سوريا.
وأكد المهندس أن ضباط التحقيق أرغموه على تسجيل اعترافات تلفزيونية بتلقي أموال خارجية والتعامل مع وسائل الإعلام لبث أخبار كاذبة عن سوريا. وهو ما أكده معتقلون آخرون تحدثوا عن تعرضهم للابتزاز من قبل محققيهم، للاعتراف أمام شاشات التلفزيون الرسمي بارتكاب أعمال إرهابية والتعاون مع القنوات الإخبارية لنشر أخبار كاذبة عن سوريا.
أورينت نت
محمد أمين
حسيب عبد الرزاق
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة