..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

عندما تكون الشّريعة شَمّاعة للظلم والعدوان!

أبو بصير الطرطوسي

٣ نوفمبر ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4741

عندما تكون الشّريعة شَمّاعة للظلم والعدوان!
بصير الطرطوسي123.jpg

شـــــارك المادة

بعد كل ظلم وعدوان.. يتذرعون بالشريعة، وأنهم ما حملهم على ما بدر منهم من قبيح الفِعال إلا لحرصهم على الشريعة، وتطبيق الشريعة!
يسطون على الحقوق والحرمات.. باسم الشريعة، وتطبيق الشريعة!

 


يُسيئون الظنّ بالمسلمين، ويكفرونهم .. باسم الشريعة، وتطبيق الشريعة!
يقتلون الأنفس المعصومة.. ويسفكون الدم الحرام.. باسم الشريعة، وتطبيق الشريعة!

يرتكبون الحماقات، والسفاهات التي تزعّر العالَم كله على المستضعفين من المسلمين.. باسم الشريعة، وتطبيق الشريعة!
يُفسدون جهاد الأمة .. وثورات الشعوب المحقة.. باسم الشريعة، وتطبيق الشريعة!
من أجل شهوة الرياسة والتسلط والاستعلاء.. يستشرفون كل محذور ومكروه.. وهم بعد كل ذلك لا ينسون أن يزعموا أنهم ما حملهم على شيء من ذلك.. إلا الحرص على الشريعة، وتطبيق الشريعة!
كل خصومة لهم مع الآخرين.. تكون من عند أنفسهم.. يردونها للشريعة، وتطبيق الشريعة!
يفرقون صفوف المسلمين وشوكتهم.. وكلمتهم.. باسم الشريعة، وتطبيق الشريعة!
وهكذا كل قبيحة يفعلونها يعللونها.. بسبب حرصهم على الشريعة، وتطبيق الشريعة!
ينادون بالشريعة وتطبيق الشريعة.. ولا يعرف عن واحد منهم مرة ــ رغم كثرة الأخطاء والمخالفات ــ أنه أنصف الشريعة من نفسه ومن حزبه وجماعته..!
نعم؛ يحتكم للشريعة في حالة واحدة؛ عندما الشريعة تحكم على خصمه وحسب.. وعندما الشريعة تُسائل وتحاسب خصمه وحسب.. عندما تدعو خصمه فقط لقفص المحاكمة.. عندما تسترد حقوقه من الآخرين وحسب!
أما هو وجماعته.. فهم فوق الشريعة.. وفوق المساءلة، والمحاسبة.. وفوق أن يُسأَل أحدهم عما يفعل.. والويل لمن يتجرأ فيحاسبهم، ويُسائلهم!
ولهؤلاء المتثعلبين الماكرين.. الكذابين.. الذين يقتاتون لمآربهم الشخصية والحزبية بالشريعة.. نقول لهم: الشريعة بريئة منكم براءة الذئب من دم يوسف.. نفّرتم الناس بأخلاقكم السيئة عن الشريعة.. تُسيئون للشريعة ما لم يُسئه أعداء الشريعة من الملل الأخرى!
ولولا أن شرع الله مستمد قوته ووجوده من الله تعالى، ومن حفظه له.. لاندثرت معالمه بسوء أخلاقكم، وباطلكم، وباطل من سبقكم ممن يقتاتون بالشريعة.. منذ زمن بعيدٍ!
مثلكم في كتاب الله، قوله تعالى: [يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ] المائدة:41. وقوله تعالى:[ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا] الكهف:104.

 

 

 

موقع الشيخ أبو بصير الطرطوسي

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع