مركز التأصيل للدراسات والبحوث
تصدير المادة
المشاهدات : 7444
شـــــارك المادة
نشرت صحفٌ ومواقع غربية عدةَ وسائل واستراتيجيات للإعلام للتأثير على عقول الناس، وهي مجمّعة من بعض مؤلفاتٍ لكتّابٍ وإعلاميين غربيين مخضرمين أمثال نعوم تشومسكي وغيره، ونختصرها لك أيها القارئ الكريم لتكون على درايةٍ مناسبة لما تتابع ..
يقول "جوزيف جوبلز" وزير الإعلام النازي في الحرب العالمية الثانية: (أعطني إعلاماً بلا ضمير؛ أعطِك شعباً بلا وعي).
كانت هذه إحدى الاستراتيجيات التي بنت عليها بعض الحكومات أساليب تعاملها الإعلامي مع شعوبها، ويبدو أنها لا تزال تجد مروّجين جيدين لها حتى الآن!
لكن كيف يتحول الإعلام من دوره الإيجابي التثقيفي إلى دور سلبي متراجع؟
1- تحفيز مشاعر الخوف والذعر لدى الجمهور:
وضْعُ الناس في حالة من الخوف والقلق والذعر الدائم كفيل بتمرير أي فكرة إلى عقولهم، حتى وإن بدت هذه الفكرة لا منطقية ولا عقلانية، وتشير الدراسات إلى كون الإنسان يفقد قدرته على التفكير بعقلانية حين يخضع لضغوط إنسانية أو عاطفية قوية، يمكنك ببساطة حينها أن تقبل كمية الكذب والمبالغات التي يتم إلقاؤها في عقلك عبر وسائل الإعلام دون أن تبدي مقاومة تذكر.
2- الهجوم على الشخصيات "الرموز" بضراوة وحِدّة:
التركيز على الأشخاص عبر مهاجمة ذواتهم ومصداقيتهم وطباعهم وذكائهم أو حتى مظاهرهم وأشكالهم، هذا النمط من القصف المتواصل لن يترك أي فرصة من أجل مناقشة الأفكار أو البرامج أو الإنجازات؛ حيث تُمحى هوية الأفكار بالتبعية عبر تشويه صورة أولئك الأشخاص الذين يعبّرون عنها.
3- التركيز على الأخطاء و"الضرب تحت الحزام":
يعمد البعض هذه الأيام إلى تشويه خصومهم ومعارضيهم أكثر مما يتجهون للدعاية لأنفسهم، فيصنعون الأكاذيب ويعملون على ترويجها، بطرق غير أخلاقية.. لذلك ينبغي ألا تصدق كل ما تروجه وسائل الإعلام من قضايا حول الرموز والساسة، فالكثير منها ليس أكثر من عملية مكايدة سياسية.
4- تزييف الحقائق التاريخية لتتوافق مع رغباتهم:
تشير التجارب والدراسات إلى أنّ الناس لا يُبدون في الغالب استعدادًا لتغيير قناعاتهم بسهولة، ويميلون دومًا إلى الدفاع عنها، خاصة إذا كان مصدر هذه الأفكار والقناعات سلطة ما أو شخص في موقع السلطة، سواء كانت السلطة السياسية أو الاجتماعية أو الدينية.
فليس جميع الناس أو حتى أغلبهم على دراية بالتاريخ، فيمكن استغلال هذه الحقيقة البسيطة من أجل تمرير رواية معينة للتاريخ تعزز مصالح السلطة أو تشوه تاريخ خصومها وأعدائها، في الغالب لن تبحث الجماهير عن الحقيقة، وستتلقّى المعلومات الملقاة إليها كحقائق مسلّمة.
5- البلطجة الإعلامية:
الوسيلة المثلى كي توجّه ضربة قاسية لشخص أو تيار أو فكرة ما ليس أن تمنعه تمامًا من الظهور عندك، ففي هذا العصر لن يَعدم أحد وسيلة للتواصل مع جمهوره.. الحل الأمثل هنا هو إظهاره بمظهر الضعف أو العجز، بمعنى أصح أن تحصره في ركن الحلبة لتوجه له اللكمات واحدة تلو الأخرى.
6- الشعبوية "ادعاء التوافق مع الشعب للسلطة ووصم الخصوم بمعاداة الشعب":
تُستخدم هذه الخطة في حالات الانتخابات أو المواقف السياسية المختلف عليها شعبيًّا بشكل واضح؛ حيث يعمد طرف ما – غالبًا الذي يملك زمام السلطة – لوصف نفسه أو برنامجه أو موقفه السياسي بكونه المتوافق مع رغبة الشعب أو الأكثر استجابة لتطلعات الجماهير، موجهًا رسالة ضمنية بكون الطرف الآخر يقف في وجه إرادة الجماهير ويعارض تطلعاتها، ومع تكرار الرسالة يتم ترسيخها في العقل الجمعي للجمهور الذي يبدأ في إصدار تصرفات تنبع من هذه الحقيقة قد تصل إلى وصم الطرف الآخر بالعداء للشعب وللوطن.
7- تكرار الرسالة الواحدة بشكل متتابع ودقيق وباستخدام وسائل مختلفة:
تشير الدراسات إلى ميل البشر إلى تصديق الأفكار والمعلومات التي تتكرر أمامهم بانتظام بصرف النظر عن مدى منطقيتها، الأمر يفسِّر بوضوح ظاهرة تصديق العلماء والمثقفين والمفكرين في أغلب مناطق العالم للأساطير المتداولة في مجتمعاتهم رغم أنها تبدو غير منطقية لرجل عامِّي يسمعها لأول مرة.
8- التقليل من الجرعات الفكرية والعلمية لصالح ساعات الترفيه والمرح:
المتتبع لسلوك معظم وسائل الإعلام – خاصة التلفزيوني وهو أكثرها تأثيرًا – حول العالم يشعر كما لو أنها تخوض حربًا ضد كل ما هو جادّ أو علميّ لصالح ساعات طويلة من برامج الترفيه والمرح بمختلف أشكالها، ومع الوقت صار هذا هو السمت العام لوسائل الإعلام الجماهيرية وصار الإعلام الجاد مع الوقت أكثر نخبوبة بمعنى كونه صار أكثر تخصّصًا "فضائيات علمية – تاريخية – وثائقية – دينية" لا تجتذب إلا نسبة قليلة من المشاهدين الذين يتركز أغلبهم حول الفضائيات التقليدية التي صارت أشبه بساحاتٍ للّهو والترفيه.
9- شيطنة الآخرين عبر أدلة جمعية وارتباطات غير منطقية:
يقولون دومًا إنه لا توجد سلطة سياسية تستطيع البقاء بغير شيطان، لذا تلجأ الحكومات إلى صناعة شياطينها بنفسها!
محمد اللاذقاني
عبد الرحمن عبد الله الجميلي
مدونة صبا قلبي
أحمد الفاضل
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة