فوزي علي السمهوري
تصدير المادة
المشاهدات : 3167
شـــــارك المادة
الحادي عشر من أيلول لعام 2001، شكّل نقطة تحول للسياسة الأمريكية تجاه المنطقة العربية خصوصاً، والإسلامية عموماً فقبل ثلاثة عشر عاماً مضت، حدثت انفجارات برجَي التجارة العالمي في نيويورك، ذلك الحدث الإرهابي الذي استغلته السياسة الأمريكية، للبدء في تنفيذ خارطة المنطقة بل العالم للقرن الحادي والعشرين.
فبدأت بشن حرب على القاعدة الرئيسة لتنظيم القاعدة في أفغانستان، ثم تبعته بعد ذلك باحتلال العراق عام 2003 وتقسيمه إلى ثلاث دويلات يضمها علم واحد واسم واحد، فواجهت مقاومة ضد الاحتلال الأمريكي، ولكن للأسف فقد نجحت السياسة الأمريكية بنسف مبدأ المواطنة، وأرست المذهبيات والأثنيات. فقسمت الشعب العراقي إلى كردي وسني وشيعي ومسيحي، وبهذا التقسيم اطمأنت الإدارة الأمريكية إلى أن عامل الوحدة المجتمعية قد انتهى. وبالتالي سيبقى العراق الغني بقدراته وثرواته ضعيفاً مهلهلاً عاجزاً عن القيام بدوره ووزنه الجغرافي والسياسي القومي والديني لفترة طويلة من الزمن وقد بشرت الإدارة الأمريكية في بداية القرن الحادي والعشرين، إلى أنّ الحرب ضد الإرهاب قد تمتد إلى خمس عشرة سنة.
فماذا كانت النتيجة:
أنّ القاعدة قد امتد نفوذها الفكري والتنظيمي إلى العديد من الأقطار وبدلاً من أن تواجه قاعدة واحدة، بدأت تواجه عشرات من القواعد وكل ذلك بسبب السياسة الأمريكية القائمة على الكراهية والعداوة، لأي قوة قد تنشأ في العالم عامة وفي الوطن العربي خاصة، وذلك من أجل حماية الطفل المدلل «إسرائيل». وبعد تفجيرات نيويورك نشطت السياسة الأمريكية للبحث عن سؤال لماذا يكرهوننا؟
وكان القاسم المشترك بتقديري يكمن أن الكراهية هي للسياسة الأمريكية، وليس للشعب الأمريكي، فالشعب الأمريكي هو مركّب من جميع شعوب العالم إلى حدٍّ كبير. والسبب للكراهية التي تصل إلى الشعور بالعداء هو في الدعم المطلق لإسرائيل، ومدّها بكل عوامل القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية، بل تمكينها دوماً الإفلات حتى من مجرد قرار أو بيان يشجب ويستنكر المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ودعمها إدامة الاحتلال لأراضٍ سورية ولبنانية، وطبعاً الفلسطينية. والآن تعود الساعة من جديد، وكأن المنطقة تعيش أجواء العقد الأخير من القرن العشرين، وبدايات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فها هي الإدارة الأمريكية تسعى جاهدة لتشكيل حلف جديد ضد إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية، وبدأت تعدّ العدّة من تجييش لأربعين دولة، كل منها حسب الدور المنوط بها، سواء من حيث التمويل أو القيام بدور أمني ولوجستي، أو عبر المشاركة العسكرية المباشرة بحرب برية، أو عبر القيام بغارات وقصف جوي. وهذا بالطبع منوط بالولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية. وكالعادة فإنّ الإدارة الأمريكية لا زالت تتجاهل دوماً، العوامل والأسباب الحقيقية التي تقف وراء ولادة تنظيمات داعشية «وهذا اسم مجازي لأي تنظيم متشدّد دينياً أو فكرياً» مناهضة للسياسة الأمريكية، ويتمثل ذلك في دعم الإرهاب الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين تحت حجة الحق بالدفاع عن النفس. والسبب الثاني الدعم المطلق للأنظمة الشمولية واللاديمقراطية وأشباه الديمقراطية التي تنفذ سياساتها دون نقاش. فإذا أرادت الولايات المتحدة الأمريكية النجاح في حربها على الإرهاب، أو وضع الخطوات العملية الأولى في ذلك، فعليها مراعاة العاملَين المذكورَين آنفاً، وإلا ستجد أنها في حلقات من الحروب تحت مسمياتٍ مختلفة.
السبيل
ياسر الزعاترة
نجوى شبلي
مجاهد مأمون ديرانية
برهان غليون
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة