عوض السليمان
تصدير المادة
المشاهدات : 3320
شـــــارك المادة
خرج قائد العمليات في البنتاغون وليام مايفل، مفتخراً أمام وسائل الإعلام، ليقول إنّ صواريخ توماهوك قد حققت معظم أهدافها في سورية، وأن العملية مستمرة ولا تزال في أولها. عرض مايفل صوراً لا أستطيع أن أفهمها ولا أن أصدقها، وذكر مستودعاتٍ دُمرت وأسلحة أهلكت، وإرهابيين قتلوا، لكنه لم يشر إلى اثنين وخمسين شهيداً في إدلب، قتلتهم صواريخ الغدر الأمريكية.
ولم يأتِ على ذكر تدمير منازل الفقراء في كفر دريان. فكما الأسد، لا يهتم الرجل بأطفال سورية، وهو بكل حال لن يسمع نَوح أمهاتهم ولا بكاء آبائهم.
كلمة بكلمة حدث ما أشرت إليه منذ سنوات، فالولايات المتحدة راعية الإرهاب ستعمد في لحظة ما إلى الاعتداء على الشعب السوري خوفاً من إسقاط الأسد وتعريض أمن الكيان الصهيوني أو مخططاته للخطر.
كان بإمكان واشنطن أن تمنع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية، كما كان بإمكانها منع وصول السلاح إليهم، وهي التي منعت السوريين من الحصول على أي تجهيزات قد تضرّ بالأسد، بل ومنعت في وقت سابق، أطفال العراق من أن يأكلوا الخبز أو يشربوا الحليب.
تقوم قوات الأسد بقصف درعا وحمص ودمشق وريفها، وتتكفل القوات الأمريكية البربرية بقصف شمال سوريا وشرقها، والذي نجا من صواريخ سكود الروسية عليه أن يرتقي بصواريخ توماهوك الأمريكية. كم مرة تذرعت أمريكا بأنها لا تستطيع التدخل في سورية دون موافقة مجلس الأمن، ولكنها تعتدي اليوم على الرقة وإدلب دون أي تخويل من المجلس، تماماً كما فعلت في العراق وفي مناطق عديدة من العالم. ومع ذلك لم نرَ قانونياً واحداً في المعارضة السورية ينتقد ذلك أو يعلق عليه.
ادعى أوباما كرهه للحرب، وأنه لا يريد خدش جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها في العام 2009، ولكنه اليوم، يقود حرباً حاقدة ضد أطفال سورية ومدنييها وتثبيتاً لحكم الأسد.
ادعى الرجل أنه لا يتعاون مع إيران، وإذ به يطلب تحالفها في القضاء على الثورة السورية، بل ويسلمها اليمن هدية فوق ذلك.
وبدل أن تقوم قواته في الدفاع عن عاصمة عظيمة كصنعاء، أرسل قواته لتقتل العزل في إدلب والرقة.
طورت واشنطن اليوم قائمة الإرهاب، فأضافت إليها جيش المهاجرين والأنصار وحركة شام الإسلام، بالإضافة إلى جبهة النصرة سابقاً كما هو معلوم، وبالنظر إلى ما قامت به هذه التنظيمات من إيجاع شبيحة النظام، ندرك أن أمريكا تسم بالإرهاب كل من يشكل خطراً على نظام دمشق. فمن الواضح أنها لا تدافع إلا عنه، أي عن مصالحها التي يرعاها الأسد.
جبهة النصرة أولاً وأخواتها ثانياً، ثم كل فصيل مقاوم بلحية أو دونها، وبعده كل مصلّ أو صائم، ثم أنا وأنت وولدي وولدك. كلنا إرهابيون في نظر أمريكا ما دمنا نقاوم، أو ندافع عن حقنا بالحياة.
لماذا لم تقم الولايات المتحدة بضرب حزب الله الذي احتل أجزاء من سورية، وقتل طائفياً ومثل بالجثث، ولماذا لم تقف ضد كتائب أبي الفضل العباس التي تذبح المدنيين في سورية والعراق، ولماذا لم تقف ضد الحوثيين الذين اعتدوا على الشرعية في اليمن، بينما تقتل أهل السنة في كل مكان من أفغانستان إلى سورية مروراً بالعراق وغيرها.
أمريكا والأسد في خندق واحد، خندق الحرب على الحرية والعدالة، الخائف من الديمقراطية وتحرر الشعوب، إلا أنهما ليسا في خندق واحد اليوم فحسب، وليس من بداية الثورة السورية وكفى، بل منذ زمن طويل، منذ أن باع حافظ الأسد الجولان مقابل حصوله على السلطة في سورية.
زمان الوصل
مجاهد مأمون ديرانية
محمد حسن العلي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة